| متابعة
*
كانت قمة طهران الإسلامية إحدى المحطات المهمة في مسيرة العلاقات الثنائية بين المملكة وايران . فلقد اشاعت تلك القمة بما شهدته من لقاءات عقدها رئيس وفد المملكة صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني مع قادة ايران .. أشاعت أجواء من الإخاء والتفهم والتفاهم المشترك وفقا للثوابت العديدة والرؤى المشتركة التي تجمع بين البلدين .. فالبلدان الشقيقان تجمع بينهما علاقة الدين الاسلامي الحنيف والتي تمثل وشيجة أساسية تربط بينهما، اضافة الى الجوار الجغرافي من خلال منظمة المؤتمر الاسلامي ومنظمة أوبك، هذا عدا ما يربط بين البلدين من علاقات تاريخية ومصالح مشتركة بل وقضايا وهموم اقليمية ودولية تجمعهما على صعيد واحد يحتم تنسيق المواقف بينهما لمصلحة الشعبين الشقيقين.
ولعل الزيارات المتبادلة بين المسؤولين في الرياض وطهران احدى العلامات الدالة على حرص البلدين على تطوير مسار العلاقات الثنائية بينهما، وقد ظلت تشكل انجازات متوالية توطيداً لأركان هذه العلاقات وتقريباً للمواقف وتفعيلاً للصلات لتكون رافداً يدعم المصلحة المشتركة تجاه كافة القضايا.
خاتمي في المملكة
فتلبية لدعوة رسمية من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز يحفظه الله بدأ فخامة رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية محمد رضا خاتمي زيارة رسمية للمملكة مدتها خمسة أيام بدءا من 30 محرم 1420ه .
وقد ضم الوفد الرسمي الذي رافق فخامته كلا من معالي وزير الخارجية كمال خرازي ووزير الطاقة الى جانب وزير التجارة شريعتمداري وعدد من كبار المسؤولين الايرانيين.
وكان من أهم سمات تلك الزيارة اللقاء الذي تم بين خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز يحفظه الله وفخامة الرئيس الايراني سيد محمد خاتمي، والذي وصفه الأمير سعود الفيصل بأنه «لقاء تاريخي تضمن أهم الجوانب في العلاقات الثنائية بين البلدين».
وأوضح سموه في تصريح صحفي عقب لقائه بفخامة الرئيس الايراني ان خادم الحرمين الشريفين وفخامة الرئيس الايراني عبرا عن ارتياحهما لما وصلت اليه العلاقات الثنائية لأن مردودها لن يكون على الشعبين الشقيقين فقط وليس على منطقة الخليج العربي فحسب وانما سيكون له اثر بالغ في تقوية أواصر الود والمحبة بين الدول الاسلامية ومصالحها المشتركة.
وقال سموه انه امام هذا التوجه من القيادة انطللقت المباحثات مع فخامة الرئيس سيد محمد خاتمي ونحن سعداء بهذه الزيارة التاريخية ونتطلع الى المزيد من التعاون بين البلدين.
نشاطات متعددة
وقد اشتملت زيارة فخامة الرئيس خاتمي على العديد من اللقاءات، فقد استقبل فخامته في مقر اقامته في قصر الضيافة بجدة صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن عبد العزيز. وتم خلال المقابلة تبادل الأحاديث الودية.
وحضر الاستقبال معالي وزير الخارجية الايراني الدكتور سيد كمال خرازي ومعالي وزير التجارة محمد شريعتمداري ومعالي رئيس مكتب الرئيس محمد علي ابطحي ونائب وزير الخارجية محمد صدر ومستشار الرئيس سيد رضا خاتمي.
كما استقبل فخامة الرئيس سيد محمد خاتمي معالي وزير التجارة اسامة جعفر فقيه. وتم خلال اللقاء التطرق الى عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك وتبادل الأحاديث الودية، وحضر الاستقبال معالي وزير التجارة الايراني محمد شريعتمداري.
كما استقبل فخامة الرئيس سيد محمد خاتمي معالي وزير البترول والثروة المعنية المهندس علي النعيمي.
وحضر الاستقبال معالي وزير البترول الايراني بيزن زنكنه ومحافظ المملكة العربية السعودية في منظمة الأوبك سليمان الحربش ومحافظ ايران لدى منظمة اوبك حسين اردبيلي.
وقال معالي وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي ان اهم شيء يجب ان يعرف ان المملكة العربية السعودية وايران اتفقتا وهما اكبر دولتين منتجتين للنفط في الخليج العربي .
واضاف معاليه في تصريح صحفي عقب لقائه بفخامة الرئيس سيد محمد خاتمي ان السوق ينظر الى هذا التعاون والاتفاق بجدية، موضحا ان ذلك يؤدي اولا الى استقرار السوق وتحسين الأسعار واستمرارية مصداقية القرارات التي تتم في منظمة الأوبك. وبيّن معاليه ان نجاح التنسيق بين الدولتين ظهر في عدة اجتماعات اولا في الاجتماع الثنائي الذي عقد في الرياض ثم في اجتماع دول مجلس التعاون الخليجي وبعدها اجتماع هولندا.
واشار الى ان التعاون بين المملكة وايران ظهر جليا في الاجتماع الأخير للأوبك والاتفاق السريع الذي نجم عنه الالتزام الذي ساد الآن السوق بالنسبة لحصص الانتاج والتأكيد من قبل الدولتين على ضرورة الالتزام بما اتفق عليه ودعم اعلى من قيادات الدولتين لهذه القرارات.ومن جهته عبر معالي وزير البترول الايراني عن الرضا التام لكل المباحثات التي اجريت وقال انها كانت جدية وناقشنا سبل تعزيز العلاقات والتنسيق الايراني السعودي بما يساهم في استقرار اسعار النفط خصوصا وان هناك اتفاقا في هذا المجال سيؤثر ايجابيا داخل منظمة الأوبك.
واضاف في تصريح صحفي مماثل انه لن يوقع اتفاقاً من جديد بين البلدين لأن الاتفاق الأول لا يزال ساري المفعول ولكن ما سنبذله في الوقت الحاضر هو الاتفاق على المزيد من التنسيق للسياسات البترولية.
كما استقبل فخامة الرئيس سيد محمد خاتمي صاحب السمو الملكي النقيب طيار تركي بن عبد الله بن عبد العزيز بمقر اقامة فخامته في قصر الضيافة بجدة.وحضر الاستقبال معالي وزير الخارجية الدكتور كمال خرازي ومعالي رئيس مكتب فخامة الرئيس محمد علي ابطحي وسفير ايران لدى المملكة محمد رضا نوري.وقد اجتمع معالي وزير البترول المهندس علي النعيمي امس مع معالي وزير البترول الايراني بيزن زنكنه وذلك بقصر الضيافة بجدة وتم خلال الاجتماع بحث عدد من الموضوعات المتعلقة بمجالات النفط.وحضر الاجتماع محافظ المملكة في منظمة الاوبك سليمان الحريش ومحافظ ايران لدى منظمة اوبك حسين أردبيلي.
اجتماع ثنائي
وقد تعددت المناشط التي شهدتها الزيارة حيث عقد اجتماع بين صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني وفخامة الرئيس سيد محمد خاتمي رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية في قصر الضيافة بجدة.
وجرى خلال الاجتماع بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها بما يخدم مصلحة البلدين والأمة الاسلامية.
كما جرى بحث القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
اجتماع بين وزيري الخارجية
ومن ضمن انشطة الزيارة اجتمع صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية في قصر الضيافة بجدة مع نظيره معالي وزير الخارجية الايراني الدكتور كمال خرازي.
وحضر الاجتماع وكيل وزارة الخارجية للشؤون الثقافية والاقتصادية يوسف السعدون.
وأوضح سمو الأمير سعود الفيصل عقب الاجتماع ان لقاءه مع نظيره معالي الدكتور كمال خرازي هو استمرار للقاءات الدائمة بين وزارتي الخارجية في كلا البلدين وشملت كل الموضوعات الدولية والثنائية وكيفية السير وفق النهج الذي ينتهجه قادة البلدين في تطوير التعاون على المستوى الثنائي والتنسيق والتعامل مع القضايا الدولية وخاصة في العالم الاسلامي.. واضاف سموه ان الرؤية كانت متطابقة في جل الموضوعات التي تم بحثها وتمنى ان تستمر هذه اللقاءات وهذه الصلات بما يخدم مصالح البلدين المشتركة.
وحول سؤال عن نشاط الدبلوماسية السعودية الايرانية ودخول العلاقات السعودية الايرانية منعطفا جديدا اكد سمو وزير الخارجية ان مجالات التنسيق بين البلدين ليست فقط في الفترة الأخيرة ولكنها اصبحت اكثر وهذا ما سيعود بالفائدة الكبيرة على القضايا نفسها التي تعالج وعلى العلاقات بين البلدين.
ومن جهته اكد معالي وزير الخارجية الايراني ان التنسيق بين المملكة وايران قائم والدليل على ذلك التنسيق الذي تم بين البلدين في قضية كوسوفا واستقرار اسعار النفط العالمية مشيرا الى ان ما سيحدث في المستقبل المزيد من التنسيق والتشاور.
وكان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام قد قام بزيارة رسمية الى طهران في الخامس عشر من محرم 1420ه حيث رأس سموه الجانب السعودي في المباحثات التي عقدها مع رئيس الجانب الايراني معالي الدكتور حسن حبيبي النائب الأول لرئيس جمهورية إيران.
وقد بدأت جلسة المباحثات التي عقدت في اليوم الثاني من الزيارة بكلمة لمعالي الدكتور حسن حبيبي رحب فيها بصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز واعضاء الوفد المرافق مبديا سروره البالغ بهذه الزيارة التي تحققت .
واعرب عن امله ان تحقق الزيارة الخير والبركة وتعمل على تطوير العلاقات بين البلدين.
ووصف الدكتور حبيبي مشاعر الشعب الايراني تجاه المملكة العربية السعودية بأنها جياشة فالمملكة بها مهبط الوحي وموقع الحرمين الشريفين.
واكد ان تعزيز وتوثيق العلاقات بين البلدين سيكون له آثار ايجابية على المنطقة بما في ذلك الاستقرار والهدوء والسلام وستعمل على ابراز دورهما في العالم الاسلامي.
واعتبر النائب الأول لرئيس الجمهورية الإيرانية الخطوة التي قام بها البلدان خطوة جبارة في تعزيز العلاقات معرباً عن أمله بأن يستمر التعاون بين البلدين.
ثم ألقى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزر اء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام الكلمة التالية:
بسم الله الرحمن الرحيم
معالي الدكتور حسن حبيبي
النائب الأول لرئيس الجمهورية الاسلامية الايرانيةأحييكم واحيي الاخوة الحاضرين بتحية الاسلام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واتقدم بالشكر والتقدير لكم على ماتفضلتم به من عبارات الرحيب والتقدير للمملكة العربية السعودية وما تضمنته هذه العبارات من مشاعر طيبة تجاه شعب المملكة العربية السعودية.
كما أتقدم بالشكر والتقدير للشعب الإيراني الكريم على ما أظهره من الحفاوة والترحيب لوفد المملكة العربية السعودية وهذا امر لايستغرب من شعب عرف بعراقته وكرمه.
وواصل سموه: أنقل لكم وللحكومة الإيرانية وللشعب الإيراني العزيز خالص التحية والتمنيات بالمزيد من التقدم والاستقرار، ان مايربط بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الاسلامية الايرانية من علاقات اخوية وما يرتكز عليها من تعاون في جميع القضايا الاسلامية والدولية وفي دعم منظمة المؤتمر الاسلامي التي يرأس فخامة رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية دورتها الحالية تقوم على أسس ثابتة لاتتغير.
ان المملكة العربية السعودية تسعى جاهدة لتحقيق السلام العادل في الشرق الاوسط وتدعو إلى تنفيذ قرارات مجلس الأمن واتفاقيات السلام من أجل حل المشكلة الفلسطينية وعلى رأسها القدس وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم كما ان المملكة العربية السعودية تدعو إلى انسحاب اسرائيل من جنوب لبنان ومن الجولان ومن الأراضي العربية المحتلة.
ان المملكة العربية السعودية كما هو معروف عنها حريصة كل الحرص على توفير أسباب النهوض بالدول الاسلامية ومحو الأمية ومحاربة الجهل والمرض وتنشيط الاقتصاد والتبادل التجاري الحر كما انها حريصة على حل المشاكل الحدودية بالطرق السلمية وعدم الاعتداء على حدود الغير.
ان المملكة العربية السعودية دولة محبة للسلام وتعمل على التعايش السلمي بين الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية ومنع انتشار اسلحة الدمار الشامل كما تعمل على مكافحة الارهاب والمحافظة على حقوق الإنسان التي كفلتها الشريعة الاسلامية من هنا تسعى المملكة الى التأييد الكامل للجهود الدولية الهادفة إلى وقف عمليات التصفية العرقية التي يقوم بها الصرب في اقليم كوسوفا ووضع حد للمأساة هناك وتقديم الدعم السياسي والمادي لذلك والدين الاسلامي الحنيف كما تعلمون قد أمرنا بأن ننصر المظلوم.
أكرر شكري لمعاليكم وللحكومة وللشعب الايراني على ما لقيناه من حفاوة وحسن استقبال وتكريم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته بعد ذلك اغلقت جلسة المباحثات.
اتفاقية سعودية إيرانية
وقعت المملكة العربية السعودية وجمهورية ايران الاسلامية في طهران اتفاقية تبادل خدمات النقل الجوي بين البلدين بتاريخ 16 محرم 1420 وذلك بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام ومعالي النائب الأول لرئيس الجمهورية الإسلامية الايرانية الدكتور حسن حبيبي.
وقد وقعها من الجانب السعودي رئيس الطيران المدني الدكتور علي الخلف ووقعها من الجانب الايراني رئيس الطيران المدني ووكيل وزارة الطرق والمواصلات بهزاد مظاهري.
وقد قدم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز هدية تذكارية لمعالي النائب الأول لرئيس الجمهورية بهذه المناسبة.
الأمير سلطان يلتقي الرئيس خاتمي
وفي اليوم الثالث من الزيارة أكد كل من فخامة رئيس جمهورية إيران الإسلامية سيد محمد خاتمي وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام على أن العلاقات السعودية الإيرانية هي علاقات قوية ومبنية على التعاون في شتى المجالات لخدمة المنطقة ومصالح الأمة الإسلامية لما للدولتين من ثقل في المنطقة.
جاء ذلك خلال استقبال رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز والوفد الرسمي المرافق لسموه في قصر الرئاسة وقد رحب الرئيس خاتمي بسمو الأمير سلطان ومرافقيه في بلدهم إيران موضحا بأن الزيارة تكتسب أهمية كبيرة وأن المباحثات التي أجراها سموه مع كبار القيادات في إيران هي خطوة إلى الأمام في العلاقات وبعد ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز كلمة قال فيها: يشرفني أن أنقل لفخامتكم تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين موضحا بأن لقاءاته مع القيادة الإيرانية كانت تنطلق من حرص الاسلام أولا وثانيا التقاء الشعبين، معربا عن شكره وتقديره للحفاوة التي وجدوها في إيران.
وقد حضر هذه اللقاءات من الجانب الإيراني النائب الأول للرئيس الإيراني د. حسن حبيبي ووزير الدفاع الإيراني علي شماخي ووزير الخارجية والسفير الإيراني في المملكة.
وعقب ذلك عقد اجتماع مغلق بين الرئيس خاتمي وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وبعد الاجتماع تحدث فخامة الرئيس الايراني سيد محمد خاتمي بتصريح للصحفيين قال فيه: أولا لقد كنت أود أن أتحدث لكم باللغة العربية ولكني لا أجيدها لذلك سوف أتحدث باللغة الإيرانية.
وأحب أن أؤكد لكم ان الزيارة التي يقوم بها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز والزيارة التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد اثناء انعقاد القمة الاسلامية في طهران زيارتان هامتان وشكلتا خطوة كبيرة في تطوير وتمتين العلاقات بين البلدين وأضاف أن المملكة بلد صديق وشقيق وأن أهم ما جاء في هذه المحادثات هو التأكيد على الارادة الجادة والصادقة وتطوير وتعزيز العلاقات بين البلدين الاسلاميين الهامين في العالم اللذين يسعيان إلى تطوير علاقاتهما في كافة المجالات الاقتصادية والأمنية وكل الجوانب التي تخدم مصالح البلدين وقال رئيس الجمهورية الإيرانية ليس هناك أي عوائق تعوق تطوير التعاون والعلاقات بين البلدين في كافة المجالات وما يهمنا جميعاً هو المصالح المشتركة ومصالح وقد قدم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز لفخامة الرئيس الإيراني هدية تذكارية وبعد ذلك توجه سموه والوفد المرافق له لتداول طعام الغداء الذي أقامه لسموه وزير الخارجية.
خامنئي يستقبل الأمير سلطان:
كما استقبل قائد الثورة الاسلامية الإيرانية على خامنئي في مكتبه في 18/1/1420ه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام.
وقد نقل سمو النائب الثاني تحيات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين لزعيم الثورة الإسلامية في إيران.
كما تم خلال المقابلة عرض وجهات النظر في العديد من الموضوعات التي تهم المنطقة والعالم الإسلامي وأهمية تطوير العلاقات مستقبلاً بين البلدين.بعد ذلك قدم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز هدية تذكارية لقائد الثورة الإيرانية الإسلامية.
كما التقى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام في نفس اليوم برئيس مصلحة تشخيص النظام علي هاشمي رفسنجاني وذلك بمكتب الرئيس في طهران وتم خلال اللقاء التطرق إلى عدد من القضايا التي تهم العالم الإسلامي والعلاقات الثنائية بين البلدين.
ثم تبادل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وعلي هاشمي رفسنجاني الهدايا التذكارية.عقب ذلك أوضح علي هاشمي رفسنجاني في تصريح صحفي انه تم التطرق لجميع القضايا التي تهم البلدين الشقيقين وتعاونهما اقليميا في كافة المجالات وأعرب عن أمله في ان يستمر التعاون بين البلدين مشيرا إلى أن سير العلاقات يرضي البلدين.
وقال رفسنجاني بالنظر إلى الرغبة الموجودة لدى خادم الحرمين الشريفين وكذلك صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز نعتقد بأن المستقبل سيكون أفضل.
كما قال سمو النائب الثاني: آمل ان شاء الله ان تنفذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وفخامة رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية وجميع اصدقائنا في كل مافيه تعاون مثمر وممكن بين الدولتين.
كما التقى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام برئيس مجلس الشورى الإيراني علي أكبر ناطق نوري وذلك بمقر المجلس في طهران.وتم خلال اللقاء بحث العديد من الأمور التي تهم المنطقة والعالم الإسلامي.
وقد قدم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز هدية تذكارية لرئيس مجلس الشورى الإيراني.وعقب اللقاء اوضح رئيس مجلس الشورى الإيراني علي أكبر ناطق نوري ان لقاءه بصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز كان إيجابيا وان العلاقات السعودية الايرانية حاليا تبشر بالخير وتعود بالفائدة على الجميع.
وأبان ان هذا اللقاء قد بحث العديد من الأمور التي تهم المنطقة والعالم الإسلامي وكل المسائل تمت مناقشتها.وأكد ان روابط وعلاقات المملكة العربية السعودية وجمهورية ايران الإسلامية يجب ان تكون علاقات ايجابية لحفظ أمن المنطقة والمصالح المشتركة وأشار إلى أن جميع نواب مجلس الشورى يرحبون بتطوير وتنسيق العلاقات بين المملكة العربية السعودية وجمهورية ايران الإسلامية.
تثمين إيراني للزيارة:
هذا وعلى صعيد التثمين الإيراني لنتائج زيارة سمو النائب الثاني لإيران أكد رئيس مجلس الشورى الإيراني الشيخ علي أكبر ناطق نوري ان جميع نواب مجلس الشورى الإيراني موافقون على تطوير وتنسيق العلاقات مع المملكة العربية السعودية.
جاء ذلك خلال سؤال الجزيرة حول موقف مجلس الشورى من هذا التحول في العلاقات السعودية الإيرانية وتأييد المجلس لذلك.
وقال سماحة رئيس مجلس الشورى بأنه ليس صحيحاً أن هناك اشخاصاً ضد العلاقات موضحا ان هناك اشادة بالقرارات التي صدرت في مجال التعاون بين المملكة وإيران خاصة في المجال الاقتصادي والأمني.
ولقاء في جدة
وخلال الزيارة التي أداها معالي وزير الدفاع وإسناد القوات بجمهورية إيران الإسلامية اللواء بحري علي شمخاني للمملكة في النصف الثاني من محرم عام 1421ه... عقد معاليه اجتماعاً مع صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام يوم 20/10 وذلك بقصر سموه بجدة.
وفي بداية الاجتماع القى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز الكلمة التالية:
بسم الله الرحمن الرحيم
عزيزي معالي الوزير نرحب بكم في بلد الاسلام وبلد العروبة وبلد الصداقة.
ونيابة عني وعن زملائي سمو الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز وسمو الأمير سعود الفيصل والاخوان نعتبر هذه الزيارة زيارة تأكيد الصداقة وتأكيد النظرة لخدمة شعوبنا والنظرة إلى التعاون المثمر لخدمة مجلس التعاون جميعه وان ايران ومجلس التعاون يمثلان منطلقا أمنيا ومنطلقا ايجابيا للتعاون في جميع المجالات وخصوصا الاقتصادية والثقافية التي تجمع الشعوب.ومن هذا المنطلق سياسة المملكة العربية السعودية هي التعاون لما فيه خير الأمة وما نصت عليه الشريعة الإسلامية السمحة وما أوصت به من حسن الجوار وحسن التعامل ومن منطلق ديننا الحنيف نسير بخطى متئدة وثابتة.
وكلنا أمل كبير في ان جمهورية ايران الإسلامية وشعبها الكريم يتجهان لهذا التوجه الإسلامي الذي فيه الخير للجميع والذي ينفي الشر والارهاب ومقاومته ويدعو إلى الألفة والمحبة والتعاون المثمر لصالح الإنسان.
وكلنا جميعا نحترم حقوق الانسان التي أملتها الشريعة الاسلامية ونزلت من الرب عز وجل وعلى لسان نبيه ورسله.ومن هذا المنطلق نتعايش مع ايران في هذا الاتجاه الخير ومن هذا المنطلق الحسن الذي رأيته وسمعته مع زملائي عندما زرت ايران وسمعناه كذلك عندما زار فخامة الرئيس خاتمي المملكة العربية السعودية وقابل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين كل هذه الأمور والأسس كانت هي منطلق التعاون بين الدولتين.
وأكرر شكري لكم وأتمنى لكم إقامة جيدة في بلد الاسلام وبلد المحبة والاخاء وشكراً.
ثم ألقى وزير الدفاع واسناد القوات الايراني كلمة قدم فيها الشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وقال إننا نقدر كل هذه الحفاوة وكل هذا المنظر الحسن الذي قوبلنا به منذ قدومنا إلى أرض المملكة ونشكركم عليه.
وأكد ان كل المشتركات الجغرافية والتاريخية والثقافية التي تجمع الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع المملكة العربية السعودية يحتم علينا المضي قدما من الآن فصاعدا لتعزيز مكانة هذه العلاقات وشكر الله عز وجل على ان تكثيف زيارات كبار المسؤولين والشخصيات بين البلدين قد أعطت ثمارا مباركة ملؤها الوفاق والتوجه الشفاف المستقبلي صوب المستقبل بخطى واسعة.
موضحا انه في كثير من الحالات لدينا وجهات نظر مشتركة سواء فيما يتعلق بالعالم الإسلامي أو القضايا الاقليمية الدولية.
وقال اننا تواقون إلى نتائج أفضل حتى يستمر بفضل الله وعنايته هذا التفاهم بين البلدين الشقيقين داعيا إلى تكثيف الزيارات المتبادلة للوصول إلى التفاهم المرجو في التعامل الثنائي.
وقال معاليه ان ازالة التوتر وتحقيق التعايش السلمي الذي تصبو إليه الجمهورية الاسلامية الايرانية لن يأخذ هذا التوجه السليم تجاه الشقيقة المملكة العربية السعودية فحسب بل ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تتجه بهذا الاتجاه والمنظور صوب أشقائها في دول مجلس التعاون برمتها وكما ان سموكم أيضا قد أشرتم إلى هذا الجانب في تفضلكم بكلامكم.وأضاف يقول كما يعلم سموكم ان أول زيارة على الصعيد الاقليمي قمت بها إلى دولة الامارات العربية المتحدة وقدمت أيضا دعوة إلى زميلي معالي وزير الدفاع في دولة الامارات العربية المتحدة ونحن ننتظر بفارغ الصبر قدوم سموه والتفضل بزيارته إلى الجمهورية الإسلامية الايرانية.
وتحدث معاليه عما يدور في الأدب السياسي العالمي وقال انه مثل كافة الثقافات أصبحت فيه المصطلحات حالة شائعة. وضرب مثلا لذلك يقول عندما نرى أنه إذا أراد شخص ما أن يدافع عن الحقوق المهضومة يمطرونه بوابل من الشتائم وما يأتي في اطار حقوق الإنسان. وأشار إلى أن مثل ذلك مايتهم به الذين يدافعون عن القضية الفلسطينية من أنهم ارهابيون بينما اسرائيل الدولة المحتلة التي تقصف المدنيين ليست ارهابية.وأكد معالي الوزير الإيراني سعي بلاده نحو تعزيز مكانة علاقاتها مع سائر الدول والوصول إلى حسن التفاهم خاصة مع دول مجلس التعاون وبالأخص مع المملكة العربية السعودية.وقال معاليه إننا ضد الإرهاب بكل أشكاله وكلنا أمل أن نكثف تبادل هذه الزيارات الثنائية بيننا على أن نغذي بشكل أوسع وأمثل القيم والأصول المشتركة التي نؤمن بها ونعزز من خلالها علاقاتنا الاقليمية.ثم عقب صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز على كلمة معالي وزير الدفاع الإيراني بالكلمة التالية:على كل حال أنا شاكر لمعالي الوزير هذا الايضاح وهذه النوايا العظيمة ونحن في المملكة العربية السعودية شعباً ودولة نؤيد كل التأييد العلاقات الطيبة والتعاون بين إيران ودولة الإمارات العربية المتحدة بصورة خاصة وبدول مجلس التعاون بصورة عامة لأن الذي بين الدولتين الجارتين لايمثل أبدا مايريده مجتمع مجلس التعاون الخليجي وكلنا أمل ان القضايا التي يوجد بها خلاف بين دولتين ان تحل بالطرق السلمية والطرق الايجابية التي تجمع الدولتين وهناك كما يعلم معالي الوزير اهتمام مجلس التعاون بايجاد لجنة ثلاثية ممثلة فيها المملكة وكل منها تسعى إلى التقارب الايجابي المحق بين الدولتين دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة وجمهورية ايران الاسلامية العزيزة.ونحن نؤيد هذه المساعي ونأمل ان تتم اتصالات مباشرة بين الدولتين لاعطاء الحق الكامل لكل دولة سواء عن طريق البحث المباشر أو عن طريق دول تتوسط في حل هذه المشكلة أو عن طريق التحكيم.وواصل سموه من ناحية أخرى نعتقد ان الارهاب ليس من يدافع عن وطنه وعن امته الارهاب هو من يتعرض لحقوق الناس ويتعرض لمصالح الناس ويجني عليهم جنايات اجرامية سواء كان مالا أو جسدا أو ارضا هذا هو الارهاب.
فكلنا يجب ان نتعاون على نبذ الارهاب ومحاربة الارهاب ومحاربة المجرمين الذين يلجأون في أي مكان أو زمان ان نجعلهم دائما مبعدين عن أراضينا حتى نؤكد ان حقوق الإنسان محترمة وأن حقوق الجوار محترمة وأن حقوق الإنسان كإنسان محترمة وفي نهاية الاجتماع تم تبادل الهدايا التذكارية بهذه المناسبة.وقد أقام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام مساء نفس اليوم حفل عشاء بقصر سموه بجدة تكريما لمعالي وزير الدفاع واسناد القوات بالجمهورية الاسلامية الايرانية اللواء بحري علي شمخاني والوفد المرافق له.
|
|
|
|
|