| جائزة الامير سلمان
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:
فإن خدمة كتاب الله الكريم والعناية به مما تعتز به المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد الإمام الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله وذلك إدراكاً منها بأن العزة والمنعة في التمسك به، فكان شعارها الخالد «لا إله إلا الله محمد رسول الله» واتخذت كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم دستوراً لها يستمد الحكم سلطته منهما ، وهما الحكمان على جميع أنظمة الدولة، فتحقق لها النصرة والمكانة العالية بين الأمم، بعد أن أنعم الله عليها بالأمن والخيرات.
وقد توالت وتعددت صور العناية بكتاب الله منذ عهد الإمام المؤسس طيب الله ثراه وحتى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وأيده بنصره حيث أصبح من الصعب حصر المعاني العظيمة لهذه الوسائل والتي منها إنشاء أكبر صرح طباعي في التاريخ، وهو مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة والذي أصبحت إصداراته من المصاحف وترجمات معاني القرآن الكريم بالعديد من اللغات تملأ بيوت ومكتبات المسلمين في كل مكان بأنحاء العالم ، منها أيضاً إنشاء مدارس تحفيظ القرآن الكريم الرسمية، وكذا دعم الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم التي أصبحت تنتشر حلقاتها في كل مدينة وقرية، وما مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم بمكة المكرمة إلا أنموذجاً من نماذج العناية بالقرآن الكريم.
أما جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات فإنها جائزة لكل بيت يخرج منه واحد من هؤلاء الحفظة لكتاب الله وجائزة لكل مدرسة ولكل مؤسسة أوجمعية لتحفيظ القرآن الكريم وسوف ينعكس اثرها بإذن الله تعالى إيجابياً على أبنائنا وتفوقهم في كل مناحي الحياة .
ولا يسعني هنا إلا القول: زكوت ، فزكت أفعالك وأقوالك ، فهنيئاً لك سلمان الخير على الرقي في سلم الشرف والسؤدد ، كما يطيب لي بهذه المناسبة العظيمة أن أدعو أبناء هذا البلد الطيب المعطاء ، إلى الإقبال على إحياء سنة الوقف على كتاب الله والاهتمام به من خلال مدارس تحفيظ القرآن الكريم الخيرية، وجمعيات وحلقات تحفيظ القرآن الكريم.
كما أدعو أولياء الأمور في كل بيوت هذا الوطن الغالي إلى تشجيع أبنائهم على الالتحاق بحلق القرآن الكريم والمشاركة في المسابقات المحلية حتى تعم الفائدة وتنعم بلادنا بجيل متأدب بآداب القرآن الكريم.
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يوفق ولاة الأمر في بلادنا إلى ما يحبه ويرضاه في خدمة الإسلام والمسلمين، وأن يجزي سمو الأمير سلمان خير الجزاء على ما قدمه وما يقدمه من خدمات جليلة في شتى الأمور التي تعود بالخير والنفع على بلادنا وأن يجعل ذلك في ميزان حسناته.
وبارك الله في جهود هذه الوزارة الفتية وعلى رأسها معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ والعاملين معه الذين يحرصون على نجاح المسابقة وتطويرها المستمر ويقدمون العون والرعاية اللازمين لنجاح الجمعيات الخيرية، وجزى الله كل من يقدم العون والتشجيع لهذه الجمعيات ولحفظة كتاب الله الكريم، ومن يظهرها بأي وسيلة من وسائل الإظهار والاهتمام، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
* وكيل الوزارة لشؤون الأوقاف
|
|
|
|
|