| عزيزتـي الجزيرة
في مثل هذا الوقت من كل عام تحتفل جامعاتنا بتخريج دفعات جديدة سواء من حملة البكالوريوس أو الدبلوم التربوي أو الماجستير أو الدكتوراه.. ولا شك ان لهؤلاء الخريجات الحق كل الحق في أن يفرحن بما أنجزن وما حصلن عليه من شهادات علمية رفيعة المستوى، حيث ان ذلك لم يكن وليد صدفة أو ضربة حظ، بل هو سهر وتعب وجد واجتهاد طوال سنوات المراحل الدراسية المختلفة.
ومع هذه الفرحة التي يجب ألا نبخس حق الخريجات فيها كما ذكرت يجب على كل خريجة أن تبدأ في الانتقال من مرحلة الأحلام الى مرحلة الواقع ومن مرحلة الحياة الدراسية الى مرحلة الحياة العملية حيث الفرق شاسع وكبير.
ولست في هذا المجال من دعاة التشاؤم والعياذ بالله.. ولكن لمصلحة الجميع أرجو أن نحكم العقل والمنطق وأن ندرك الأمور كما ينبغي لها أن تكون حيث ان الواقع والأرقام التي لا تخطئ توضح لنا ان هناك آلاف الخريجات في مقابل مئات من الوظائف وهي معادلة صعبة بكل تأكيد.
إن الجميع يدرك تمام الإدراك ما بذلته الدولة بقيادتها المخلصة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز من جهود مخلصة في جميع مجالات الحياة وخاصة مجال التعليم حتى أصبحنا على ما نحن عليه اليوم.
وليس هناك في العالم كله شرقه وغربه، شماله وجنوبه من يستطيع توفير وظائف لكل الخريجين والخريجات، وأمامي إحصائية لدول مختلفة في عالم اليوم توضح نسبة البطالة فيها كنت أود ذكرها لولا ضيق المساحة. ونحن لسنا منعزلين عن العالم الذي نتأثر به ويتأثر بنا ولا ينبغي أن نخاف من مشكلة مؤقتة اسمها البطالة هي في طريقها الى الزوال بفضل الجهود الحثيثة لحكومتنا الرشيدة وتعاون الجميع مع هذه الجهود المخلصة.
لذلك كله أقول لخريجات الجامعة:
* إن ما حصلتن عليه من شهادات هو وسام على صدوركن.. نفخر به ولكنَّ أن تفخرن به كذلك.
* إن مجال العمل أمام الفتاة السعودية الآن هو بكل المقاييس أضعاف أضعاف ما كان عليه في الأعوام الماضية.
* إن هناك خطاً أحمر ينبغي ألا نتعداه مهما كانت الأسباب والمبررات، فليس كل مجال عمل تصلح له الفتاة المسلمة.
* إن الجهود والدراسات من أولي الأمر يجب ان تكون محل شكرنا وتقديرنا، ونحن نثق فيهم ثقة كاملة.
* إن الحياة اليوم تختلف كثيرا جدا عن حياة الأمس، وبالتالي فإن ما كان يصلح بالأمس قد لا يصلح اليوم.
* إن الوظيفة مهما كانت ليست هي نهاية المطاف كما تعتقد الكثيرات من الخريجات فذلك تفكير يجانبه الصواب.
* إن العقل والمنطق يطرحان سؤالا، ينبغي أن نتفهم اجابته والسؤال هو ماذا نقدم من خلال الوظيفة لأنفسنا ولوطننا؟
* إن البداية في أي مجال عمل لابد من القبول بها حتى وإن كانت متواضعة.
* إننا مقبلون على حياة عملية تختلف تماما عن مرحلة الدراسة.. هناك حقوق وواجبات..نؤدي ما علينا من واجبات أولا قبل المطالبة بأي حقوق.
* إن الأمل في غد مشرق هو قادم بإذن الله لجميع الخريجات.
سامية محمد العباسي
|
|
|
|
|