| الريـاضيـة
بداية نؤكد ان الاشارة لوقوف الحظ الى جانب هذا الفريق او ذاك لا يقلل ابدا من احقيته بالفوز وجدارته بالكسب وكما يقولون الحظ صديق المبدعين والمتفوقين والحظ وحده لا يحقق فوزا ولا يصنع مجدا ولا يورق ذهبا.. فلا غنى عن البذل والعطاء والكفاح وكما وقف الحظ الى جانب الزعيم في بطولة النخبة العربية عندما اهدر رينالدو ضربة الجزاء النصراوية لتنتهي المباراة بتعادل النصر والجيش ويطير الكأس للزعيم.. تخلى عنه ليلة السبت ووقف الى جانب العميد فلم تكن مباراة الهلال ولم يكن يوم الجمعة يومه رغم الظروف التي لعبت لصالحه في الشوط الثاني عندما طرد الحكم صالح الصقري ونجاحه في قلب خسارته في الشوط الاول الى فوز كبير.. فقد مال الفريق الازرق للاستعراض وتعامل برعونة مع فرص التسجيل المحققة التي سنحت له بعد الهدف الثاني.. ولو سجل احداها لحسم النتيجة نهائيا لصالحه.. لكنه الغرور والوهم وعدم الاستفادة من دروس الكرة.. فقد خيّل اليهم ان الاتحاد استسلم تماما.. ورفع الراية البيضاء ولا يملك سوى انتظار صافرة الحكم ليعود الى جدة بحقائب ملأى بالحزن والأسى ولم يوقظهم من هذا الوهم الخادع سوى قنبلة سيرجيو التي فجرها في مرمى الدعيع بسرعة الومضة.. لتبدأ المباراة من جديد.. ويطير في الهواء فوز كان تحت الاسنان وتتبعثر كل الاوراق وتتلخبط كل الحسابات ويستعيد العميد توازنه الفني والنفسي والمعنوي ويسترد خطورته وهيبته رغم النقص وخروج حسين الصادق مصابا ومشاركة مبروك زايد الاضطرارية وفي ظروف استثنائية وينجح نجوم العميد بسبب إحساسهم العالي بالمسؤولية تجاه جماهيرهم الوفية وشعار ناديهم والروح الاتحادية المعروفة التي تجلّت بوضوح في موسمي الثلاثية والرباعية والادارة الناجحة للمدرب اوسكار للمباراة رغم عدم الارتياح لاستبداله حسن اليامي في الشوط الثاني ولكنه كان تغييرا للأفضل.. فلكي تكسب الهلال يجب ان تحول دون تفوق وسطه.. سر قوته وعنفوانه فدفع بخالد الشمراني ومازن شلية فأعاد التفوق من جديد لوسط الاتحاد بقيادة نجم النجوم محمد نور وأصبحت المباراة تحت سيطرة الاتحاديين كمارد عملاق خرج من القمقم فجأة.. وكان طبيعيا في ظل هذا التوهج الاتحادي ان ينتزع العميد بطاقة التأهل لنهائي كأس ولي العهد بغض النظر عن شكل النهاية.. هدفا ذهبيا او ركلات جزاء ترجيحية.. فقد كان واضحا ان الاتحاد لن يخرج من موقعة الهلال خاسرا بعد إدراكه هدف التعادل.. مقارنة بالروح العالية التي تجلت في ابهى صورها في اداء الاتحاديين وتعاملهم مع ظروف المباراة القاهرة والانهيار المعنوي الذي اصاب الهلاليين بعد هدف سيرجيو.. فقد شعروا ان نتيجة المباراة سُرقت منهم في لحظة.. وظل هذا الاحساس مسيطرا على ادائهم في الشوطين الاضافيين وفي ركلات الجزاء الترجيحية في حين كانت ارادة الفوز لدى الاتحاديين اكبر منها لدى الهلاليين عشرات المرات.. وهو امر طبيعي ومتوقع.. فالاتحاديون يلعبون على البطولة الخامسة بعد إخفاقهم المرير هذا الموسم في اربع بطولات.. في حين يلعب الهلاليون وقد جمعوا المجد من طرفيه.. بطولات من كل شكل ولون.. محليا وعربيا وآسيويا.. وقبل ذلك طرقوا باب العالمية من خلال تأهلهم لبطولة كأس العالم الثانية للاندية.. وشتان بين الاثنين ولا يعني هذا عدم وقوع اخطاء فنية من كلا الفريقين لاعبين ومدربين.. فالفوز وحده يملك طاقية الاخفاء.. فلا تظهر العيوب ولا تكشف السلبيات.. والعكس صحيح عند الخسارة ومع ذلك كانت هناك لوحات مضيئة بالابداع خاصة في الجانب الاتحادي.. وفي المقدمة يبرز المايسترو محمد نور نجم المباراة الاول.. والحسن اليامي المظلوم إعلاميا حتى النخاع.. فهو مصنع انتاج اهداف متنقل.. ومبروك زايد الذي حصل على شهادة ميلاد نجوميته فضائياً عبر محطات العالم وبراءة صفقة انتقاله.. فبعد مباراة الهلال لن يجرؤ احد على اتهام صفقته بالفشل.. وهناك عملاق الدفاع الخليوي الذي اعاد لنا ذكريات ايام المجد الاتحادي في الدفاع.. الى جانب الدينمو مناف ابوشقير وباسم اليامي وعلي سهيل واحمد خريش صاحب اللمسة الذهبية الاخيرة.. وصاحب أجمل نهاية وأجمل تعبير جمع الطرافة بالبراءة بالعفوية.. مسدلا الستار على أغرب رواية كروية محلية هذا الموسم توفرت لها اقصى درجات التشويق والإثارة حبست معها انفاس الجماهير داخل الملعب وخلف الشاشة الصغيرة على مدى ثلاث ساعات كأنها الدهر.. من المؤكد ان هذه الصورة لن تغادر ذاكرة الاتحاديين والهلاليين طويلا.. فما صاحبها من احداث غريبة ومفاجآت مثيرة كانت اقرب للخيال منها للحقيقة!!
|
|
|
|
|