| العالم اليوم
* رام الله نائل نخلة:
^^^^^^^^^^^^^
سليم اسماعيل شوامرة 43 عاماً وهو عامل يعيل اسرته المكونة من ثمانية افراد لاحقته جرافات الاحتلال ثلاث مرات متتالية، والبيت الذي كان يقيم فيه مع اسرته التي خسرت كل ما تملك لبنائه بمساحة 110 امتار اصبح اليوم اثرا بعد عين بعد ان سوته جرافات بلدية أولمرت بالارض، غير آبهين بصرخات الاطفال وتوسلات الام الثكلى بمنزلها للمرة الثالثة «25 الف دينار هي كل ما نملك وضعناها في هذا المنزل، الذي اصبح اليوم كما تراه مجرد انقاض.
^^^^^^^^^^^^^
والحجة التي يتذرع بها وحوش اولمرت هي ان الارض فيها ميول زائد، وبالتالي لا تصلح للبناء !!! . هذا ما قاله لنا سليم شوامرة.
ويتابع ابو اشرف «انهم يحاولون ان يظهروا حرصهم علينا، ولكنهم في حقيقة امرهم يريدون اخلاء هذه المنطقة من السكان الفلسطينيين لتوسيع القدس الكبرى التي يحلمون بها ويسعون الى ترسيخها عبر مصادرة الاراضي وبناء المستوطنات».
روجة سليم الشوامرة التي بدى عليها الحزن والالم وهي تجلس على انقاض منزلها الذي دمر امام عينيها خلال 15 دقيقة فقط، تقول والدموع تتقاطر من عينيها الحزينيتن، للمرة الثالثة هدموا البيت ولا احد ينظر إلينا او ينتبه الى معاناتنا، صبرنا وتحملنا الضيم، وتقشفنا في المصاريف حتى نوفر النقود اللازمة لبناء هذا البيت لاولادنا الستة، ودون سابق انذار تأتي الشرطة الاسرائيلية لتهدمه بحجة عدم الترخيص».
ويبدوا واضحاً ان جيش القتلة الاسرائيلي في الايام الاخيرة صعد من انتهاكاته الجسيمة لحق الانسان في السكن حيث هدمت جرافاته منذ يوم الاحد الموافق 1/4/2001م وحتى يوم الاربعاء الموافق 4/4/2001م «28» بناء بينها «22» منزلا سكنيا و«4» بركسات تستخدم للاغراض الزراعية والصناعية، وبقالة وسوراً، في الضفة الغربية والقدس الغربية المحتلة بذريعة بدون ترخيص.
محمد سليم شوامرة الابن الاصغر لهذه العائلة التي عانت الامرين من جرافات الاحتلال يقف على سطح منزله المهدوم يبحث عن بقايا اغراضه والعابه التي طمرت تحت انقاض منزله، فلم يعد له غرفة او سرير او مكتبه الجميل الذي كان يراجع دورسه يوميا، بدت عليه الحيرة والخوف مما حدث لعائلته ومنزله، فكل شيء له قد انتهى مع تدمير بيته الذي لا يعرف في الدنيا سواه.
عائلة شوامرة كانت تجلس في صدر البيت عندما سمعوا اصوات الجرافات والبلدوزرات التابعة لبلدية اولمرت وبلهجة تهكمية يقول ابو اشرف «الجرافة من اولمرت، والبلدوزر من معسكر بيت ايل التابع للجيش الاسرائيلي، دولة اسرائيل هذه المرة بكل اجهزتها التقت على هذا البيت، لا اعرف لماذا يخافون منه بالرغم من ان العالم يقول لنا انه جماد. ويبدو انه اصبح كل شيء في هذه الديار مرتبطاً بالفلسطيني يهدد دولة اسرائيل».
واوضحت جمعية القانون لحقوق الانسان والبيئة الفلسطينية في تقرير وزعته انه في صباح يوم الثلاثاء حضرت جرافتان تابعتان لجيش القتلة الاسرائيلية، يرافقها ممثلون عن لجنة البناء والتنظيم في إدارة الحكم العسكري في بيت إيل وعدد كبير من الجنود، وأقدمتا على هدم ثلاثة مساكن في قرية عناتا بمدينة القدس العربية المحتلة، اضافة الى بيت سليم شوامرة وهذه المساكن الاربعة التي تقع في ضاحية السلام في عناتا مبنية منذ عام 1975م، وكان اصحابها قد تلقوا اخطارات بهدمها من قبل دائرة البناء والتنظيم الاسرائيلية في بيت ايل ينتهي بتاريخ 5/4/2001م، الا ان سلطات الاحتلال نفذت عمليات الهدم قبل يوم واحد من انتهاء المهلة الممنوحة لاصحابها.ولم تستطع العائلة ان تكمل طعام الغداء حيث اجتمعت حول مائدة الطعام في بيتهم الجديد، ليدخل احد ضباط الشرطة الى المنزل ويطلب منهم الخروج خلال 15 دقيقة، قبل ان تبدأ الجرافات الاسرائيلية بدق زوايا واعمدة بيتهم، حاول الشباب وكل من تواجد في المكان منع القوات الاسرائيلية من الهدم واستمرت المواجهات لاكثر من ثماني ساعات متواصلة جرح خلالها اكثر من عشرة شبان في تصديهم لقوات الاحتلال، ولكن كان القرار الاخير لاسنان الجرافات لتغرس في سطح المنزل وجدرانه.
والجرم لم يقتصر فقط على الشوامرة حيث هدمت جرافات الاحتلال الاسرائيلي صباح يوم الاثنين الموافق 2/4/2001 منزلا في بلدة العيزرية يعود للشيخ محمد سعيد الجمل 64 عاماً من سكان الطور وهو يشغل منصب رئيس المجلس الصوفي الاعلى.
وافاد محمود محمد سعيد الجمل 35 عاماً وهو ابن الشيخ الجمل ويعمل مهندس كمبيوتر ان قوة عسكرية اسرائيلية فرضت طوقا عسكريا مشددا على المنطقة القريبة من حاجز الزعيم في القدس المحتلة، وبعد ذلك بساعتين حضرت جرافتان اسرائليتان وبدأتا عملية هدم المنزل الذي تم بناؤه قبل عام ونصف العام.
وذكر ان «دائرة التنظيم الاسرائيلي» في بيت ايل كانت تماطل في الرد على طلب ترخيص المبنى البالغة مساحته 400 متر مربع وبتكلفة 150 الف $ وكان الهدف من بنائه اقامة مدرسة وروضة اطفال ومسبح ومكان للترفيه، والمبنى كان قيد إنشاء، ولم يتسلم الشيخ الجمل اي انذار مسبق بعملية الهدم.
وقالت جميعة «القانون» في معرض ادانتها بشدة للاعمال العدوانية التي نفذتها سلطات الاحتلال ضد مساكن المواطنين الفلسطينيين وعقاراتهم في الايام الاربعة الاخيرة، انها ترى ان هذه الاعمال العدوانية التي تنفذها قوات الاحتلال ضد الممتلكات الفلسطينية غير مسبوقة بهذه الحدة، كما انها تترجم بشكل واضح سياسة التطهير العرقي التي تمارسها السلطة المحتلة ضد المدنيين الفلسطينيين في اطار العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني، والاعمال الانتقامية من المدنيين.
وقالت ان اعمال الهدم التي تمارسها سلطات الاحتلال الاسرائيلي ضد الممتلكات الفلسطينية لا تستدعيها ضرورات حربية تقتضي التدمير، وتعتبر مخالفة جسيمة للاتفاقيات ذاتها بموجب المادة الثالثة والخمسين حيث تنص على انه «يحظر على دولة الاحتلال تدمر اي ممتلكات خاصة ثابتة او منقولة تتعلق بافراد او جماعات او بالدولة او السلطات العامة او المنظمات الاجتماعية او التعاونية، الا اذا كانت العمليات الحربية تقتضي حتما هذا التدمير. ام اشرف التي باعت مجوهراتها لكي تساعد زوجها الذي يعمل مرافقا لاحد وزراء السلطة الفلسطينية في بناء بيتهم الجديد والخروج من ضائقة السكن في ظل ارتفاع اجرة المساكن خاصة في منطقة القدس «اذا اجبروني على العيش تحت شجرة الزيتون هذه فلن امانع.. خلاصة القول هي انني لن اغادر هذا المكان..»
وأصبح الحلم الذي راود عائلة الشوامرة طوال عشر سنوات بالعيش في منزلهم الجديد والذي كل مرة ومع نهاية العمل فيه يأتي القدر الذي لا مفر منه، اولمرت وجنوده، ليدفنوا هذا الحلم الجميل تحت الأرض، وليسحقوا امل العائلة كلها.
واليوم يقف ابو اشرف امام منزله الذي ما عاد منزلا يؤكد للجميع انه سيزيل الانقاض وسيبدأ العمل في الاسبوع القادم لتشييد المنزل ذاته ولتتكرر المأساة نفسها امام انظار العالم اجمع، نحن نبني وهم يهدمون، لا مفر لنا من المواجهة باي ثمن» مما قاله.
|
|
|
|
|