| المجتمـع
استطلاع - هيا عبدالله السويد:
تمشي تارة وتقف تارة أخرى ترتجف خائفة تشعر بنبضات قلبها ترتفع وقفت حائرة نظرت الى عينيه حدقت كثيرا فيهما فصرخت بأعلى صوتها بكل عزم واقرار وترابط بينهما: أخي هل تكون صديقي؟ وقف الأخ مستغربا متعجبا وقال لها: لم هذا الخوف؟ أنا قبلت صداقتك.
ان مشكلة البعض من الفتيات أنهن يضعن حواجز بينهن وبين إخوانهن هذا بالفعل ما تنتجه طريقة تربية الأسرة كذلك البعض الآخر من الفتيات يحاولن كسر الجدار المتين حتى يحققن علاقة اخوية لا مثيل لها، فهل تصبح يا أخي صديقي؟ وهل تتمنين أيتها الفتاة ان تكوني صداقة مع أخيك؟ وهل علاقتك بأخيك علاقة عادية أم تعاني من توتر؟ وكيف تجدين تقارب الأعمار بينكما يسهم في التفاهم والتعامل الجيد؟ وهل ترين ان صداقة المصالح المنتشرة بين الصديقات تدخل في علاقتك مع أخيك؟ ولماذا يحب الأخ ان يفرض رأيه على أخته؟ ماذا عن التسلط والغيرة والضرب والأمر والنهي؟ هل هذه أسباب تجعلك ترفضين صداقتك مع أخيك أم هناك أمور أخرى؟.. من أجل استمرار المحبة بين أفراد العائلة هل من الممكن ان يصبح الأخ صديقا لأخته؟ وهل لهذه الشخصية الأنثوية الناعمة قدرة على التناغم مع أخيها؟ من خلال هذه الأسطر نعيش لحظات جريئة مع مجموعة من الطالبات حول هذا الموضوع فإلى تفاصيل هذا اللقاء:
يكتشفون فرحي من عيني
في البداية قالت سعاد المزروع طالبة بجامعة الملك سعود: في الحقيقة أنا لا أتمنى هذه الصداقة لأنها موجودة في الأصل نحن عموما من أول ما وعينا على هذه الدنيا ما يحدث بيننا نحن البنات والأولاد والأب والأم وكل فرد يحترم الطرف الآخر، والداي لديهم طيبة جدا كبيرة وهذا الشيء انعكس علينا بشكل تام 4في تعاملنا مع أنفسنا، تجدينا نحاسب أنفسنا ونميز الصح والخطأ لأن يوم تحمل المسؤولية تعلمنا أن أنت كبيرة وتتحملين مسؤولية وتتخذين قرارك ونعتمد عليك ونقول لك أسرار الأسرة ومن هنا نثق فيك هذه التربية الناضجة الصالحة ولدت بيننا اخلاصا كبيرا واحتراما وتقديرا لاراء البعض ومن المعروف كما تعلمين يحدث مشاحنات لكنها أبدا لم تحدث ولو بشكل بسيط، بسيط، لا أقول لك لا يوجد أخ وأخت يمرحون ويتمازحون مع بعضهم لكن نتخاصم من بعضنا هذا مستحيل نحن متعادلون أربعة بنات وأربعة أولاد كذلك تلاحظين علاقتي باخواني طيبة فأنا صديقة لكل واحد منهم اعلم ما يحبون ويشعرون كذلك هم يكتشفون فرحي وحزني من عيني. هذا الشيء الجميل والحمد لله أعتقد ان بعض الأسر لم يصلوا لهذا المستوى وهذا بفضل الله ثم لأبي وأمي لأنهم المسؤولون عن تربيتنا وأعود وأقول مرة أخرى علاقتي باخوتي قوية جداً فوق ما يتخيلها اي إنسان وبالطبع أجد أن أخي ليس مجبورا أن يحكي لي كل ما يحدث له ولست مجبورة أنا لكن عندما نجتمع نتحدث بأريحية كبيرة مع بعضنا والحمد لله أنا لا أتذكر في يوم ما أن أبي أمسك أحد اخواني وقال له لا تتصرف مع أختك بهذا الشكل كل واحد منهم يعرف حدوده والمصلحة شيء بعيد عن علاقتي بأخي لكن التعاون مع البعض موجود والمصلحة السيئة مستحيل ان تلد بيننا ولو كانت موجودة لكنا متفككين ولم نصبح أصدقاء.
يشعرني بالسلطة
وقالت هند الرويتع طالبة في جامعة الملك سعود: بالطبع الاخوة مهمة لأنهم أولا اخوان وشيء مهم اهتمام كلا الطرفين ببعضهم وكل شيء بحدود لان فيه اهتمامات خاصة للفتيات والعكس وأشعر بأن تقارب الأعمار هو الذي يقربنا أكثر وحينما يحاول ان يفرض نفسه ورأيه علي أو حينما يشعرني انه وصي علي ويتصرف من هذا المنطلق يشعرني انه يتصرف من قوة والقوة من السلطة، في هذا الوقت أرفض صداقته وبقوة لكن أعود وأتعامل معه بشكل عادي ومن ناحية المصالح اعتقد انني سأبتسم وأقول كيف حالك حينما أطلب منه شيئاً.
علاقة عادية
ثم قالت نورة طالبة في جامعة الملك سعود: علاقتي بأخي علاقة عادية فهناك أشياء أفهمها وهو لا يفهمها لأن فروق العمر تحتم انني أقول أشياء يهتم بها وإذا كانت هناك مشكلة بما أنني أكبر منه وأحب أن أوجه له بعض النصائح أوضح له وجهة نظري في الموضوع الذي حدث لأنه في فترة المرهقة وبالطبع تحدث له تطورات تعلمين ان الاجيال تختلف، جيلنا هذا لم يكن مثل الأول فارق الطباع والتصرفات بين جيل وآخر وفارق السن وكوني أنا أقرب له من أمي وأبي ورغم ذلك تجدينه أحيانا لا يتقبل مني يريد ان يفرض شخصيته اتعامل معه بهدوء وأوضح له (ان فعلت كذا ستتعب فلماذا تقول لي هكذا؟) ومن هذه الأسئلة أقول له: أنت جرب وسترى؟ وبما انه ليس دائما يحكي لي حكاياته إلا أنني بطريقتي معه أسلب ما في داخله من حكايات بطريقة غير مباشرة حتى أصل إلى لب الموضوع الذي في باله وبالطبع تقارب الأعمار يمكن ان يكون مناسبا
لمستوى التفكير، وقد تحدث بعض المصالح بيني وبينه لكن ليس دائما لأن علاقة الأخوة أقوى من أن أعمل مع أخي مصلحة بالطبع ان لي مصلحة بما انني أخدمه لكنها لا تظل بالدرجة الأولى والأخوة أقوى من المصلحة وشيء طبيعي بما اننا في بيت واحد وأسرة واحدة ستكون هناك صداقة دون أن أسعى أنا تكوينها.
يقولون: عيب
وقالت حنان عبدالله طالبة في جامعة الملك سعود: أتمنى لو كان لدي أخ أكبر مني لأكون معه علاقة صداقة وعلاقتي بأخي علاقة عادية فهو أصغر مني بأربع سنوات وألاحظ بعض الشباب يرفض تكوين علاقة صداقة مع الفتيات اخواتهم لماذا؟ لأنهم يخجلون ويعتبرون ذلك عيبا.
أخي أفضل من أختي
فيما قالت الجوهرة محمد يوسف طالبة في جامعة الملك سعود: أنا أكبر فرد من أفراد العائلة المصونة وعلاقتي بأخي مشعل الذي يصغرني بخمس سنوات علاقة ممتازة وبيني وبينه التفاهم والود والاحترام أحيانا أفضله في الاستشارة عن أختي التي تصغرني بسنة واحدة، وكلانا يستمع للآخر ومشاكله فأنا مثلا أحكي له ما يحدث لي في الجامعة وماذا يحصل بيني وبين صديقاتي وهو كذلك يأخذ رأيي في اختيار جميع مستلزماته ولا يخفي عني مشاكله وأنا بدوري أوجهه التوجيه الأمثل بينماl مع أخي نواف الذي يصغرني بسبع سنوات الأمر مختلف، أسلوب نواف غير أسلوب مشعل فمشعل إنسان محافظ ويقدر الاحترام بينما الأمر مع نواف لا، فهو انسان مستهتر ويحب الأخذ بالشدة أحيانا مع احترامي لآرائه فالعلاقة التي تربطني مع أخي علاقة كلها ود وتقارب أفكار واحترام ثم لا أعتقد ان هناك علاقة مصالح بيني وبين أخي وحتى الاخوة الآخرين وهذا ما تعلمته من والدي ووالدتي أطال الله في عمرهما.
المصالح منبوذة
كذلك قالت وجدان سعد الخثلان طالبة في المرحلة الثانوية: علاقتي بأخي علاقة أخوة ومحبة اي بمعنى تبادل المحبة والأخذ والعطاء كذلك أرى ان العمر يلعب دورا هاما في تفاهم الطرفين فحينما يكون عمر أخي مقاربا لعمري اجده يفهمني ويشعر بي كأننا توأم أخوة فعقليتي كما في عقله وهذه الحقيقة فإن أخي يتصف بجميع تلك الصفات الحسنة والحمد لله على تربيتنا التربية السليمة الناجحة الصالحة في اسرتنا الصغيرة بين حضن أبي وأمي نسعى معا للرقي في التعامل الجيد، لكن لا أجد ان للمصالح التي ألاحظها بين الصديقات لها مكان بيننا فهي منبوذة من محيط أسرتنا فنحن لا نتعامل بهذا المنطق الغث السمين.
ليت لي أخاً
وتقول عبير الشليل طالبة في المرحلة الثانوية: ان علاقتي بأخي علاقة عادية كأي علاقة أخت بأخيها وبما أنني لا يوجد لدي أخ قريب من عمري تجدينني أتمنى أن يكون لدي أخ مقارب لعمري فالأعمار المتقاربة تساهم بشكل كبير في التفاهم بين الاخوة وأحيانا تدخل بعض المصالح بيننا.
الصداقة محذوفة
وقالت سمر طالبة في المرحلة الثانوية: أي صداقة تريدين ان أكونها بيني وبين أخي هل بالفعل تحدث صداقة بين الأخت وأخيها، حقيقة لا أصدق ذلك إلا القليل منهم الفاهم الواعي الذي يتصرف من عقلية ناضجة سليمة من كل شوائب ومنغصات العصر فنحن هنا أو بالأصح نحن الآن نعاني من توتر شديد منذ صغري لذلك لم أجد تلك الصداقة التي يتحدث عنها الكثير فهي كانت موجودة عند البعض فأتمنى ان تتولد في منزلنا لأنها محذوفة من القائمة.
عديم المشاعر
وقالت منى طالبة في جامعة الملك سعود: إن علاقتي بأخي شديدة التوتر فهو لا يفهمني ولا يشعر بمشاعري أبداً، دائما يأمرني في كل شيء لا يدع لي فرصة لكي أعبر عن رأيي منذ ان توفي والدي ونحن نعيش في أزمة نفسية كبيرة فأمي لم يعد لها كلمتها القوية في المنزل لأنه سيطر على كل شيء متسلط ويتدخل في كل الأمور الصغيرة أو الكبيرة تخيلي انه زوجني رغما عني برجل كبير في السن أذكر ذلك اليوم حينما رفضت ضربني حتى دخلت المستشفى وبعدها وافقت من أجل أمي التي تضاعف مرضها بسبب أخي حقيقة أخشى على أمي أن تموت وتزوجت وأمي تكفكف دموعها وتخفي ألمها، وبعد مضي سنوات توفي زوجي ورجعت الى البيت وزادت مشاكلنا كل هذه بسبب أخي لا أعلم كيف أتعامل معه.
الفتاة تتعجب
وأخيراً تحدثت الاخصائية النفسية غادة مساعد الغشيان حول أسباب توتر العلاقات الأخوية فقالت: تبوأت المرأة منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم المكانة العظيمة فكان لها كل التقدير والاحترام والأخذ بالرأي فطبيعة الأسرة تتكون من الأبناء، بنين وبنات والوالدين فمن خلال التطور وعصر النهضة تشكلت أشياء كثيرة في ابناء هذا اليوم فنجد بعض الاخوان يرفضون صداقة اخواتهم لأنهم يؤمنون ان الفتاة لا مكانة لها ولا تستحق الثقة والفتاة هذا الموقف تتعجب لهذا الشيء وتثور في نفسها الحق عى أخيها لأنه يرى انها لا تعني شيئا ،قد يلجأ الابن أو الأخ إلى أساليب القسوة والتسلط وأحيانا الضرب بسبب المفاهيم الخاطئة والتربية غير السليمة والصحيحة فالرجل لايكون رجلا إلا بهذه الأساليب وهنا يأتي دور الاسرة في تعزيز ودعم الجوانب الايجابية والتصرفات الحسنة لدى الابن وكذلك الفتاة وتعريف كل منهم بمكانته والاحترام المتبادل لكل منهما ولا أنسى أن أقول ان هذه الأشياء تبدأ منذ الصغر فيجب على الأب والأم وضع ذلك في الاعتبار لانشاء جيل صالح متفاهم.
|
|
|
|
|