| عزيزتـي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أود ان أكتب موضحا لإشارات وردت في كتاب المؤرخ لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب في الدولة السعودية الأولى الشيخ حسين بن غنام يرحمه الله، المسمى روضة الأفكار والأفهام لمرتاد حال الإمام، وتعداد غزوات ذوي الإسلام، وهناك أسباب دعتني للكتابة عن هذا الأمر
1 الخطأ الذي يحدث بسبب ان المؤرخ يكتب الاسم الأول للرجل دون أي تعريف آخر فلا يعرف القراء من هذا الرجل بالضبط.
2 إن بعض هؤلاء قد لا يكون له ذرية فتصبح أخباره عرضة للضياع.
3 الواجب علينا تجاه كل من ساهم في نشر الدعوة المباركة.
يقول الشيخ حسين بن غنام يرحمه الله في سرده لحوادث 1211 للهجرة النبوية الشريفة: «وفي هذه الأيام سار فراج - كبير سبيع - مع جماعة من المسلمين الحاضرة والبادية، وأغار على الأعداء، وكانوا قد أنذروا بقدومه، فاستعدوا له، فوقع بين الفريقين طعان شديد، ثبت فيه المسلمون، وقتلوا من الأعداء ثلاثة عشر فارسا وأخذوا بعض الإبل. وقتل من المسلمين ، رجال»)1(.
ويقول في موضع آخر «وكان براك بن عبدالمحسن قد أرسل الى عبدالعزيز وإلى سعود وإلى حسن بن مشاري يخبرهم بما وقع، ويظهر ندمه على ما فعل ويبدي رغبته في اللحاق بالمسلمين لولا ان الأعداء محدقون به من كل جانب، وذكر انه إذا جاءه جيش من المسلمين فإنه سيبادر الى لقائهم أحسن لقاء ويخرج معهم. فأرسل حسن بن مشاري جيشا كبيرا من المسلمين، معهم: محمد آل علي المهاشيري، وفراج - كبير سبيع - وصالح بن عياش، وأمرهم ان يطالعوا طلائع أحزاب ثويني وأن يرسلوا الى براك بن عبدالمحسن حتى يسرع إليهم في الإياب»)2(.
ويقول صاحب كتاب كيف كان ظهور شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب: «في الفصل السابع والعشرين في غزوة غزاها رجل يسمى فريجاً من سبيع. وأتى على قوم تسمى الأمانع فأخذهم. ولكنه ما قتل منهم أحداً ورجع الى أهله مسروراً»)3(.
ولم يعرف المحقق الكريم الدكتور عبدالله الصالح العثيمين فريج المشار إليه حيث قال: «فإن كان فريج من سبيع الساكنين في وسط نجد فمن المحتمل ان يكون الهجوم على أولئك الذين من عنزة. وإن كان من سبيع الساكنين في رنية والخرمة فالأرجح أن يكون الهجوم على أولئك الذين في سراة عبيدة»)4(.
وفريج هذا هو فراج بن فايز أبو ثنين ، ويلقب فريج الأزرق.
وحتى لا تكون الروايات وحدها هي الفصل فيما توصلت إليه، ففي الكتاب الذي عرف به الدكتور محمد الفيصل في صفحة وراق الجزيرة بتاريخ الأحد 5/10/1421ه والعدد 10321 واسمه تاريخ مصر في عهد محمد علي لمؤلفه الفرنسي فليكس مان جان، حيث قال عنه: «والذي سرد فيه الأحداث السياسية والعسكرية في ذلك الوقت، وتحدث عن منطقة نجد سواء من الناحية التاريخية والجغرافية، ومما ذكر في هذا الكتاب تعداد السكان في منطقة نجد، .. فقد ذكر في عدد من المواضع عدد الرجال القادرين على حمل السلاح، وعدد النساء، والأطفال والشيوخ والعجزة في عدد من الحاضرة، حيث ان عدد النساء يتجاوز غالبا عدد الرجال، ويكون الرجال القادرون على حمل السلاح تحت تصرف الإمام سعود وابنه عبدالله.. أما من ناحية الغذاء فهم يعتمدون على التمر والحليب ونادرا ما يأكلون الخبز وإن أكل أوربي واحد يكفي ستة أشخاص منهم.. وتكلم عن سبيع العارض، وذكر فراج أبو ثنين فيمن ذكره من الزعماء..» انتهى كلامه باختصار.
ويقال انه أول زعيم في هذه الأسرة، ومما حفظ لنا الرواة بعضا من غزواته العشائرية، ولعل هذا قبل التأثر بدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ، ولم ينجب ذكورا، وله أربع بنات كانت إحداهن زوجة عساف أبو ثنين.
وكان يملك مزرعة في الحاير تسمى أم النبوت لأنه لم يغرس فيها إلا نبوت سيف، آلت الى بناته من بعده ثم أبناء بناته.
هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
عبيد بن محمد بن فلاح أبو ثنين
1 ابن غنام ص 198
2 ابن غنام ص 197
3 كيف كان ظهور شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب ص88
4 نفس الصفحة السابقة في الهامش
|
|
|
|
|