| مقـالات
الذي أعتقده أن الناس.. يريدون أن يقرأوا.. ما يمس حياتهم التي يعيشونها.. ما يحدث في هذه الدنيا بين ليلة وضحاها.. بل ما يحدث كل لحظة.. هناك صحف تتابع وتكتب.. وتلاحق الأحداث في جحورها.. وقبورها.. فهناك أحداث وحوادث تبين للعين وتسمعها الأذن.. وهناك أحداث وحوادث تقبر بمجرد وقوعها لئلا يطلع عليها الناس، وقد تبين بعد فترة من الزمن. مثلاً بعد أن يترك الوزير منصبه.. أو القاضي منصة الحكم، أو الرئيس «كنبة» الحكم الذهبية في العالم.. تحدث أشياء.. يريد هذا الانسان أن يقرأ عنها، ويريد من الكاتب أن يقرِّبها له، والكاتب أو الصحفي قد يكون ضحية فعلته.. ولا يهم القارئ ذلك، فهو مهتم أن يقرأ ويعرف عما يحدث في ساحات المزايدات، وصالات اللقاءات السياسية وما تقرره المحاكم، وما تنقضه.. وما يجري على وجه هذه الأرض.
أما القديم واحضار القديم والكتابة عنه فإن معظم القراء لا يعيرون ذلك أي اهتمام، ويقفزونه عندما يقرأون مجلة أو جريدة، فهم يريدون التعايش مع الحدث.. سواء هزَّ المجتمع أو حرَّكه قليلاً، أو أساء الى فلان الرئيس، أو خدش حياءه. الناس تعرف ان الحياة - لم تعد محاطة بجدران سميكة من الخرسانة المسلحة أو السياج الحديدي أصبحت تحاط بسياج شفاف )لكسان( يرون الحركة من خلف ذلك السياج.. لكنهم لا يميزون تلك الحركة، فهم يريدون من الكاتب أن يفصِّل لهم الحدث، ويحكيه.. فراطة.. والفراطة ان تبدد المتجمع وتفرِّقه أشياء صغيرة حتى يتضح تكوينه، هكذا الناس الآن بلغ بهم الولع للمعرفة والاكتشاف أنهم يريدون من يفعل لهم ذلك لكن الكاتب.. المسكين.. لا يستطيع ان يفجِّر القنبلة من أول ما يمسك بها، فهو يفكر ويفكر، في مدى الانفجار ومساحته وما مقدار ما سيصيبه. فأحياناً يدفن القنبلة. ويدعها إما ان تنفجر داخل الأرض وإما ان تتأكسد.. وهل القنابل تتأكسد..؟! انهم لا يزالون يتحدثون عن عشيقات الوزراء الغربيين وعلاقة كلينتون بمونيكا، ورضا هيلاري على مضض وأشياء أخرى لا يريد الكاتب ان يتعرض لها لأنه لا يثق في القنبلة حتى لو دفنت تحت الأرض.
|
|
|
|
|