غارتْ لديه معالم البشْرِ
واستمطرت عيناه بالدرِ
واسودّ وجه الكون وانتحبت
شمس الغروب وطلعة البدرِ
عزَف الأصيل على ملامحه
لحنَ الوداع وصرخة القبر
سَمُجَ الزمان وروده ذَبُلت
ونما نبات الشوك والصِّبرِ
وبزورق الأحلام والذكرى
أبحرتُ نحو العالم السحري
عقد السحاب مآتماً جذلاً
وانداح بالقبلات للزهرِ
وسرى النسيم مؤرجاً خَضِلاً
متورّد الوجنات في سُكْرِ
وبعيني الماضي وروعتها
صفو الحياة يسيل كالنهرِ
فهناك عند الليل كان لنا
عذب اللقاء يفيض بالطُّهرِ
والبدر خلف السحب مسترق
حلو الحديث يفوح بالعطر
وهناك بين حدائقٍ نلهو
ونغيب في منأى عن الدهر
وصُعِقت ويحي فجأة غرقت
أحلامنا بالواقع المُرِّ
نقشت على خد الزمان دماً
واسودّت الصفحات من عمري