| مدارات شعبية
* تحقيق زبن بن عمير:
النساء شقائق الرجال.. والشعر ادب عام لايختار جنساً بعينه، فهو موهبة تنمو وتترعرع متى ماوجدت البيئة الخصبة وفي ساحة الشعر ظهر الكثير من الشاعرات اللواتي حققن نجاحات شعرية من خلال طرحهن الشعري الممتع..
لكن يدور في كواليس الشعر اشاعات لايمكن لنا اثباتها او نفيها مطلقاً تقول: ان هناك اسماء رجالية خلف الكثير من الشاعرات الموجودات في ساحة الشعر.. حول هذا الموضوع طرحنا تساؤلنا لعدد من شعراء الساحة المعروفين وشاعراتها المعروفات فكان هذا التحقيق من خلال طرحنا: من يكتب للشاعرات ولماذا كل هذه الحملة عليهن ثم ما مستقبل شعر المرأة في ظل الاوضاع الحالية:
«المرأة أخت الرجل
وعلينا تشجيعها»
* في البداية استضفنا الامير الشاعر عبدالعزيز بن سعود «السامر» الذي اسعدنا باجابته المختصرة والمفيدة كعادة سموه اذ قال عن الكتابة للشاعرات:
هذا شيء الله اعلم به لأن الشيء اذا لم يثبت فهو مجرد ادعاءات.
أما بالنسبة للحملة على الشاعرات فيجب علينا جميعا في الوسط الادبي تشجيعهن لان المرأة اخت الرجل وفي مجال الشعر هناك شاعرات قديرات في الزمن لماضي والحاضر ولا يستحققن منا الا كل احترام ومعزة حسب ما تميله علينا العقيدة السمحة.
اما مستقبل شعر المرأة فكما ذكرت المرأة اخت الرجل فالتي ستبرز منهن ستأخذ مكانها شاء المغرض أم أبى في أي وقت وفي أي زمان.
«الشعر النسائي قادر على إثبات ذاته»
* الصحفي والشاعر عبدالله الفارسي اجابنا بالتالي:
لا اعتقد ان هناك من يرتكب هذه الحماقة الى درجة كبيرة دائما هناك من يساهم فيها بالتعديل والتقويم للابيات المكسورة ليس من خلال حرصه الشعري وانما رغبة في الوصول الى شرف الكتابة للاخرين وبالذات الشاعرات.
ثم ان الحملة على الشاعرات تتجه الى عدة اوجه فهناك من يرغب كسب ذاته وكسب مواجهة الآخرين اعلامياً وهناك من يهاجم الشاعرات بهدف احداث تقويم للشعر النسائي الذي وصل الى ادنى المستويات بفعل بعض شاعرات الجيل الحالي وهناك ايضا من يهاجم الشاعرات لابعاد التهمة التي تحيط به من كل الجهات.
واعتقد ان الشعر النسائي الحالي قادر على اثبات ذاته كالابداع المتجدد ومتجاوز في آن واحد والدليل انه لم تأت شاعرة تتجاوز ابداعات شاعرات القرن الماضي امثال «نورة الهوشان ومويضي البرازيه وغيرهما» وان كنت ارى أن الشاعرة «الجازية» ربما تحمل لواء مستقبل الشعر النسائي.
الشعر للجميع
* ثم طرحنا تساؤلنا على الشاعر والصحفي ناصر المطيري المحرر بمجلة فواصل فأجاب:
هذا السؤال مطروح وغالباً مايطال الشك الكثير من الشاعرات.. ولكن ليس هناك دليل ثابت على ان هناك اسماء يكتب لها، وكثيراً مادار الجدل حول شاعرية العديد من الاسماء.. وانا ليس لدي اي معلومة في هذا الجانب ولعل مايثار حول هذا الموضوع اعتبره اثارة ليس الا لبعض الشاعرات اللاتي تحوم حولهن الشبهة لكن في نفس الوقت هناك اسماء لم يطلهن التشكيك في شاعريتهن وهن معروفات على المستوى الخليجي.
فانا على حد علمي انهن لم يتعرضن لأي اقوال واعتقد ان الجميع متفقون على مقدرتهن على كتابة الشعر.
وسيبقى المجال مفتوحاً تماماً لأي عطاءات جادة بالنسبة للشعر وانا ارى أن مستقبل الشعر للرجل.
«لا خوف على شعر المرأة ما دامت صادقة.. والتحامل ظاهرة صحية»
** وعندما اتجهنا للشاعرات وطرحنا تساؤلنا عليهن لنرى وجهة نظرهن الخاصة في هذا الموضوع الشائك وفي بداية الامر استضفنا الشاعرة المبدعة «همس» فاجابتنا بكل تجرد وعقلانية وثقة تامة بالنفس فقالت:
لاخوف على شعر المرأة مادامت واثقة والتحامل ظاهرة صحية، وقد يكون وقد لايكون وهذا لاينطبق على الشاعرات فقط ولمَ لايكون ايضا على الشعراء، ولكن في النهاية يحسم الامر بتوقف من يكتب للجميع و حينها لا نتساءل اين هم؟
واضيف ان التحامل في نظري هو ظاهرة صحية لانه اذا لم يكن شعر المرأة له حضور وتأثير لما كانت هذه الحملة من بعض الاشخاص.
وان قلنا غيره من باب التحامل فليكن.. ايضا هو شيء جميل لانه يدفع بالشاعرة إلى الاستمرار والابداع اكثر.. اما ان كانت لمجرد تحامل للفت الانظار اي بمعنى «خالف تعرف» هذا في نظري عبث وتطاول على الاحاسيس، فالمرأة مثل الرجل من خلق الله سبحانه وتعالى تترجم احاسيسها حيث شاءت طالما لم تخرج عن حدود الدين والاخلاق السامية باللفظ والمعنى.
وانا اجزم بانه لاخوف على مستقبل شعر المرأة مادامت صادقة وواثقة بنفسها و الاساس والاهم هو الاحساس العميق الذي اوجده الخالق جل جلاله من يلغيه؟! او يكبح جماحه سواء ترجمته شعراً لتقرأه لنفسها او نشرته في ديوان او جريدة اين الخوف واين العيب.. ولم كل هذا حين تسأل يا اخ زبن في ظل الاوضاع الحالية.. ان كان المقصود بها الحرب لإبادة احاسيس المرأة.. هذا ضرب من الخيال.. فيجب على المرأة الشاعرة ان تترفع عن المهاترات ولاتخوض وتهاجم لتدافع عن نفسها بنفس الاسلوب بل يجب ان تكون هادئة وصامدة وتبتعد عن الشبهات حتى في قصائدها حيث قال الشاعر:
انما الأمم الاخلاق مابقيت
فإن هن ذهبت اخلاقهم ذهبوا
واخيراً ستبقى المرأة بما فيها مابقيت الارض.
«الصحافة هي المسؤولة عن تقدم شعر المرأة»
* ثم استضفنا الشاعرة الرائعة نجدية سدير التي حملت الاعلاميين مستقبل شعر المرأة وقالت بثقة عن الكتابة للشاعرات:
لقد تنامى الى علمي وجود شيء من هذا القبيل.. واعطيت اسماء لشاعرات يكتب لهن بادلة قطعية لاتقبل الشك.. اضف الى ان تذبذب مستوى ماينشر لهن من قصائد يؤكد مقولة ان هناك من يكتب للشاعرات.. وهذه مصيبة وطامة لابد ان يلتفت اليها.. ويحد من انتشارها لاسيما وانها تضر بالشاعرات الاخريات البعيدات كلياً عن زوبعة هذه التهمة.. اللواتي يعتبر عطاؤهن جهداً شخصياً بحتاً.. والمؤسف ان الصحافة تصفق لهن وتمنحهن حيزا لم تنله شاعرات صادقات ونزيهات العطاء.. فمتى تصحو الصحافة من غفوتها ورقدتها المميتة؟!
اما عن الحملة القائمة ضد الشاعرات فأرى ان الصحافة محقة في جزء منها وفي جزء آخر ارى ان لاحق لهم اطلاقا.. فكون الشاعرة تفسح المجال للعبث بشاعريتها وفرض قدرات شعرية تعارض قدراتها.. ومن ثم تسمح لنفسها بان يتدخل الشاعر بعطائها لدرجة ان يصحح لها ويكتب فهنا تركت الباب موارباً للحملة كي تشتعل ضدها.. والجزء الذي ارى ان لا حق لهم في الحملة اطلاقاً لكون ثلة من الشاعرات بريئات من حيثيات هذه التهمة ولكن الإعلام بكل اسف لايجيد التفريق والعزل.. فتؤخذ البريئة بجريرة المذنبة.. وفي هذا الاخذ ظلم وتجن وقد يترتب عليه عواقب تؤثر سلبا ً على النزيهات شعرياً منهن.. اضف الى ذلك ان هناك مزمرين لكل صوت ناعق تطال فيه المرأة دون ان يكون مدركا للموضوع من اصله.. فيشارك في شن مثل هذه الحملات عن جهل طالما ان المعنية هنا هي الشاعرة.. المرأة!!
ومن الصعب التنبؤ بمستقبل شعر المرأة وما تتخذه التصرفات الجدية حيال ما يحدث ويحاك ضدها.. وينسج بامكانه ان يكون مستقبلاً مشرقاً لصالحها ولصالح عطائها ان هي اولته كل اهتمامها.. وادارت ظهرها لمن يوشك ان يوقعها من حيث لاتدري.. مستقبلها سيكون طيباً بإذن الله اذا اعطيت حقها كاملاً وموازياً لحق اخيها الشاعر.. مستقبلها سيكون حسناً ان ترك كثير من الشعراء معزوفتهم بان لاوجود لشاعرات سوى فلانة وفلانة.. مقللين من قدر الباقيات.. في حين انه ربما لم يسبق لهم الاطلاع على نتاج اغلبهن.. مستقبل شعر المرأة كما قلت من الصعب التنبؤ به..
وبما انكم مهتمون بهذا الامر فلما لاتحدون من انتشار الحجارة المتناثرة في طريق تقدمها.. قوموا بإماطة اللثام بصراحة تامة عن من يكتب لهن وكشف امر الطرفين.. لاتفردوا صفحاتكم لممن يشككون في قدراتها.. انظروا بعين الاعتبار لتصريح الشعراء ان الشاعرات حقيقيات.. كيف يصرح وهو لم يلم بهن وبنتاجهن إلماماً شاملاً.. ومن هنا فمستقبل المرأة الشاعرة من الصعب التحدث عنه على الاقل في الوقت الراهن.
«نعم هناك شاعرات
يكتب لهن»
ثم اتجهنا الى الشاعرة الراسية فأجابت بكل غضب: سأكون منصفة بعض الشيء في الاجابة على هذا السؤال ففي الساحة الشعبية شاعرات يكتب لهن وقد وردت اسماؤهن في بعض المطبوعات الشعبية وهذا ليس معناه انه لايوجد شاعرات حقيقيات بل على العكس هناك شاعرات موجودات على خريطة الساحة الشعبية تفوق اشعارهن اشعار بعض الشعراء الموجودين حالياً على الساحة.
كما ان هناك شعراء في الساحة الشعبية معروفين على نطاق واسع يكتب لهم والجميع يعرف ذلك لكن لا احد يتطرق لمثل هذا الموضوع والسبب يعود الى قلة الجرأة والخوف المسيطر على الصحفيين الموجودين في الساحة لذا نجد ان اغلب الصحفيين شادين حيلهم على الشاعرات فقط لسبب بسيط ان المرأة مكسورة جناح وضعيفة يقول الشاعر:
لا تحتقر كيد الضعيف فربما
تموت الأفاعي من سموم العقارب |
اما الحملة على الشاعرات فاعتقد انها ممن يحاربون شعر المرأة لسبب بسيط انهم يستكثرون الابداع على المرأة لانهم ضعاف بصر وبصيرة للاسف ولان الجهل قد اخذ منهم ما اخذ بغض النظر عن مايحملونه من شهادات فالجهل فيروس قد تمكن منهم لايزول مهما اخذوا من الشهادات لانه يجري في شرايينهم فالمرأة في نظرهم غير قادرة على الوصول للقمه فهم لم ولن يستوعبوا ما ستصل له المرأة مهما وصلت.
وأنا ارى ان وضع شعر المرأة الآن مستتب والمرأة قادرة على اخذ حقها مثنى وثلاث ورباع لذا لاخوف على المرأة مستقبلا، المرأة القوية قادرة على ان تخرس الالسنة وتصل وتثبت اقدامها مهما عصفت بها الرياح، لكنها فقط تحتاج الى منح الفرصة لاثبات وجودها ومسح الاتربة من بعض العقول الجاهلة وتنقية الجو من هذه الشظايا المدمرة. واعود للقول ان اختلاف الرأي لايفسد للود قضية مع الراسية بل يفسد قضايا...
|
|
|
|
|