| عزيزتـي الجزيرة
يمضي الإنسان الى ربه جل وعلا ويتبعه ثلاثة.. يتبعه (ماله وولده وعمله) فيرجع عنه اثنان ويبقى معه واحد.. (يرجع عنه ولده وماله) ويبقى معه (عمله). وهذا خبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وآله وسلم.
ولصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز (رحمه الله) أعمال .. وجهود.. ولمسات وطنية يسطرها التاريخ في صحائفه.. لا سيما ان له رحمه الله في مجال العمل الخيري يدا طولى، وله في الوقوف مع كل محتاج ومكلوم أحداث.. لها أحاديث ذات شجون..
والصدقة الجارية نهر جار من الحسنات..رغم توقف صاحب العمل بموت أو غيره ما دام العمل خالصا لله جل وعلا.. قال نبي الرحمة والإحسان صلى الله عليه واله وسلم : «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية.. وعلم ينتفع به.. وولد صالح يدعو له» وإني لأرجو الله جل وعلا ان يجمع لأمير الشباب (رحمه الله) الثلاثة موارد كلها لما بذره من المعرفة.. وماخلفه من الولد الصالح المبارك إن شاء الله وفيما سأطرحه يكون المورد الثالث له إن شاء الله والذي هو الصدقة الجارية.. فالمسلم أحرص ما يكون على توفير هذه الموارد للحسنات له أو لميته.. ليحظى عند ربه بالمقام الأكرم.. خاصة إذا ولي الميت أب رحيم أو ولد بار أو أخ شفيق أو زوجة وفية.. وحقيقة بمثل هؤلاء تحلو الحياة.. ويطيب العيش.. ويرتاح الميت وينعم برحمة أرحم الراحمين إن شاء الله تعالى .
ومن هنا..! ووفاء بحق أمير الشباب (رحمه الله) وبلوغا للمستوى الذي كان ينشده في أعماله.. أصبح من جميل ما يقترح جعل: «جائزة للمسابقة في حفظ شيء من القرآن والسنة النبوية» تحمل اسم الفقيد رحمه الله وتتنافس فيها الأندية الرياضية كلها على مستوى المملكة.. على ان تكون ذات منهجية محددة.. تنطلق مع انطلاقة الدوري الرياضي وتنتهي محطتها في رمضان.. لمناسبة الشهر واقتران القرآن به.. فهو شهر القرآن الكريم.
ويتكاتف على إنجاحها من الجهات الرسمية كل من :
** الرئاسة العامة لرعاية الشباب وتكون الجهة الراعية لهذا الحدث الكريم.
** النوادي الأدبية بكل منطقة وتكون لها عملية الإشراف والتنظيم والتنسيق.
** وزارة الشؤون الإسلامية ممثلة في الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن بالمناطق تدرسه وفن التجويد وشيء من السنة النبوية الكريمة.
ولما كان لمقام كتاب الله، وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أعظم المقام وأعلاه، ولأمير الشباب (رحمه الله) مكانة في قلوب الجميع.. بها بكته القلوب قبل العيون. كان مما يقترح أيضا لإنجاح هذه المسابقة الكبرى والتظاهرة الإسلامية الكريمة والتي تدل على مدى عمق تمسكنا بهويتنا الإسلامية مع الاستفادة من نواحي الحياة الحديثة ما يلي:
1 أن تكون المسابقة في حفظ الأجزاء الخمسة الأخيرة من القرآن.. كمرحلة أولى ثم تتطور على مراحل مستقبلية.. حتى تشتمل على القرآن كله.
2 أن يراعى في ذلك عدم تعارض أوقات تمارين الدارسين الرياضية من الرياضيين مع أوقات الحضور للمشاركة في المسابقة.. كي لا يؤثر أحدهما على الآخر.
3 أن تكون المختارات من السنة النبوية مما يسهم في غرس الأخلاق والقيم الإسلامية.
ولعل في كتاب رياض الصالحين الغُنية لتحقيق هذا الغرض لاشتماله على حصر الأحاديث التي تعنى بتجسيد الأخلاق النبوية الكريمة كأنك تراه رأي العين مجتمعة بين دفتين بكل يسر وسهولة.
4 تشكيل لجان في كل فرع من أفرع الرئاسة العامة لرعاية الشباب في المناطقة من الجهات الثلاث المذكورة إضافة الى النادي الرياضي.. ومن ثم تكون هناك لجنة عليا تتولى الإشراف العام ترتبط بصاحب السمو الملكي الرئيس العام لرعاية الشباب وسمو نائبه.
كما يختار للقيام بهذه المهمة من الرئاسة العامة لرعاية الشباب شباب جمعوا بين سماحة الدين والأخذ بما جد في هذه الحياة مما لا يتعارض مع قيم ديننا الحنيف.
5 أن تمنح الجائزة للحافظ والنادي بحيث يكون التكريم للطرفين سواء.. لا سيما ان النوادي لدينا تعنى بالجانب الثقافي.
6 أن يكون إعلان نتائج المسابقة على المستوى الإعلامي بكافة فئاته (التلفاز، والإذاعة، والصحافة) على حد سواء.
7 أن تكون الجوائز المستوى اللائق بمثل هذه المسابقة حيث ان الثمرة هي:
حفظ القرآن العظيم والخلق النبوي الكريم من خلال بعض نصوص السنة الشريفة، وأي ثمرة أعظم من هذه الثمرة..
ولكي تهفو لها النفوس وتشرئب لها الأعناق.. يقترح لذلك:
** تخصيص مبالغ نقدية للفائزين.
** تقديم دروع تذكارية تحمل اسم المسابقة للنادي الذي ينتسب له المتسابق.
** تسجيل مختارات من قراءة الفائزين، ويقدم في ذلك أعذبهم صوتا وتوزيعه مجانا وبشكل موسع.
** ندبهم في رمضان خاصة برحلات دولية للقيام بإقامة صلاة التراويح في بيوت الشباب مع التكفل بكافة المصاريف للقارىء.. أو في المراكز الإسلامية والتي لم يأل خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وأمد في عمره على طاعته وألبسه لباس الصحة والعافية جهدا في إنشائها ودعمها في كافة أصقاع المعمورة.
وليس هذا بغريب على مثله.. فقيام الدولة السعودية وفقها الله في عصورها الثلاثة كان ولايزال على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم.. وفي صفحات التاريخ شواهد.. ليس هذا مكان بسطها.
ولنحقق هدفا من أهداف الفقيد رحمه الله وهو إبراز شباب هذه الأرض الطاهرة بالصورة المشرفة والتي تليق بهم.. فقد كان يفاخر رحمه الله بالشباب السعودي صاحب الهوية الإسلامية والمكتسبات الحديثة.. والتي لم تؤثر على قيمه ومعتقداته.
8 إمكانية إشراك النوادي ببعض الدول العربية والإسلامية من خلال تقديم متسابقين من قبلهم للمشاركة في هذه المسابقة.
9 أن نجعل للمسابقة صندوقا خيريا تبذل فيه المساهمات من محبي الفقيد رحمه الله سواء كانوا من أصحاب السمو الأمراء أو المسؤولين أو رجال الرياضة ورياضييها ومشجعيها.
10 أن نجعل لها شعارا يتناسب والمستوى الرفيع الذي سوف تكون عليه، وكما هي عادة الرئاسة العامة لرعاية الشباب في جعل شعار رياضي لكل مناسبة رياضية، مما يعزز موقفها إعلاميا.
كما يقترح ان يكون الشعار يحوي ما يلي:
** توضع يد تحمل المصحف وعليها وبشكل دائري يكتب: «ولقد يسرنا القرآن للذكر» وتحت هذه اليد يكتب:
(جائزة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد لحفظ القرآن والسنة في الأندية الرياضية).
والله الموفق الى كل خير ومعروف.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
خالد بن رشيد بن عبدالله الرشيد
بريدة
|
|
|
|
|