| جائزة الامير سلمان
اتفق عدد من مديري الجامعات في المملكة على أهمية المسابقة المحلية على جائزة الأميرسلمان بن عبدالعزيز آل سعود لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات التي تنظمها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في حث الناشئة والشباب من بنين وبنات على حفظ كتاب الله تعالى والتنافس فيه تلاوة وتجويداً وتفسيراً.
ورأوا في إقامة هذه المسابقة التي تتكرر كل عام حلقة أساسية من سلسلة حلقات اهتمام حكومة المملكة بكتاب الله الكريم، والعناية بحفظته من بنين وبنات، ودفعاً لهم للتنافس على أفضل كتاب أنزله الله هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان.
واعتبروا في أحاديث لهم بمناسبة إقامة المسابقة المحلية على جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لحفظ القرآن الكريم، والرعاية التي تحظى بها من لدن سموه الكريم خلال شهر محرم الجاري مظهر من مظاهر اهتمام أولي الأمر في هذه البلاد المباركة بغرس قيم الإسلام في أبناء المملكة وبناتها.
الجهود المضنية المباركة
وفي حديثه عن المسابقة ، أبرز معالي مدير جامعة أم القرى المكلف الدكتور ناصر بن عبدالله الصالح الدور العظيم، والجهد الكبير الذي بذلته ولا تزال تبذله المملكة في تشجيع الناشئة بنين وبنات على تجويد القرآن الكريم وحفظه وفهم معانيه، وقال: إنه بفضل الله تعالى تنتشر في بلادنا الحبيبة مدارس تحفيظ القرآن الكريم للبنين والبنات في كل مكان ، وهاهو ذا عدد طلاب الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم للبنين والبنات زهاء ثلاثمائة ألف طالب وطالبة ولله الحمد، ونحن جميعاً حينما نذكر هذا العدد نومىء إلى الذين هم الآن في حِلَق المساجد يرتلون القرآن الكريم ترتيلا، وإلى اللآتي هن في مقاعد مدارس التحفيظ يرتلن القرآن ترتيلا ولا يدخل في هذا العدد الحافظون والحافظات سابقاً، وكثير من هؤلاء وهؤلاء ومدرسون للقرآن الكريم ومدرسات في المملكة العربية السعودية وفي غيرها من البلاد العربية والإسلامية وغيرهما.
واستمر الدكتور ناصر الصالح قائلاً: إن من حقنا بل من واجبنا أن نتمثل سلسلة الجهود المضنية المباركة في خدمة هذا الكتاب العزيز ، حتى تأتي الصفوة من البنين والبنات للتنافس على جائزة سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود للقرآن الكريم ، ولو أخذنا واحداً من المشاركين مثلاً على ذلك لكان في الحديث عنه حديث عن كل مشارك ومشاركة في هذه المسابقة العظيمة.
وأكد معالي مدير جامعة أم القرى في هذا السياق أن للبيت دوره في تشجيع الابن على حفظ القرآن الكريم، وكذلك المدرسة والمسجد ، والجامعة والمجتمع، وإن للقائمين على شؤون اختبار المتنافسين في مختلف أدوار التصفيات جليل العمل، وعميق الأثر وقال إن ثمة تصفيات القرآن الكريم والمدارس بعامة والجامعات والمدينة ، والمنطقة وهكذا إن كل الذين يتنافسون يجتهدون في استذكار الدرس ويحرصون على الفوز ، وهكذا تكون كل تلك الجهات خلايا نحل ترتل القرآن الكريم ، وتفسره وتحرص على أن ينال مرشحوها شرف الفوز بقصب السبق.
وأشار الدكتور ناصر الصالح إلى أن أهم البواعث لكل هذه الجهات على بذل تلك الجهود هذه المسابقة الطيبة المباركة التي لها بفضل الله تعالى كبير دور في إذكاء روح التنافس بين الطلاب والطالبات على أجل عمل ، وأنبل هدف تجويد القرآن الكريم وحفظه ، وتفسيره ، مبيناً أن كون هذه المسابقة شاملة للبنين والبنات معناه أن الشباب من الجنسين قد أكرمه الله تعالى بما يحثه على استذكار الدرس ، وعلى الحرص بأن يكون أحد الفائزين، وهنا نتبين أن الجوائز السخية تكون من نصيب خمسة عشر من الفائزين وخمس عشرة فائزة.
فليتنافس المتنافسون
ورأى الدكتور ناصر الصالح أن هذه الجائزة العظيمة من أهم الأسباب التي تشعل روح التنافس بين الناشئة في أجل عمل، وهو عمل ترتيل القرآن الكريم ، وحفظه وتفسيره (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) صدق الله العظيم، مقترحاً أن يكون لهذه المسابقة المحلية على مستوى المملكة العربية السعودية ، شقيقة أخرى سنوية ولكنها خارجية، تعقد بالتناوب في إحدى الدول التي بها أقلية إسلامية، إنها مثلاً تعقد في إحدى السنوات في تايلاند، حيث يوجد زهاء سبعة ملايين مسلم لا نكاد نعرف عنهم شيئاً ، وأخرى في الفلبين ، وثالثة في جزر فيجي، ورابعة في أستراليا وخامسة في إحدى دول أفريقيا وفي إحدى دول أمريكا الجنوبية وفي نيوزيلانده.
واعتبر مثل هذه المسابقة المحلية في خارج المملكة العربية السعودية وصل للجهود المباركة التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين خدمة للقرآن الكريم الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، مختتماً حديثه بسؤال الله تعالى أن يجزي سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود خير الجزاء وأن يوفقه لمزيد من الخيرات، إنه سبحانه جواد كريم.
الحفظ المتواصل لكتاب الله
أما معالي مدير الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة الدكتور صالح بن عبدالله العبود ، فقد أكد أهمية هذه المسابقة ، حيث تعنى بحفظ كتاب الله تعالى الذي نزل به جبريل من عند الله على قلب رسوله ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم وتلقاه عنه أصحابه رضي الله عنهم من بعدهم وهكذا ، كل جيل يتلقاه عن الذي قبله متواتراً غضاً طرياً لا تبديل ولا تحريف حتى وصل إلينا هكذا من غير تحريف ولا تبديل محفوظ بحفظ الله له كما قال «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون».
وأكد معاليه أن اهتمام سمو أمير منطقة الرياض بحفظة كتاب الله تعالى وعنايته بهم حلقة أساسية من سلسلة حلقات اهتمام حكومة المملكة العربية السعودية بكتاب الله حفظاً وتلاوة وطباعة وعملاً وتدريسه في جميع مراحل التعليم بالمملكة سائلاً الله تعالى في ختام تصريحه أن يجزي سموه الكريم خير الجزاء وأن يجعل ذلك عملاً صالحاً في موازين أعماله ، وأن يجزي العاملين والقائمين على هذه المسابقة خير الجزاء والمثوبة.
التجربة الجديرة بالتقدير
أما معالي مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الدخيل، فقد أوجز مجموعة من الدلالات لهذه الجائزة، وقال : إن الجائزة تنتسب إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الذي عُرف عنه الورع والتقوى والإيثار والمروءة والكرم والجود إلى آخر الخصال الكريمة التي يمكن أن يتصف بها ابن كريم من أبناء الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه الذي أسس كياناً شامخاً وقدم للعالم تجربة جديرة بالتقدير والاحترام، ووصف معاليه المسابقة والجوائز التي تقدم للفائزين والفائزات بها بأنها مظهر من مظاهر اهتمام أولي الأمر في هذا البلد المعطاء بغرس قيم الإسلام في نفوس أبنائنا وبناتنا، والتصرف دائماً من منطلق الانتماء إلى هذه الأرض الطيبة التي حملت إلى الدنيا رسالة خالدة أخرجتها من الظلمات إلى النور مضيفاً أن المسابقة تعد حلقة من حلقات اهتمام هذه البلاد بالمحافظة على الناشئة ، وتعليم شبابنا قواعد الدين الصحيح وحمايتهم من الوقوع في براثن تيارات فكرية مريضة أو رؤى فاسدة ، وإكسابهم أصول العقيدة الصافية النقية من الشوائب، وخلص إلى أن المسابقة هي تحفيز لأبنائنا على حفظ القرآن الكريم الذي يعلمهم الخصال الحميدة ، مثل الإخاء والأمانة والزهد والعفة ويجنبهم الصفات الذميمة مثل البخل والشح والكذب والجدال والمخادعة مؤكداً معاليه على أن حفظ القرآن الكريم هو الخطوة التي تقود الشباب إلى العمل به والمسلمون الأوائل الذين سادوا الدنيا وبهروا العالم بإنجازاتهم ومبتكراتهم لم يحققوا ما حققوا إلا بفضل حفظهم للقرآن الكريم وتدبرهم آياته والتزامهم بما فيه من أحكام.
واختتم مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن حديثه متمنياً للجائزة وللقائمين عليها وللجنتها المنظمة وللجانهاالفرعية كل تقدم وازدهار.
بذل وسخاء
من جهته تحدث معالي مدير جامعة الملك خالد بأبها الدكتور عبدالله بن محمد الراشد عن المسابقات القرآنية ورعاية الدولة وفقها الله بحفظته من البنين والبنات.
وقال: إن من طرق الاهتمام بهذا الكتاب العزيز ما نرى ونسمع من إزجاء الجوائز القيمة اللائقة بمقام قارئيه وباذلي أوقاتهم لحفظه وتلاوته التلاوة الصحيحة من لدن ولاة أمورنا أيدهم الله وأعانهم ورفع درجاتهم في الدنيا والآخرة.
وأشار في هذا السياق إلى أنه من أشهر قريبة كنا مع المسابقات الدولية التي أقيمت في رحاب مكة المكرمة.. وها نحن نعيش اليوم ومضة أخرى من ومضات الاهتمام المبارك، ونفحة من نفحات العطاء الخيّر لأهل القرآن التي هم أهلها والمكان اللائق بها.
وقال معاليه: إن هذه الجائزة التي تفضل بها ويرعاها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وفقه الله في الدنيا والآخرة ليست إلا لؤلؤة خير في عقد اللآلي الذي يسدي كل يوم منه لأبناء مجتمعه بكف سيال، وروح عظيمة مشرقة بأعمال البر والإحسان مستشهداً بقول الشاعر:
بذل الباذلون حتى أضاؤا
وتسامى مع الضياء البناء |
وتطرق الدكتور عبدالله الراشد في جانب من تصريحه إلى معجزة القرآن الكريم وقال: إنه الكتاب المعجزة بلفظه ومعناه يفهمُ أحكامه وخطابه الإعرابي في صحرائه. ويبهر في حقائقه العالم في أعلى اختراعاته ، ويسبي الأرواح بحسن نظمه وطراوة نسقه وإن هذا القرآن يزيد حامله والعامل بأحكامه شرفاً وعزاً وينتشل الوضيع من حمأة الذلّة والوضاعة إلى مقام الرفعة وعلو المكانة في الدنيا والآخرة.
واسترسل قائلاً : إن مما ترتاح له النفوس ، وتطمئن له القلوب وتتوق له الخواطر وترنو إليه العيون ، وتعيش في دوحه العقول، كلام البارىء سبحانه وتعالى القديم الذي لم يخلق ، والجديد الذي لا يبلى ، أصدق متحدث عن الماضين، وأقوى واعظ ومنذر للحاضرين ، وأعظم منبىء عن أحوال السابقين ، كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، نزله تبارك وتعالى وتكفل بحفظه فقال «إنا نحن نزلنا الذكر وأنا له لحافظون» وأمر سبحانه وتعالى نبيه بتلاوته فقال: «واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا» وأرشد إلى تدبره والعمل به واجتناب ما نهى وزجر ، فقال تعالى:«كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب».
وفي نهاية تصريحه قال الدكتور عبدالله بن محمد الراشد: جزى الله سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز على بذله وسخائه ، وأثاب وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد أكرم المثوبة ممثلة في وزيرها معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ وكامل منسوبيها على واصل عطائهم وكريم اهتمامهم بمجالات الخير في بلد الخير.
|
|
|
|
|