أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 14th April,2001 العدد:10425الطبعةالاولـي السبت 20 ,محرم 1422

عزيزتـي الجزيرة

رحمك اللّه أباً وأخاً وصديقاً
رحم الله والدنا الشيخ حمود بن سبيل، الذي كان ملء السمع والبصر.. وكان الأب لكل من عرفه عن قرب. إن في القلب لحزناً شديداً، وفي الحلق غصةً، ونحن ننظر إلى الفراغ الكبير الموحش الذي خلفه رحيله وصدق الله القائل جل وعلا «لكل أجل كتاب». ولا راد لقضاء الله سبحانه وتعالى.
كان يرحمه الله أمةً في رجل..
العقل، وسعة الأفق. واللين في غير ضعف وامتزجت في شخصيته عناصر الإنسانية الفذة وانحنى صدره على قلب نبيل ينبض بالحب والود والاحترام لكل من عرفه فقد عُرف بالحنان الأبوي والعطف الإنساني.. وكان للأطفال نصيب من اهتمامه وسؤاله ومداعبته.
لقد فقدنا علماً من أعلام المسلمين، وموسوعة دينية طويت بغيابه عنا.
ماذا عساي أن أقول وأنا أستذكر سيرته العطرة وذكره الحميد، ولطفه المتميز. فقد وجدت منه السلوى بعد والدي رحمه الله الذي تربطه به علاقة ود وأخوة وصداقة حميمة تنطوي على اسمى معاني التقدير والمثل العليا.
كنت ازوره بين وقت وآخر واجد في حضرته سؤالاً لا ينتهي عن كل ما ينم عن صدقه في السؤال.. عن الصحة والأولاد والعمل والدراسة. ويبالغ في سؤاله عن الاطفال وصحتهم ونموهم ويهتم بكل ما يدور في خاطر الزائر له.. ويبدي عناية خاصة بضيفه من مأكل ومسكن.. كان كثير الترحاب.. منبسط السرائر منشرح الصدر، يكرم ضيفه ببشاشته، ويخصه في نهاية زيارته بما يحمله من جيبه من دهن العود المتميز. رحم الله الشيخ حمود بن سبيل رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، وألهمنا من بعده الصبر والسلوان.
حرص يرحمه الله على تربية أبنائه التربية الاسلامية المتزنة وجعلهم عقداً منتظماً من الفضائل والمكارم كان هادىء الطبع، قليل الشكوى، محتسباً عند الله الأجر حين يلم به عارض.
ومن أبرز ما يتصف به اهتمامه بأحوال المسلمين وقضاياهم فيسره تقدمهم ونهوضهم وخلاصهم ويدعو لهم حين يمرون بالمحن.
استطاع يرحمه الله ان يجعل كل فرد يجزم بان له حظوة خاصة وقرباً متميزاً لا يشاركه فيها أحد.
رحمك الله يا والدنا الحنون.
فأنت الآن في الرفيق الأعلى، ونحن نستلهم من سيرتك ما يجعلنا متعلقين بالخلق الرفيع والسيرة الحسنة والحضور البهي.
كنت نافذ البصيرة، قوي الشكيمة، رغم فقدك نعمة البصر.. فكنت تقيس الامور برجاحة عقلك، وبما حباك الله به من سمات انعم المولى بها عليك.
عظم الله اجر ابنائك، وما اكثرهم، وتلاميذك. وجلسائك واحبابك.
فلقد كنت في رأيك صادقاً مخلصاً، وفي فكرك متقداً.. وكنت هيناً ليناً نقياً تقياً.
أكرم الله مثواك يا والدي.. وجبر الله مصابنا فيك..
«إنا لله وإنا إليه راجعون»
أحمد بن زيد الدعجاني
السكرتير الخاص لوزير المعارف

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved