| العالم اليوم
^^^^^^^^^^^^^
ليس وحدهم الفلسطينيون والعديد من العرب كانوا متخوفين من وصول ايريل شارون الى سدة الحكم في أن تقود مغامراته الحمقاء المنطقة الى حرب اقليمية جديدة بين الكيان الاسرائيلي والدول العربية. فالاسرائيليون كانوا اكثر تخوفا من أن يدخلهم شارون حرباً جديدة. ومع انهم انتخبوا شارون وبأغلبية كثيرة بعد ان غلب طبعهم على تطبعهم الذي كان يدفعهم الى رفض التورط في الحروب، إلا أن وعود شارون والاحزاب الدينية والعنصرية الاسرائيلية التي كانت تضع الأمن في مقدمة اهتمامات وأولويات الناخب الاسرائيلي جعلت صوت مناهضي الحروب يتراجع ويغلب الطبع اليهودي المعتمد أصلاً على تضخم «الأنا» فغيبت الواقعية لدى بعض الساسة الاسرائيليين الذين اعلنوا وبصراحة عن تخوفهم من أن يهدم شارون كل ما تحقق ليس مع الفلسطينيين فحسب بل وحتى مع العرب الآخرين.
^^^^^^^^^^^^^
هكذا اعلن يوسي بيلين وشلومو بن عامي العضوان البارزان في حزب العمل الاسرائيلي اللذان رفضا مجرد مناقشة المشاركة في حكومة يرأسها شارون وعارضا اشتراك حزبهما في هذه الحكومة بل انهما وعدد آخر من زعماء الحزب قد انتقدوا وما زالوا ينتقدون مشاركة شيمون بيريس وبنيامين بن اليعازر وباقي الوزراء من حزب العمل في حكومة شارون الى حد وصف المشاركين بالانتهازيين.
الآن وبعد كل ما فعله وما يهدد بفعله شارون ورئيس أركانه موفاز بالفلسطينيين، وبعد المغامرة الحمقاء في لبنان التي بدأت بإغارة الطائرات الحربية وقصف المدفعية للقرى اللبنانية الحدودية والاغارة على موقع رادار سوري في الاراضي اللبنانية مما تسبب في استشهاد جنود سوريين ومواطنين لبنانين، وهذا ما سيدفع المقاومة الإسلامية اللبنانية على الرد، ورد المقاومة الإسلامية عادة ما يكون موجعاً للاسرائيليين وهو ما سيفتح الجبهة اللبنانية مجدداً مما يعني ان الاسرائيليين سيكونون متورطين في خوض حربين على جبهتين مختلفتين.. مهيئتين للتوسع والى مزيد من تورط الجنود الاسرائيليين فيهما قياسا على أفعال ومغامرات شارون نفسه ووزير دفاعه بن اليعازر الذي كان مساعده الأول في الاجتياح الاسرائيلي للبنان ومشاركاً اساسياً في مجازر صبرا وشاتيلا وإذا ما أضفنا الى هذا الثنائي الجنرال موفاز رئيس الاركان الذي لا يقل عدوانية وحماقة عن رئيسه، رئيس الحكومة الاسرائيلية ووزير الحرب فيها، فهذا ما يجعل المنطقة مرشحة للابتلاء بحرب اقليمية جديدة قد تعيد الاسرائيليين الى صوابهم بعد ان دفعتهم عنصريتهم الى اختيار مشعلي الحروب رؤساء لحكوماتهم.
لمراسلة الكاتب
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|