| العالم اليوم
* ساراييفو أ ف ب:
وجه وزير الخارجية الأمريكي كولن باول في ساراييفو تحذيرا شديدا الى «المتطرفين» الكروات في البوسنة والهرسك المسؤولين عن اضطرابات الأيام الأخيرة، مؤكدا ان المجتمع الدولي مصمم على «التصدي لهم».
وقال باول في كلمة مقتضبة «سنعمل مع شركائنا الأوروبيين من أجل التصدي للقوى الداعية الى النزاع والانفصال والضغينة»، مهاجما «اتباع الخط المتشدد» داخل الرابطة الديموقراطية الكرواتية للقوميين الكروات.
وعقب لقاءات مع ممثلي الأسرة الدولية والرئاسة الجماعية وحكومة الاتحاد الكرواتي - المسلم، أكد باول «نحن قلقون إزاء معاودة ظهور عناصر متطرفة مثل أولئك الذين تسببوا بكثير من الدمار والمآسي« خلال الحرب التي نهشت هذه البلاد.
ويسعى القوميون الكروات لإعلان الاستقلال الذاتي لمجموعتهم مما يثير توترات كثيرة ويهدد اتفاقات دايتون التي أعادت السلام الى ربوع هذا البلدفي العام 1995 .
وقد أنهى باول في ساراييفو جولته الأوروبية الأولى منذ تسلمه مهامه في كانون الثاني/ يناير الماضي والتي قادته الى باريس الأربعاء حيث شارك في اجتماع مجموعة الاتصال حول يوغوسلافيا السابقة (الولايات المتحدة، روسيا، فرنسا، بريطانيا، ألمانيا وإيطاليا) ثم الى سكوبيي عاصمة مقدونيا الخميس.
وألغيت أمس الأول في اللحظة الأخيرة زيارة قصيرة كانت مقررة الى كوسوفو حيث كان من المفترض ان يتوجه بالمروحية بسبب سوء الأحوال الجوية ليسلك ليلا طريق العودة الى واشنطن.
وأتاحت له هذه الجولة التأكيد مجددا على تضامن واشنطن مع شركائها الأوروبيين في مواجهة تصاعد الأزمات الجديدة في البلقان خصوصا في مقدونيا بعد المواجهات بين المتمردين الألبان والقوات الحكومية.
وخلال زيارته الى ساراييفو التقى باول خصوصا الأعضاء الثلاثة في الرئاسةالجماعية، الصربي زيفكو راديسيتش والكرواتي يوزو كرايزانوفيتش والمسلم بريزبلكيتش.
كما عقد اجتماعات مع السلطات في كلا الكيانين اللذين يشكلان بحسب اتفاقات دايتون البوسنة والهرسك: حكومة الاتحاد الكرواتي-المسلم ورئيس وزراء جمهورية سربسكا (تضم المجموعة الصربية) ملادن ايفانيتش.
وجدد باول دعمه لجهود السلطات المعتدلة في البوسنة مشددا على ان «البوسنة لا يزال عليها تحقيق مزيد من التقدم لكي تصبح عضوا في أوروبا».
كما شدد على ضرورة «إحالة جميع الأشخاص المتهمين» بجرائم حرب الى محكمة الجزاء الدولية في لاهاي.
ولفت الى ان البلاد بحاجة الى قانون انتخابي جديد وجيش موحد واصلاحات تشريعية.
وأضاف «سنحترم التزاماتنا في اطار اتفاقات دايتون وحلف شمال الأطلسي وسنعمل مع جميع الراغبين بان يتجه هذا البلد نحو مستقبل مستقر كديموقراطية حديثة وشريك أوروبي - أطلسي».
والتقى باول أيضا مع ممثل المجتمع الدولي في البوسنة ولفغانغ بتريتش وكذلك مع قائد قوة السلام الأطلسية في البوسنة (سفور) الجنرال الأمريكي مايكلدودسون.
وأعلن بتريتش في بيان ان باول أكد له ان «الولايات المتحدة ستبقى ملتزمة سياسيا في المنطقة وان القوات الأمريكية ستبقى في البوسنة وفي كوسوفو».
وكان البنتاغون أعلن في 15 آذار/ مارس الماضي انسحاب نحو ألف عنصر من البوسنة وقسم من المروحيات الهجومية أباتشي ال 16 المنتشرة في هذا البلد.
|
|
|
|
|