| العالم اليوم
وسط الانكسارات والحالة القاتمة التي تعيشها الأمة العربية بسبب الأوضاع المأسوية التي يعيشها الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحملة ابادة وتدمير من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلي، تضيء شموع بارقات أمل في مستقبل العمل العربي المشترك، واذا كان المشرق العربي قد أنارالعمل العربي المشترك وبعث الامل من جديد بعد تصفية عدد من الخلافات الحدودية حيث اغلق ملف الحدود السعودية اليمنية، وملف الحدود القطرية البحرينية، وملف الحدود السعودية القطرية، وقبلها ملف الحدود السعودية الكويتية، وقبلها بأعوام ملف الحدود اليمنية العمانية مما أزال الكثير من المشاكل والهموم وحتى المخاطر بين اكثر من دولة عربية وجارة لها بحيث أصبح المشرق العربي تقريباً خالياً من المشاكل الحدودية وبالذات بين البلدان العربية.
هذه الإنجازات لايمكن تجاهلها وتأثيرها الايجابي على مجمل العمل العربي، وعلى مستقبل الإنسان في الوطن العربي عموماً لأن معالجة مثل هذه المشاكل تجعل الدول وحكوماتها تتجه للتنمية والاهتمام بالانسان وتطوير المؤسسات التعليمية والصحية والاجتماعية وحتى السياسية وان توجه ما كان يخصص من اموال لدعم موازنات الدفاع والأمن وغيرها من الالتزامات التي توجدها الخلافات والتناحر للتنمية.
واذا كان الجانب الشرقي من الوطن العربي قد تمكن من معالجة هذه الاشكالات مما يجعلنا نجد شيئاً مفرحاً في واقعنا العربي الذي يغلب عليه الأسى بسبب التسلط الاسرائيلي، فإن الأمل يشتعل من جديد في قدرة الجانب الغربي من الوطن العربي لمعالجة مشكلة حدودية وطنية انفصالية مركبة واعني بها قضية الصحراء الغربية التي استنزفت جهود وامكانيات وحتى اقتصاديات بلدين عربيين اضافة الى تأثر بلد ثالث وانعكست سلباً على تجمع اقليمي عربي وليد.
فقضية الصحراء الغربية خلقت عداءً مستحكماً بين المغرب والجزائر وانشغل بها البلدان طويلاً كما ان موريتانيا لم تسلم من تأثيراتها السلبية رغم نفض يدها من هذه المسألة ، كما ان الاتحاد المغاربي قد اصيب بالشلل لحالة الجفاء وعدم المودة بين اكبر بلدين في هذا الاتحاد.
الآن تحمل البشائر القادمة لنا من غرب الوطن، ان الرباط والجزائر قد فتحا قناة حوار بينهما لمعالجة هذه القضية من خلال بحث مقترح جديد يرضي المغرب الذي لايريد ان يفرط بترابه الوطني، وتحقيق خصوصية لأهل الصحراء الغربية بتمكينهم من ادارة شئونهم من خلال حكم ذاتي يرتبط بالحكم المركزي المغربي.
هذا العمل الذي لم يكشف عن تفاصيله ولم يكتمل بعد لأنه في طور الحوار والتفاوض يبعث الأمل بأن الأشقاء في المغرب والجزائر قد اهتدوا الى طريق الحل الذي نأمل أن يكون قريبا.. لنقلل من أحزاننا التي تحاصرنا بسبب أفعال اليهود... وايضاً أفعالنا.
لمراسلة الكاتب
Jaser@AlJazirah.com
|
|
|
|
|