| عزيزتـي الجزيرة
الموت يأتي فاغراً فاه، وكثيرا ما يأتي بدون مقدمات فيأخذ الصحيح فضلا عن المريض والصغير قبل الكبير! والمولى سبحانه أكد في كثير من الآيات بأن الموت مصير كل نفس فلا مناص ولا محيد قال سبحانه (كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة) بهذه الآية الكريمة يطمئن قلب المسلم بأن الموت مصير كل مخلوق، فالإنسان يكون في حالة صفاء للذهن ونشاط للجسم، وسكون للمشاعر فيأتي خبر يكدر صفوه، ويوقف نشاطه، ويقلق مشاعره ففي ليلة الخميس الحادي عشر من شهر المحرم لعام 1422ه توفي العم أحمد بن محمد الحسينان وتلقيت النبأ بعد أقل من نصف ساعة من وفاته فكان خبرا مفزعا ومصيبة كبرى وفاجعة عظمى! كيف والراحل عليه رحمة الله قد اتصل بي قبل يوم من وفاته سليما معافى اتصل بي مع أنه هو صاحب الحق علي يطمئن علي ويسألني عن حالي أذكر عندما قال آخر ما قال: عسى الله ان يوفقك يا ولدي، ثم قال: هل تحتاج شيئا هل ينقصك شيء؟ قلت له: الله يطول بعمرك لا أريد إلا سلامتك، ثم قال لي: سلم لي على جميع من عندك. كان هذا آخر ما قاله لي وما علمت أن يد المنون ستقترفه بعد يوم من مكالمته لي! ولكن صدق الله العظيم إذ قال: (فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) لقد كان رحمه الله مثالا يحتذى في الصبر على الكربات لقد كان له في أيوب عليه السلام أسوة حسنة فقد كان صابرا على أمراضه المتعددة ومصائبه الكبيرة فلا ولد يؤنسه، ولا صحة تساعده على أعباء الحياة ومع هذا كان كلما سألته عن حاله لهج بشكر ربه والثناء عليه وعلى نعمه
يا راحلا وجميل الصبر يتبعه
هل من سبيل الى لقياك يتفق؟ |
لم أكن أعرف هذا الحب الكبير الذي يكنه لك الناس وكل من عرفك إلا بعد مماتك كنت أعرف محبة الناس لك، ولكن لم أتصور أن يكون بهذا الحجم:
فالناس كلهم لفقدك واجد
في كل بيت رنة وزفيرا |
لعل الله سبحانه أحبك فأحبك الناس وإذا أحب الله عبدا ابتلاه، كم كنت رحمك الله عونا للمحتاج مفرجا لكربات أقربائك وأحبائك بل وبعيد الناس عنك، كم كنت تحب مساعدة المحتاجين وكم كنت تقضي الدين عن المدينين فرحمك الله يا عم رحمة واسعة وأسكنك فسيح جناته، رحم الله عمي وجميع موتى المسلمين وعظم الله لنا الأجر ورزقنا الصبر والسلوان، وكان الله في عوننا وكل من فقد حبيبا وعزيزا لديه «إنا لله وإنا إليه راجعون».
عمر بن حسين بن محمد الحسينان
القصيم ـ بريدة
|
|
|
|
|