| مقـالات
وصلتني رسالة قصيرة عبر البريد الالكتروني من الاستاذ «عبد العزيز الفايز» من الولايات المتحدة، يعلق بها في اضاءة صغيرة ومتميزة على مقالي الذي نشر في الأسبوع قبل الماضي حول الركاكة التعبيرية لدى الطلاب قال فيها «ألا ترين ان السبب الرئيسي في سوء التعبير لدى الشباب والفتيات هو عدم زرع الثقة في نفوسهم في سن مبكرة والخوف من ابداء رأيهم بكل صراحة؟؟»
والرسالة باعتقادي تستحق التوقف لأنها اشارة الى ناحية مهمة وكبيرة تتداخل وتشكل الهيكل الاجتماعي لدينا..
ألا وهو الطبيعة المتحفظة الوقورة والحذرة في الوقت نفسه التي تستقبل بها العالم الخارجي،
وكيف بالتالي ينتقل هذا الحذر الى رؤوسنا وعلاقتنا مع المحيط بحيث تتحول الى حاجز سميك يحول بين الفرد وتطوره في مراحل نضجه النفسي والاجتماعي.
فالتراتبية العمرية بين افراد العائلة هي التي توزع مراكز السلطة في العائلة ما بين المركز والأطراف، فاذا وسعنا الدائرة اكبر قليلا في المجتمع، وجدنا ذلك التراتب الطبقي الذي يحدد مناطق النفوذ والتحرك على مستوى المجتمع،
وبالتالي يساهم جميع هذا في صياغة طابع عام من الحذر وتبني الآراء الجاهزة والقادمة من المركز دون ان يكون هناك استقلالية ابداعية وفكرية تترافق مع عمليات التعبير والتفكير والصياغة.
وعموما في مجالس البالغين والكبار ليس هناك من كبير حيز للأطفال، او الذين لم يصلوا الى مراحل متقدمة في العمر فالمجلس عموما «سواء بشقه النسائي او الرجالي» تتحكم فيه طقوس وبرتوكولات متينة لا مجال فيها لعبث الأطفال او ثرثرتهم بينما الأطفال لهم الباحات الخارجية والأطراف البعيدة عن المركز،
لذا من خلال هذا النفي والإبعاد يصبح الطفل غير قادر على تكوين مهارات اتصال واندماج مع الآخر، وتظل هناك تلك الحلقة المفقودة بين الطرفين.
وبالتأكيد هذا الخلل يسهم بشكل كبير «كما قال الاستاذ الفايز» في تقليص القدرة على التخاطب والتواصل والتعبير عن الذات سواء من خلال الكلام او الكتابة،
لأن هذه الذات تظل محتجبة خلف مجموعة من الأضواء الحمراء والوصايا التي قد ينزف الفرد الكثير من سنين عمره وهو يتقصاها محاولا ان يتجاوز حواجزها وعراقيلها!!
لذا اشكر الاستاذ «الفايز» على هذه الإضاءة اللماحة والعميقة والتي أبرزت محورا آخر للقضية،
وباعتقادي ان هذه التعليقات من شأنها ان تثري القضية وتفيد الكاتب والقارئ على حد سواء.
Email:omamakhamis@yahoo.com
|
|
|
|
|