رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 15th April,2001 العدد:10426الطبعةالاولـي الأحد 21 ,محرم 1422

مقـالات

ندرة المياه
زيد بن محمد الرماني*
ان ندرة المياه تذكرنا بصور الجفاف ونوبات انحباس الامطار المؤقتة.. ومع ذلك ففي حين تطغى موجات الجفاف على العناوين الرئيسية في الصحف وتستحوذ على اهتمامنا، إلا ان التهديد الاكبر المتمثل في استهلاكنا المتزايد للمياه لايحظى بأي اهتمام من جانبنا في الغالب فقد ظلت المياه تهدر وتدار بطريقة سيئة ويساء استخدامها طوال عقود، وبدأت عواقب ذلك تصل الى مقر دارنا.
والدلائل على الضغوط المائية كثيرة جداً فمستويات المياه في الاحواض الجوفية تتناقص والبحيرات آخذة في التقلص والاراضي الرطبة هي الاخرى تختفي، كما سمع الناس في الشرق الاوسط اكثر من رئيس وهو يعبر عن احتمال قيام الحرب بسبب المياه النادرة.
وعلى الرغم من ان المياه مورد متجدد إلا انه مورد محدود كذلك تقول ساندرا بوستيل في كتابها «الواحة الاخيرة: مواجهة ندرة المياه» واحد الدلائل الصارخة على ندرة الماء ذلك العدد المتزايد من الاقطار التي فاق اعداد السكان فيها المستوى السكاني الذي يمكن المحافظة عليه بصورة ممكنة بالنسبة لكميات المياه المتاحة.
واليوم هناك 26 قطراً يشكل عدد سكانها مجتمعة 232 مليون نسمة، تقع ضمن فئة الاقطار شحيحة المياه، ولما كانت معظم هذه الاقطار ذات معدلات نمو سكاني عالية فإن مشكلات المياه فيها تزداد تفاقماً بصورة سريعة.
وفي الشرق الاوسط تسعة اقطار من بين ال14 قطراً في المنطقة قد اصبحت تواجه فعلاً ظروف شح المياه، الامر الذي يجعل هذه المنطقة اكثر الاقاليم في العالم التي تتركز فيها الاقطار التي تعاني من ندرة المياه.
ولما كانت جميع الانهار في الشرق الاوسط هي بالفعل انهاراً مشتركة بين عدد من الدول فإن التوترات حول حقوق المياه هي بمثابة اضطرابات سياسية محتملة في طول المنطقة وعرضها.
ومن بين اكثر المشكلات انتشاراً مشكلة انخفاض مستويات المياه في الاحواض الجوفية الناجمة عن استخدام هذه المياه بأسرع مما تستطيع البيئة تعويضه، ومالم يتم احداث التوازن في المياه الجوفية بين ضخ المياه والتغذية الطبيعية فإن المحصلة النهائية ان تصبح المياه الجوفية باهظة في تكاليف استخراجها.
فالمملكة العربية السعودية مثلاً ذات الاراضي الجافة تقوم الآن باستخراج مياه الاحواض الجوفية غير المتجددة لكي تلبي مانسبته 75% من احتياجاتها المائية.. وهذا الاعتماد على المياه الجوفية آخذ في التزايد نتيجة لجهود الحكومة على تشجيع انتاج القمح.
ان انكماش مخزون المياه الجوفية وتدني مستويات المياه في الاحواض الجوفية والطلب المتوقع الذي يفوق كثيراً الامدادات المتاحة، كلها شواهد على الضغوط المائية.
وقد برز صراع حول وظيفتين من وظائف المياه: المياه كسلعة تخدم الاهداف الاقتصادية المتمثلة في الانتاجية الزراعية المرتفعة والتوسع الصناعي ونمو المدن من جهة، والمياه كعامل مساعد اساسي لحياة جميع انواع الكائنات والمجتمعات الطبيعية من جهة اخرى.
ان كل ارض رطبة وكل بحيرة وكل نوع من الكائنات المائية المهددة بالخطر هو اختبار حاسم لمدى قدرة سكان اقليم ما وقدرة اقتصادهم على التكيُّف مع المتطلبات البيئية لنظام مائي سليم.
*عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
عضو الجمعية البيئية الكويتية
عضو الجمعية البيئية السعودية

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved