| محليــات
*** تتناثر النَّفس أشلاءً، كما تتناثر ذرات التراب...، وكما تلتئم الذَّرات في التراب تلتئم أشلاء النَّفس، ثمَّة ما يُلَمْلمها عندما تسكنُ إلى هجعة الاطمئنان...!
*** كم يداً تمتد إليكَ في مسارات المحطات؟... تلك التي تؤكد لك بأنَّ الحياة لا تنتهي عند يدٍ واحدة...
*** أحمل فوق كفيَّ خارطة الدروب إلى محطاتٍ لم تُقْرع لها بعد أجراس القطارات...
*** ذات لحظة، ربما للعصفور أن يرسل دمعته إلى حيث كانت هناك وريقات الشجر التي صنع منها عشَّه، كي يبلِّل جفاف الذي ترك...، فكيف تكون تلك التي تنمو وغذاؤها دمعة عصفور؟...
هذا لكم...
أما ما هو لي فأقول:
*** كتب صالح عبدالحق أفندي من المدينة المنورة: «هنا... في هذا المكان من الجريدة أجلس كلَّ يوم على رصيف «لما هو آتٍ»... أتأمل، أفكر، أقرأ، أتعلم، احتسي طعامي، وأرشف قهوتي... وألتقط ما أشاء من فاكهتها ثم أذهب إلى صومعتي الفكرية، أضع في طبق من الورق كلماتكِ التي اقتطفتها من شجرة «لما هو آتٍ» ثمَّ أبدأ في تناولها حرفاً حرفاً فهي فاكهتي المفضلة... الرجاء الاستمرار في تقديم الفرص لنا كي تكون هذه الحديقة من الجريدة مفتوحة الأبواب لنا... وأحييكِ، وإني من أشد الذين أُعجبوا بها، ومن أكثرهم أولئك الذين استفادوا منها، بارك الله لكِ في أشجاركِ الفكرية، وثمارها الذهبية، وحبِّ كلِّ القراء من البرية».
*** ويا صالح... أشكر لكَ هذا القول الجميل، ذا الحروف البهية، ذات النكهة الفواكهية، و... أخذتني إلى روضة غنّاء في خيالكَ كي تضفي إلى هذه الحروف من ذاتكَ الطيبة، و... أتمنى لكَ كلَّ التوفيق في صومعتكَ الفكرية تلك التي لا أحوج للإنسان في هذا الزمن منها كي يهرب إلى ما يلطِّف من زمهرير الحياة بكلِّ نتوءاتٍ فيها...
ولْتَكن الثقة لديكَ، ولدى الجميع في أنَّ ما أكتبُ هو لكم لأنَّه يستمدُّ بقاءه منكم... لذلك لا تترددوا في هذه الثقة فلن توصد أمامكم أبوابٌ أنتم الذين تملكون مفاتيحها. أكرر شكري وبالغ تقديري... والحمد لله...
*** كتب تركي ذعار ال )س(: «أريد أن أكتب لكِ دوماً في أمور التربية والتعليم والأدب، لكنَّني لا أجد شجاعة لأنكِ بلاشك «منزعجة» من كثرة ما «يوصلكِ» من مكاتبات، وإنِّي على يقين من أنكِ لا تترددين في الكتابة عن أمرٍ يلاحقني الاهتمام به، وهو ثقافة الشباب المتردِّية، والمتسطِّحة...، ثمَّ أريدكِ أن تفصحي لنا عن السبب الذي جعلكِ تتوقَّفين عن نشر قصصكِ لأنني قرأت لكِ سابقاً بعض القصص ولا أدري لماذا توقفتِ؟».
*** ويا تركي...، ومن الذي لا تزعجه ثقافة الشباب التي لا تمثّل ما حولهم من متغيرات، وما يمرون به من معطيات ثرية على كافة الأصعدة والمستويات والموضوعات... لكن عادة «الانشغالُ بما يُشغل يعطِّل»... ... كما أرى ذلك ولعله يذهب مثلاً...
غير أنَّني لا أجد فيما يصلني من القراء ما يزعجني ذلك لأنَّ مصدر الإسعاد لا يمكن أن يكون غير ذلك... فأسعدوني بمزيد من تواصلكم...
أما «القصص» فإن الزمن ثري ومفعم بما يجعل القناة فيها تدر، والأفكار تتقاطر، ذلك لأنَّ مادة القص هو الإنسان، فكيف ترى إنسان هذا العصر يا تركي؟... إنه يفعل بي خيراً كثيراً، ذلك لأنَّه يُمدُّني بشكل دومي بما يجعل «القصص» تتكاثر تقفز فوق أوراقي، تتزاحم كي تحتلّ حيِّزاً في أدراجي، وصدقني أنَّ من فيها من البشر لا يجعلونني أغفو، فهم يتحدثون، يبكون، ويضحكون، يختلفون، ويتفقون...، لكنَّني أحدب عليهم، أُربِّت على أكتافهم، أمسح على رؤوسهم...، أشفق عليهم من وهج النور والنار فأخبئهم...، وأسأل في هذا الأمر الأخ الفاضل الدكتور عبدالعزيز السبيل الذي أخرج إحداها من مخبئه كي ترى النور... ولك تحياتي وشكري.
*** كتبت الجوهرة الفريان: «بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد الدعاء لكم بالتوفيق والسداد، أرجو قبول تقديري ودعائي لأنَّني لا أملك لكِ سواهما يا أستاذتي الغالية، وأريد منكِ أن تذكري لي ما رأيكِ في تقليد بناتنا لكلِّ صرعة جديدة في الملابس والشكل؟...».
*** ويا الجوهرة: ،... عليكِ من الله سلام مضاعف وبركات كثيرة ولكِ منِّي دعاء ثرياً بكلِّ الخير والفلاح...، أما وقد نكأتِ جرحاً، فإنّني أتمنى أن تعي كلُّ فتاة أنَّ الجمال ليس في الظاهر الملفت، وإنما فيما يخرج من الباطن فيثير الانتباه بعمقه، وقيمته، وبعده، ومعناه... و... لعلَّ من تُشغل بأمر مظهرها أن تعطي وقتاً لمخبرها كي تُثريه علماً وفهماً...
و... ليت مَن تُواكب ما يجدُّ في هذا الأمر أن تواكب ما يجد في أمور العلم والثقافة..
و... ليت من ترى تستطيع أن تختار، ومن تتذوَّق يمكنها أن تنتخب... فلكلِّ قولٍ معنى، ولكلِّ «مجلسٍ جليس»، ولكلِّ «مقامٍ مقال»... وليس كلُّ ما يرِد يناسب المقام ولا المجلس، بل ولا الجليس ولا المعنى... ولا يتحقق الإحساس بذلك إلا بعد جهد كبير في توعية تنبع عن إقناع، وإقناع يصل إلى اطمئنان ، واطمئنان يؤدي إلى قناعة، وقناعة تؤدي إلى فعل...، وفعل يعكس موقف المرأة من كلِّ ما يفِد فتأخذ منه بقدرٍ لا يشوِّه مكانتها بوصفها امرأة مسلمة لها قيمها وعاداتها وتقاليدها التي ضابطها الشرع...، وهي يا الجوهرة أمور لا تخفى ولا تغيب عمن يفكر، وعمن يتدبَّر... حفظكِ الله.
المراسلة: الرياض/ 11683 ص.ب/ 93855
|
|
|
|
|