| مقـالات
الأفكار الكبرى تستحق اهتمام الناس..
والطروحات الوطنية يتسابق عليها الوطن..
كنا في ندوة في أمانة مدينة الرياض قبل حوالي ثمانية أشهر تحت مسمى «ملتقى مدينة الرياض» ويهدف الملتقى الى استضافة عدد من أهل الاختصاص والمسؤولية في أحد قطاعات الخدمات بمدينة الرياض.. وكان ذلك اللقاء عن المدارس الأهلية..
ورأس الاجتماع معالي أمين مدينة الرياض الدكتور عبدالعزيز بن عياف آل مقرن.
وشارك في اللقاء عدد من مسؤولي إدارات التعليم بالمعارف والرئاسة العامة لتعليم البنات والمدارس الأهلية الكبرى في مدينة الرياض، الى جانب عدد من مسؤولي أمانة مدينة الرياض.. وكان لي شرف الحضور مقررا لهذا الملتقى، الذي نشرت تفاصيله بمجلة «مدينة الرياض» التي تصدر عن أمانة مدينة الرياض في عددها الثامن عشر )شعبان 1421ه(.
وأعلم أن هناك فكرة كانت تراود معالي أمين مدينة الرياض منذ فترة ليست بالقصيرة قبل تنظيم تلك الندوة، ولكن جاءت الندوة لتناقش عدد ا من الموضوعات حول المدارس الأهلية في الرياض بشكل خاص..
بما فيها مناقشة عدد من الأفكار التطويرية لأوضاع المدارس الأهلية التي بدأت تشغل الناس وتأخذ جزءا من اهتمامهم، ولا سيما ان هذا مرتبط في أساسه بالتأسيس المعرفي والتكوين العقلي والوعي العام لأبنائهم وبناتهم.
والفكرة الأساسية التي طرحها الدكتور عبدالعزيز بن عياف كانت تدور حول ضرورة تأسيس شركات أو مؤسسات أهلية تضطلع بمسؤولية الملكية والإشراف والمتابعة لعدد من المدارس التي تنشأ في عدد من الأحياء في مدينة الرياض.
ووجود شركات بإمكانات كبيرة سيساهم في بناء نماذج مميزة للمدارس الأهلية، بتكويناتها البنائية، وبقدراتها التعليمية، وطاقاتها التدريسية.. مما يهيئ لوجود مستوى عال من المدارس،
بديلا لكثير من المدارس الأهلية الحالية الموجودة في مبان مستأجرة غير مهيأة للاضطلاع بمسؤوليات العملية التعليمية بالمفهوم الشامل للمدارس الحديثة.
وحاول «ملتقى مدينة الرياض» أن يؤسس الفكرة لدى بعض ملاك المدارس الذين حضروا، وكذلك مندوبي الغرفة التجارية الممثلين للجنة المدارس الأهلية.
ووجدت الفكرة قبول واستحسان الجميع. وحتى تم طرح امكانية ان تكون هذه الشركات بمدارسها ذات حضور وتواجد في مختلف مناطق المملكة، حتى يمكن ان يتأسس هذا المشروع الحيوي وفق قواعد علمية ومنهجيات حديثة لتطوير المدارس الأهلية في المملكة بشكل عام.
وقد سرني مؤخرا )الأسبوع الماضي( ان قرأت ان فكرة شركات المدارس الأهلية التي بدأت فكرتها من مدينة الرياض قد وجدت - أخيرا - تطبيقا لها في مدينة ومنطقة عزيزة أخرى من مناطق المملكة.. وهي أبها بمنطقة عسير )لا أبهى من أبها، ولا عسير في عسير(..
وحسبما قرأت أن يوم السبت الماضي 20/1/1422ه كان هو الاجتماع التأسيسي لإنشاء شركة للمدارس الأهلية في أبها،
برأسمال مقترح قيمته خمسون مليون ريال، قابل للزيادة الى الضعف نتيجة الاقبال الشديد من رجال الأعمال على هذا المشروع. وتعنى الشركة بإنشاء مبان حديثة للمدارس بمختلف مراحلها للبنين والبنات..
وفي مقترح وهدف هذه الشركة ان تتولى نشر مدارسها في مختلف المدن والمحافظات في منطقة عسير،
مما سيسهل على دخول المدارس الأهلية الى مواقع وأماكن جديدة غير مسبوقة فيما مضى نظرا لعدم تشجيع رجال أعمال لخوض تجربة المشروع الفردي في المحافظات والقرى الصغيرة.
وأحسب أن فكرة شركات المدارس الأهلية ستلقى إقبالا شديدا ليس فقط في أبها، بل في مختلف مناطق المملكة، بما فيها مدينة الرياض، التي ولدت فيها الفكرة منذ وقت طويل.. ولكن لم تجد التنفيذ السريع لها..
وعلى الرغم من ذلك أظن مدينة مثل الرياض أو مدن أخرى مثل جدة والدمام ستكون بأشد الحاجة الى تأسيس شركات مساهمة، تتبنى مسؤولية هذه الخدمات الأساسية في تكوين الأجيال القادمة الى جانب المسؤوليات التي تضطلع بها حاليا الدولة ممثلة في وزارة المعارف والرئاسة العامة لتعليم البنات وعدد آخر من المدارس الأهلية المتميزة على مستوى المملكة.
والسوق السعودية بحاجة لإنشاء عدد من الشركات في المدينة الواحدة،
بل إن الهدف هووجود أكثر من شركة في المدينة الواحدة، حتى يمكن إيجاد المنافسة في التجهيزات والأداء والخدمات..وربما لاحقا سيكون هناك تنافس إيجابي على مستوى الرسوم المخصصة لطلاب وطالبات تلك المدارس.
وينبغي أن أشير هنا إلى أن اقتراح معالي الأمين في ملتقى «مدينة الرياض» له جانب آخر مهم تحققه شركات المدارس الأهلية،
وهو أن وجود مثل هذه الشركات بإمكاناتها الكبيرة سيهيئ لها القدرة على افتتاح مدارس في مختلف مناطق وأحياء المدينة بمستوى وإمكانات راقية، وهي غير متوفر حاليا. وفي هذا الخصوص،
فقد أعدت أمانة مدينة الرياض دراسة عن انتشار المدارس الأهلية في منطقة الرياض، وكشفت الدراسة عن وجود مناطق بكثافة عالية من الانتشار المدرسي في منطقة وأحياء شمال الرياض.. وبكثافة ضعيفة في مناطق أخرى..
ناهيك عن مستوى غير مناسب أحيانا في التجهيزات البنائية في تلك المناطق في مدينة الرياض..
ووجود شركات كبيرة سيساهم - لا شك - في نشر المدارس الأهلية النموذجية في مختلف الأحياء بمدينة الرياض .. وكذلك في المحافظات والقرى الخارجية لها.
|
|
|
|
|