| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
تحية طيبة وبعد:
في الأيام القليلة الماضية كان مثار الحديث مركزا على لعبة «البوكيمون» التي انتشرت في الآونة الأخيرة بشكل كبير في كافة المحلات التجارية بمختلف أنواعها حتى أصبحت أقرب ما تكون «بالهوس» الذي أصاب أبناءنا الصغار من هذه الشخصية الكرتونية التي يبدو أنها قد أخذت لنفسها بعدا كبيرا بعد ان كانت مجرد فيلم كرتوني يعرض على شاشة الفضائيات وذلك بسبب الدعايات التي صاحبتها وكثرة الأساليب التي تم من خلالها عرض هذه الشخصية بحيث أصبح يروّج لها على مختلف السلع والمنتوجات حتى انتشرت بسبب ذلك في كل محل تجاري ومحل قرطاسية ومكتبات وأضحت موجودة على كل سلعة فيها من حقائب ودفاتر والكثير من المنتوجات التي أصبحت تحمل صور هذا البوكيمون وبقية الشخصيات الكرتونية الأخرى، بل حتى المواد الغذائية والتسالي والمشروبات التي يقبل عليها أبناؤنا الأطفال أصبحت لا تخلو أبدا من تلك الدعايات، مما أثار العديد من التساؤلات عن ماهية هذا البوكيمون والسبب في التركيز على نشرة في مجتمعاتنا بهذه الطريقة المركزة، وفي الحقيقة يجب علينا ألا نلوم غيرها في استغلالهم لأطفالنا بتلك المنتوجات طالما أننا لا نملك ان نقدم لهم ما يحتاجونه من برامج تلفزيونية بريئة في الوقت الذي نفتخر فيه بأننا قادرون على إنتاج أفضل الفيديو كليب للمطربين وأننا نقدم في كل ساعة مطربا جديدا للساحة، نعم هذا ما يتركز عليه إعلامنا العربي وللأسف الشديد، مجرد طرب ومسلسلات للكبار فقط، تاركين أبناءنا وفلذات أكبادنا مهملين رغم أنهم في أمس الحاجة في هذه السن للتربية السليمة باعتبار أنه ينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوَّده أبوه، والطفل في تلك المرحلة قد يستهويه كل شيء وأي شيء باعتباره في سن خطيرة سريعة التأثر بكل ما حوله، وإذا كان يهمنا أطفالنا فجيب علينا أن لا نقف مكتوفي الأيدي في انتظار «بوكيمون» آخر قد يدنس عقلية صغارنا كما نعتقد وإنما يجب علينا ان نعد له ما يغنيه عن هذه البرامج غير المتقيدة بحدود شرع أو عادات وتقاليد، فنحن منذ سنوات لم نقدم لأطفالنا سوى مسلسل تعليمي واحد هو «افتح يا سمسم» ذلك المسلسل الذي أعتقد أنه أدى المطلوب منه ولكنني لا أعلم حتى الآن هل هو آخر ما نصبو إليه، إن قضية البوكيمون التي تفاعل معها الجميع يجب ان تكون درسا لنا للإعداد للمستقبل القادم، وإذا كنا لا نتقبل هذه المسلسلات باعتبارها برامج أجنبية خارجة عن عاداتنا ولنا عليها بعض الملاحظات فيجب علينا إذاً أن نعد شيئاً مقابلها حتى لا نحرم أطفالنا من شيء ليس لهم عنه مخرج.
محمد بن راكد العنزي
محافظة طريف
|
|
|
|
|