| فنون مسرحية
لدى فرقة ورشةالطائف المسرحية نوع من الاكتفاء الذاتي فهم يحاولون دائماً ان يكون سمنهم في دقيقهم ربما لأنهم بحاجة الى ان يطمئنون الى جودة ومناسبة ذلك السمن وذلك الدقيق لمواصفات ومقاييس الصحة المسرحية!
لهذا فلديهم ثبات في الممثلين والمخرج والمؤلف والفنيين وهذا ربما حقق لهم ثباتا في التنامي المسرحي الذي يعتبر مطلوبا في مثل هذه الفرق والورش التي تتبنى توجها مسرحيا وتحاول ان تتعمق فيه، وان كان البعض لا يرى مانعا بل يرى آخرون ضرورة التجديد والتنويع خاصة إذا كانت الخبرة الجديدة أفضل في هذا المجال ويمكن ان تضفي نوعا من الخبرات الاضافية في مجالات التدريب المسرحي التي تنتهجها الفرقة.
وهذه الفرقة الورشة بالاضافة الى الاكتفاء الذاتي لديها فهي تحاول ان تمسرح الكثير من الامور حولنا فهي مسرحت الفن التشكيلي وأخيراً الفن القصصي والمحاولة الأخيرة هي ما قام به أربعة من أعضاء الفرقة مع سبق الاصرار والترصد وتم مشاهدتهم في خيمة الجمعية بالرياض وبحضور عدد من النقاد والادباء وعدد من المسؤولين في الجمعية. والأربعة هم: فهد الحارثي «مؤلف الفرقة» وأحمد الأحمري «مخرجها» وسامي الزهراني «ممثل» وعبدالعزيز عسيري «قاص»، حيث قام العسيري بقراءة نصوص قصصية من تأليفه بينما قام الممثل بتجسيد بعض المواقف التي تحتويها بعض القصص ليحيلها إلى حركة أمام أعين النظارة بامكانيات فنية مبسطة وقليل من المؤثرات وقليل أيضا من الاضاءة أو عدم الاضاءة وهذا ما سبب الحرج لبعض الضيوف رغم انهم كبار إلا أنه كلما أطفأت الاضاءة سمعنا أصواتا مرتعشة متهدجة تنادي بفتحها، ربما هذه مشكلة من يتعود على الاضواء!
على العموم كانت التجربة ملفتة للنظر وتجربة جديدة وليس من الجيد الحكم لها أو عليها ولكنها تبقى محاولة جادة ينبغي عدم اغفالها من قبل المسرحيين ولا أهل القصة ولا من الفرقة حتى يتبين الطرق المناسبة لتفعيلها وأرى أن ما قدم لا يدخل ضمن اطار مسرحة القصة فالمسرحة هي تحويل القصة إلى نص مسرحي وهذا ما لم يحدث بل كانت القصة تقرأ بشكلها وعناصرها ويقوم التمثيل الصامت بمصاحبتها كمؤثر أومفسر لبعض المواقف لهذا فيمكن تسميتها غير مسرحة القصة فيمكن ان نطلق عليها )مسرح القصة( كمسمى مؤقت وهذا ربما يكون نهجا جيدا تكتشفه الفرقة الورشة تضفي ببساطته وعدم تكلفه وقلة تكاليفه الى المسرحيين والقصصيين خدمة كبيرة حيث تجمعهم في مكان واحد ليلتقوا وليرى كل منهم من خلال الزاوية التي يريد، على انني أرى أن اعطاء ممثل وأو أكثر بعض المقاطع الحوارية ربما أضفى متعة أخرى على التجربة بحيث لا يبقى المتحدث واحداً ولا الصوت واحداً بل أيضا تتعدد اشكال الصورة فيكون هناك نوع من الابهار المسرحي تستفيد منه القصة ولِمَ لا؟! فالمسرح أبو الفنون.
ولا يمكن للمسرحي إلا ان يقف محييا هذه الفرقة المتميزة بجهدها ونشاطها وبحثها عن الجديد وصبرها علينا ونقد بعضنا المستمرلتجربتها فهي إذا قربت من الجمهور نقدناها ونفعل ذلك إذا ابتعدت فليس هناك سلامة منا، ولكن على العموم يكفي اعضاءها هذا التقدير المحلي والعربي رغم امكانياتها المحدودة وتطلعاتها الكبيرة ولكي تكون الفرقة قريبة منا أكثر ولنشاهد المسرح الذي نفتقده منذ سنوات طوال فإني أقترح ان يقوم أعضاء الفرقة بفتح فرع لهم هنا في الرياض!
alhoshanei@hotmail.com
|
|
|
|
|