| مقـالات
** تصور مجرد تصور
انك تمشي على أجساد الناس ممن سبقوك إلى دار البقاء
تمشي على أيديهم ووجناتهم وعيونهم وعظامهم ولحومهم..!
صعدت أرواحهم إلى السماء وأكل أجسادهم التراب حتى صاروا تراباً..!
ألا يشعر الواحد منا بكثير من الرهبة والوجل وبفيض من التواضع.
وكم كان أعمى المعرى بصيراً وهو يقول:
«خفف الوطء ما أظن أديم
الأرض إلا من هذه الأجساد»
وبعده «الخيام» قال في بيت شعري جميل:
«إن هذا الثرى من أعين ساحرة الاحورار»
الله..!
كلّ ذلك الجمال
كل ذلك الذكاء
كل تلك العقول
تلاشت وانتهت وأضحت ترابا نطؤها بأقدامنا ونمشي عليها.
ما أتفه الحياة
إن الانسان مهما حقق فيها من أمجاد إلا أنها تظل أمجاداً ترابية، وأنه مهما عاش فيها من سنين طويلة إلا أنه يحس عندما يراجع عمره حتى ولو عاش مائة عام كأنه لم يلبث إلا ساعة من نهار.
أما قبل:
فليس سوى العمل الصالح يبقى للإنسان
إنه ذكر جميل في الدنيا
وأجر موفور في الأخرى
ولكننا نركض في هذه الدنيا
بل نلهث وراء طموحاتنا
وأطماعنا وكأننا قوم خالدون، وكأن نعيمنا وأمجادنا وسعادتنا أبدية، حسب الانسان أن يتذكر أنه سوف يكون تراباً تحت أقدام الناس ليعرف حجمه ويحد من أطماعه.
* * *
2
**خطوة موفقة لأخبار التلفزيون**
** خطوة موفقة تلك التي بدأ تطبيقها التلفزيون السعودي في نشرات أخباره، إنني كمشاهد سعدت كثيراً بهذه الخطوة لأنها جعلت الأخبار غير مملة ومركزة ومقتصرة على الأشياء المهمة وأعطيت أولية لأحداث الساعة، كما حققت هذه الخطوة المباركة فرصة أتاحت تقديم برامج السهرة بشكل دائم وبمواعيد ثابتة ليستطيع المشاهدون متابعتها، لأن من أهم الأشياء لشد المشاهدين لمتابعة ما تعرضه أية قناة هو تقديمها بمواعيدها وبخاصة في ظل المنافسات الحادة بين القنوات،
وتحية لمعالي وزير الاعلام د. فؤاد الفارسي الذي تمت هذه الخطوة الموفقة لأول مرة إبان تقلده لهذه الوزارة، أرجو أن يعين الله المسؤولين في التلفزيون علي تنفيذها حسب هذه التوجيهات السامية..
ويبقى جهد وعطاء الإخوة في إدارة الاخبار بالتلفزيون وهم على قدر كبير من الخبرة والتأهيل وعلى رأسهم الاستاذ عبد الرحمن الهزاع مدير عام الأخبار.
والحق أن المهمة صعبة فعلا إذ إن الإطالة امرها ميسور.. ولكن الصعوبة حقاً في الاختصار وتقديم ما يشد الناس في وقت قصير، وكلام قليل، وصور حية مشوقة.
ولكن هذه الصعوبة تتلاشى أمام العزيمة والحرص على تقديم نشرة أخبار متميزة ومركزة تسهم في متابعة المشاهدين تلفزيوننا السعودي في ظل التنافس التلفزيوني المحموم أرضاً وفضاء.
** خواطر ملونة **
هذا كتاب جميل ومفيد أهداني مؤلفه الصديق: د. فهد الشعلان نسخة منه.. وقد صاغ أفكاره ومعانيه بأسلوب مشوق يجعلك لا تسأم من التنقّل بين أشجار حروفه.. والصديق الشعلان رغم أنه عسكري ومختص بالإدارة إلا أن روح الأدب تسكن وجدانه إنساناً، وحرفه أديباً..
وكم تكسب ساحة الأدب أمثال الكاتب «الشعلان» الذي يشعل الضوء بين سطور كلماته. ومزيداً من العطاءات الملونة بالجمال والمضمخة بالصدق.
|
|
|
|
|