| المجتمـع
حوار رياض العسافي
استضافت الجزيرة كلاً من الدكتور ابراهيم بن محمد الطبش رئيس قسم جراحة العظام بمستشفى أرامكو وزميله الدكتور ماجد بن حسين العطاس استشاري جراحة العظام والعمود الفقري في نفس المستشفى في حوار تناولنا من خلاله هموم وشجون جراحة العظام في المملكة والصعاب التي يواجهها الجراحون في عملهم وتطور مثل تلك العمليات لمستوى نستطيع أن نفتخر به.
وعن جراحة العمود الفقري قال د. ماجد العطاس: لاحظت عند عودتي من أمريكا الشمالية ان الناس لديها فكرة سيئة عن جراحة العمود الفقري وكانت منبع تلك الفكرة تخلف مستوى الأجهزة وعدم التقدم في مجال العمود الفقري مقارنة في المجالات الأخرى بجراحة العظام مثل تغيير المفاصل وعلاج الكسور في الأطراف وهناك عدة أسباب منها صعوبة العمود الفقري وعدم وجود اخصائيين متخصصين في العمود الفقري في السابق كما هو حاصل الآن في جميع أنحاء العالم وقد بدأت الشركات المتخصصة بصناعة الأجهزة المساعدة في تثبيت وتقويم العمود الفقري تدخل هذا المجال بشكل قوي منذ منتصف الثمانينات.
وطالب د. العطاس المرضى الذين كانوا يعانون من مشاكل في الظهر منذ 10-15 سنة ألا يترددوا في علاج حالتهم لأن قد يكون من أبلغهم في بداية اصابتهم بأن لا علاج لهم والحمد لله نحن في الوقت الحاضر لدينا حلول لمشاكل صحية كنا نظن في السابق بأن لا حل ولا علاج لها وقد حضرنا أنا وزميلي د. ابراهيم الطبش مؤخرا مؤتمرا في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض وقد بين هذه النقطة بشكل كبير وكان الجميع يبحث في التطورات الكبيرة الحاصلة لجراحات العمود الفقري من ناحية علاجات الكسور ونحن نعاني منها بشكل كبير في المملكة نتيجة الحوادث المرورية التي يسببها عدم التقيد بأنظمة المرور وعدم اتباع تعليمات السلامة المرورية والمشكلة الكبرى التي نلحظها تسبب في اعاقات كبيرة جدا مثل الشلل والاعاقة الكاملة وأحد التطورات الكبيرة في علاج العمود الفقري محاولة منع حصول هذه الاعاقة إذا حصلت الحوادث الكبيرة وتسببت في حصول كسور في العمود الفقري ونحن دائما نركز على الوقاية قبل العلاج وكما يقال «الوقاية خيرمن العلاج» وأصبحت الآن جميع مؤسسات الدولة تركز على هذا الموضوع الحيوي لأننا أصبحنا نخسر أرواحا كثيرة ومن عاش عاش معاقا وغالبا ما يكون هؤلاء في سن الشباب الذين يفترض ان يكونوا منتجين لبلدهم بدلا أن يكونوا عالة.
الإلمام بأصول الاسعاف
وينتقل د. العطاس الى الاسعافات الأولية عند حدوث الحوادث المرورية ويقول: علاج الكسور يبدأ من اللحظة الأولى عندما يبدأ الناس المحتشدون في موقع الحادث بتحريك المصاب حيث يندفع البعض لمساعدة المصابين بنية سليمة بينما يفترض أن تكون المساعدة مقتصرة على المختصين الملمين بأساليب الانقاذ السليمة ويبقى دور الناس إذا كانوا يريدون أن يكون ايجابيا المسارعة بالاتصال بالهلال الأحمر بأسرع وقت لأن أكبر المشاكل التي تحدث هي في تحريك المصاب واخراجه من السيارة وتجليسه بطريقة خاطئة وهناك حالات حدثت كان الكسر بسيطا لا يؤثر على النخاع الشوكي ثم تدخل البعض وحركوا المصاب مما ضاعف الاصابة وتسبب بالشلل للمصاب.
ويتدخل د. ابراهيم الطبش قائلا: هذه النقطة هامة جدا ولو كان ذلك في منتصف الثمانينات لرضينا بالأمرلكن الآن هناك تطور كبير رغم انه غير كاف لكن هناك وعي وتطور كاف لدى الجهات المختصة مثل الهلال الأحمر التي تقوم بتدريب موظفيها وتوفر لهم الوسائل والأجهزة المطلوبة والمتوفرة داخل سيارة الاسعاف وهم الذين أول من سيصل للحادث ويعتنون بالمصاب ويجهزونه للنقل بالاسعاف وهناك أجهزة يجب أن توضع على المصاب وليس شرطا كل مصاب توضع له أجهزة تثبيت العمود الفقري سواء بالرقبة أو الجسم بالكامل لكن فاقدي الوعي أو الذين يشتكون من آلام أو أن الحادث قوي لدرجة أنك تتوقع ان يكون هناك كسر في العمود الفقري أوكسور غير واضحة من خلال التقييم المبدئي للحادث وهذا مهم جدا.. ويجب على الناس عندما يشاهدون الحادث الاتصال بالشرطة كخطوة أولى مهمة والشرطة تعرف كيف تبلغ الهلال الأحمر واذا كان المبلّغ لديه دراية وخلفية كافية في الاسعافات الأولية وكيفية تثبيت المصاب يمكن ان يبادر بإبعاد المصاب عن السيارة خشية حدوث حريق لا قدر الله أو تسرب بنزين ما إذا لم يكن ملما بالاسعافات الأولية يجب ألا يقحم عوامل النخوة والمحبةويحمله في سيارته الخاصة بالمقعد الخلفي ويذهب به لأقرب مستشفى وهناك حالات واقعية حدثت لعمليات نقل خاطئة تسببت في شلل المصابين.
ولفت د. الطبش الانتباه الى نقطة هامة وهي أهمية ارتداء حزام الأمان الذي بدىء بتطبيقه منذ مطلع شهر رمضان الماضي وهناك أيضا وضع الأطفال في السيارة وأتمنى ان يسارع المرور بمنع جلوس الأطفال في المقاعد الأمامية والغريب أن لدينا من يضع طفله في حضنه وهو يقود السيارة وهذا عمل لا يجوز فإذا حصلت حادثة لا سمح الله سيحتار الأب بين الامساك بابنه أو السيطرة على مقود السيارة.. وهناك أرقام تقول اذا كانت السيارة تسير بسرعة 30-40كيلومتر ثم اصطدمت بجسم ثابت مثل عمود أوجدار ستتولد القوة الى 5-10 أضعاف وزن الطفل وبالتالي لن يستطيع الأب أو الأم السيطرة على الطفل وبالتالي سيفلت من أيديهما بكل تأكيد ويفترض على الأم إذا كانت تحمل طفلا الجلوس في الخلف وهذه التحذيرات ليست من نسيج خيالنا بل انها واضحة مسجلة وتطبق في دول أوروبا وأمريكا.
الدراجات النارية والخوذة
ويتساءل د. الطبش: هناك نظام يقول بأنه يمنع قيادة الدراجة النارية إلا لمن يضع الخوذة على رأسه ويلاحظ أنه نادرا ما تجد من يلبس خوذة رغم أهميتها القصوى ويمكن ان تحمي قائد الدراجة الذي قد يصاب بحادث بسيط وهو يسير بسرعة 30-40 كم يسقط على اثرها أرضا فالخوذة بإذن الله تحدد نوعية الاصابة هل هي خدوش بسيطة أو اعاقة مدى الحياة لا قدر الله سواء كسر في الجمجمة أو العمود الفقري وهناك مشكلة تزيد في مواسم الأعياد وهي الدراجات ذات الأربع عجلات في البراري وسط غياب الاشراف وعدم لبس الخوذة من قبل الأطفال ويلعبون بالدراجات كيفما شاءوا ويقوموا بالاستعراض والتفحيط ونتيجته اصابات لا تعد ولا تحصى رغم ان بإمكاننا منع أو تقليل المأسي بوضع ولوائح لأصحاب الدراجات النارية حيث نلزمهم بعدم تأجير الدراجة بدون خوذة وهذه نقطة هامة جدا وهناك الجت سكي في البحروتشاهد بكثرة في المنطقتين الشرقية والغربية حيث يقود بعض الشباب الطائش تلك الدراجات قرب الشاطىء في مواقع سباحة الناس وهناك حالة لدينا في المستشفى لمصاب عمره )14 سنة( صدمته الجت سكي وحفظه الله من الموت لكننا أجرينا له 5 عمليات جراحية حتى استطاع بعدها العودة الى حالته الطبيعية وأطالب الجهات المعنية الحزم في تلك الأمور من أجل سلامة الناس.. ونحن كأطباء مللنا من علاج المصابين وما أكثرهم ونتمنى أن نقوم بدورنا في الوقاية من الاصابة فهي بلا شك أسهل وأنجح من العلاج.
الثقة بالجراح السعودي
د. الطبش أكد أن مستشفيات المملكة جميعها تعالج معظم تخصصات جراحة العظام بكل كفاءة واتمنى أن لا يعالج المواطن في الخارج لأن 9،99 في المائة من الحالات التي تعالج في الخارج لاداعي لها وتعود أسبابه الى وهم وعدم ثقة لاداعي لها واجب أن أطمئن المريض أن الجراح سيوجهه الى المستشفى الذي تتوفر فيه الامكانيات الملائمة أما الأشياء البسيطة مثل تغير مفاصل الركب والورك وعمليات الظهر والمناظير وعمليات التطويل والتعديل في الأطراف أنا لا أقول ان أي جراح يستطيع عملها لكن الجراحين المؤهلين والمختصين متوفرون بكثرة في مستشفيات المملكة وطالب د. الطبش المواطنين أعطاء بعض الثقة للجراحين السعوديين وثق تماماً أن الجراحين يعرفوا امكانياتهم أي ليس هناك من سيدعي أنه يعرف كل شيء واذا قال ذلك فمعنى هذا أنه لا يعلم شيئاً وهناك نقطة هامة يجب أن يعرفها الجميع فالطبيب ليس فقط يعرف إمكانياته بل امكانيات المستشفى التي يعمل فيها ومثال على ذلك العمليات الكبيرة ليس أي مستشفى يستطيع أن يجريها فالعملية ليست فقط بالجراح بل ان هناك أخصائي تخدير قادر ومختص ومتمكن في العمليات الكبيرة وجهاز تمريض وتوفر الأجهزة والعناية ما بعد العملية والعناية المركزة وطاقم للتأهيل بعد العملية فاذا اجرينا عملية ناجحة ولم يتوفر بعدها علاج طبيعي جيد ستكون النتيجة سيئة فعملية جراحة العظام تكون على مراحل خاصة للأطفال فأنا لا استطيع الجزم بنجاح عملية أجريتها بعد يوم أو يومين أو حتى شهر من انتهاءالعملية الا بعد أن أشاهد المريض وقد عاد لحالته الطبيعية.
|
|
|
|
|