| متابعة
* الرياض صالح الفالح:
رحب سعادة سفير الجمهورية الايرانية لدى المملكة العربية السعودية السيد علي اصفر خاجي بزيارة صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية الى الجمهورية الاسلامية الايرانية والتي تبدأ غدا الاحد وتستمر عدة ايام للتوقيع على الاتفاقية الامنية بين المملكة وايران معربا في هذا السياق عن سعادته وسروره بهذه الزيارة الهامة.. واعتبر في حديث خاص ل(الجزيرة) اجرته معه بمكتبه بالسفارة الايرانية بالحي الدبلوماسي بالرياض قبل مغادرته لايران.. ان زيارة سمو الامير نايف وتوقيع الاتفاقية الامنية خطوة مهمة نحو توطيد اواصر العلاقات الثنائية ونقلة نوعية وفاتحة خير على صعيد التعاون المشترك بين البلدين في مختلف المجالات.
واوضح السفير الايراني في معرض حديثه ان الامير نايف سيلتقي خلال زيارته لايران بفخامة الرئيس خاتمي وعدد من كبار المسؤولين،وفما يلي نص الحوار:
سعيد للتحدث ل(الجزيرة)
< بداية نهنئكم سعادة السفير بتعيينكم واعتمادكم سفيراً لبلادكم الجمهورية الاسلامية الايرانية لدى المملكة كما نشكركم لاعطاء جريدة (الجزيرة) هذه الفرصة للقاء بكم والتحدث معكم؟
اشكركم بدوري على تهنئتكم باعتمادي سفيراً معتمداً لبلادي.. وارجو من الله ان يعينني على اداء هذه المسؤولية العظيمة.. كما انني سعيد جداً للتحدث اليكم من خلال جريدة الجزيرة كأول صحيفة تجري معي هذا الحوار الصحافي بعد تعييني سفيراً لبلادي واتمنى ان يكون هذا اللقاء بداية لتعاون جيد ومستمر بين السفارة الايرانية وجريدة الجزيرة الغراء.. العزيزة ولا شك ان الدور الذي تلعبونه انتم كصحفيين واعلاميين وكذلك الصحف.. يعتبر مهما جداً ونحن نقدر هذا العمل لكم ونتمنى ان يكون هناك تعاون وثيق بين الاعلاميين السعوديين والايرانيين والذي سيكون سنداً ودعماً قوياً لمسيرة العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الاسلامية الايرانية.
العلاقات متطورة
< كما تعلمون سعادة السفير.. ان العلاقات السعودية الايرانية تشهد تطوراً مطرداً .. كيف يمكن توظيف هذه العلاقات الثنائية الطيبة لصالح استقرار منطقة الخليج؟
ان تقييمنا لمسيرة العلاقات بين البلدين الشقيقين المملكة العربية السعودية والجمهورية الاسلامية الايرانية اعتقد ان هذه العلاقات تعيش في مرحلة تعتبر اكثر ازدهارا وتطوراً.. وان المملكة العربية السعودية والجمهورية الاسلامية الايرانية هما يعتبران البلدين الهامين في منطقتنا ونحن نعتقد ان تطوير هذه العلاقات الثنائية بين البلدين ليس فقط في صالح الشعبين المسلمين بل انهما يلعبان دورين رئيسيين في المنطقة وان تعاونهما سيكون لصالح الاستقرار والهدوء في منطقتنا.. وفي الحقيقة ان تعاونهما سوف يصب في مصالح شعوب هذه المنطقة ودولها وخلال السنوات القليلة الماضية تطورت العلاقات بين البلدين في كافة المجالات وينتظرها مستقبلا مشرقاً.
زيارة مهمة
< سعادة السفير.. ماذا عن الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية الى الجمهورية الاسلامية الايرانية غدا الاحد لتوقيع الاتفاقية الامنية بين البلدين .. كيف تقيمون هذه الزيارة؟. وما هي الانعاكاسات الايجابية للاتفاقية على الامن والاستقرار في المنطقة؟
هذه الزيارة الهامة لسمو الامير نايف لايران تأتي امتدادا للزيارات التي قام بها قبل فترة صاحب السمو الملكي الامير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني الى الجمهورية الاسلامية الايرانية الى جانب الزيارة الهامة والرسمية التي قام بها فخامة رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية الرئيس خاتمي الى المملكة العربية السعودية والتقى خلالها بخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وسمو ولي العهد وسمو النائب الثاني وبعدد من كبار المسؤولين بالمملكة وبحث اوجه العلاقات المشتركة والتعاون الثنائي بين البلدين الى جانب الزيارة التي قام بها صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الى الجمهورية الاسلامية الايرانية منذ فترة.
وان زيارة سمو الامير نايف المرتقبة والهامة لايران تتم وتأتي بعد هذه الزيارات الرسمية الهامة وفي النظر الى المكانة الثابتة والملموسة التي يتمتع بها صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبد العزيز لدى حكومة المملكة العربية السعودية وفي نظرتنا ان هذه الزيارة لسموه الكريم تعبر عن العزيمة والحرص والارادة الراسخة لدى القيادة للمملكة العربية السعودية بالنسبة لتطوير وتوطيد العلاقات الثنائية في كافة المجالات بين البلدين واعطائها دفعة قوية نحو الامام ولكن الموضوع الهام الذي يمكن التطرق اليه بانه خلال هذه الزيارة سيتم التوقيع على الاتفاقية الامنية بين البلدين الشقيقين.
ولاشك ان التوقيع على الاتفاقية للتعاون الامني بين البلدين هو في حد ذاته يعتبر عاملا مهما جداً وخطوة نحو توطيد العلاقات الثنائية وترسيخها بصورة افضل وكما تعلمون جيداً انه عندما يكون هناك بلدان يقومان باتخاذ مثل هذه الخطوات المهمة الى الدخول في الاتفاق والتعاون الامني هو بحد ذاته تعبير عن الحرص في تمتين العلاقات الثنائية وتطويرها وانها قد قطعت شوطاً كبيراً في التعاون في شتى المجالات المختلفة ولذلك نحن نعتقد ونأمل أن هذه الاتفاقية سوف تترك آثارا وانعكاسات ايجابية في مجالات التعاون والعلاقات المشتركة كما ستشكل مرحلة جديدة ومهمة في مسيرة العلاقات المتميزة.وبالنظر الى هذه المميزات لزيارة سموه التي تطرقت لها سابقا خلال حديثي.. اقول ايضا ان تقويمنا لهذه الزيارة بانها تتمتع باهمية بالغة وكبيرة وهي بلاشك ستكون فاتحة خير ونقلة نوعية على صعيد العلاقات المشتركة بين البلدين.
بنود الاتفاقية
< عفواً.. سعادة السفير.. هل نتعرف على ابرز بنود هذه الاتفاقية التي سيتم التوقيع عليها وهل سوف تتعلق بالجوانب الامنية فقط؟
ان هذه الاتفاقية التي سيتم التوقيع عليها بين البلدين من قبل صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبد العزيز.. ونظيره وزير الداخلية في الجمهورية الاسلامية الايرانية عبد الواحد موسوي.. ستكون في الاطار والجوانب الامنية بين البلدين الشقيقين وسوف تدخل في اختصاصات وزارتي الداخلية لكلا البلدين.
برنامج حافل لسموه
< سعادة السفير.. خلال زيارة الأمير نايف للجمهورية الاسلامية الايرانية هل ستكون هناك لقاءات ثنائية سوف تتم بين سموه والرئيس خاتمي وعدد من كبار المسؤولين الايرانيين؟
لاشك ان برنامج زيارة صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبد العزيز الى ايران يعتبر برنامجاً حافلاً وبالتأكيد ان سموه خلال اقامته في طهران سوف يلتقي بفخامة الرئيس خاتمي لبحث الموضوعات ذات الاهتمام المشترك التي تهم البلدين كذلك سوف يلتقي سموه مع كبار المسؤولين في ايران وان اعضاء الوفد الرسمي المرافق لسموه الكريم سيلتقون خلال وجودهم في ايران بنظرائهم الايرانيين وعقد اجتماعات مشتركة وبالتأكيد انه من خلال هذه المباحثات سيتم تحديد لقاء التعاون الثنائي بين البلدين في شتى ومختلف المجالات المتعددة والهامة.
اللجنة المشتركة
< سعادة السفير.. كيف تنظرون لمسيرة العلاقات التجارية والتبادل التجاري بين البلدين والمستوى الذي وصلت اليه في الوقت الراهن في ضوء اللجنة السعودية الايرانية المشتركة؟
من حسن الحظ انه تم انشاء اللجنة السعودية/ الايرانية المشتركة بين البلدين وقبل اربعة اشهر وقد تم هناك عقد اجتماعات ثنائية للدورة الثالثة في هذه اللجنة بالرياض ومن خلالها فقد تم تحديد اطار التعاون الثنائي المشترك في هذا المجال وكذلك تم التعريف على فرص العمل المشترك بين البلدين ونحن نؤمن وهذا يعتبر تقييمنا بان الطاقة الاستيعابية لكلا البلدين هي طاقة واسعة وحتى الان لم تستغل كل هذه الطاقة والتي يجب ان تستغل اكثر فأكثر.. لذلك اننا نرى بان آفاق التعاون التجاري بين البلدين تكون اكثر ازدهارا في المستقبل ويمكن ان نطور هذا الاطار في المجالات المختلفة التجارية والصناعية وغيرها.
علاقات لصالح شعوب المنطقة
< سعادة السفير.. كما تعلمون ان اقليم الخليج يعتبر اقليما حيويا يختزن العديد من المصالح الاقليمية والدولية.. كيف يمكن صياغة تعاون بين دوله لتطوير علاقاتها لصالح شعوبها؟
كما قلت لكم سابقاً.. نحن نؤمن بهذا المبدأ بان علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين الجمهورية الاسلامية الايرانية والمملكة العربية السعودية لا تكون فقط لصالح البلدين والشعبين الشقيقين بل بالتأكيد سوف تدفع مصالح شعوبنا في المنطقة ولنتمكن من ان نأخذ التعاون بين البلدين المملكة وايران كنموذج او كمثال لنا لنحذو حذوه بالنسبة لعلاقاتنا مع الدول الاخرى في منطقتنا.
قفزة نوعية في العلاقات الثنائية
< سعادة السفير.. على ضوء تعدد وتبادل الزيارات بين كبار المسؤولين في البلدين هل افرزت الزيارات تصورا لما يمكن ان تكون عليه العلاقات؟
ان الرد على هذا السؤال يكمن في طبيعة التطورات التي تشهدها العلاقات الثنائية خلال السنوات المنصرمة وعلى سبيل المثال.. اذا اردنا ان ننظر الى العلاقات بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الاسلامية الايرانية قبل خمس سنوات تقريباً واردنا ان نقارنها مع علاقاتنا في الوقت الراهن.. لنلاحظ ان مستوى العلاقات قد ارتقى الى مستوى افضل وتطور وتوسع بشكل كبير واعتبر ان العلاقات الثنائية السعودية/ الايرانية خلال هذه الفترة شهدت قفزة نوعية وفي البداية بدأنا تعاوننا في الحوار البناء والهادف.
وان قيادتي البلدين قد توصلتا إلى هذا المركز المتقدم في مسيرة العلاقات الثنائية لان ضرورة المسيرة تتطلب التعاون فيما بينهما.. وبعد ان اجتزنا تلك المرحلة فكرنا في القواسم المشتركة التي تربطنا ولذلك طورنا تعاوننا في تلك القواسم المشترك نحو الافضل ولذلك قمنا بانشاء اللجنة السعودية/ الايرانية المشتركة بين البلدين وهذه اللجنة يرأسها اصحاب المعالي وزراء الخارجية لكلا البلدين وتعقد هذه اللجنة اجتماعاتها كل ستة اشهر بالتناوب الى جانب اللجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين.
مذكرات تفاهم
وفي المجال العلمي والثقافي تمكنا من التوقيع على
بعض مذكرات التفاهم في هذين المجالين ونتيجة ذلك فقد تمكنا ايضا من فتح مكاتب خاصة بوكالة الانباء الايرانية في الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية وفي المقابل تم فتح مكاتب لوكالة الانباء السعودية (واس) في العاصمة الايرانية طهران الى جانب ذلك تم تسيير الرحلات الجوية بين البلدين كما قمنا بايصال القطاع الخاص على مستوى اعضاء الغرف التجارية الصناعية لكلا البلدين ودائما تعقد بينهما اجتماعات جانبية لبحث كل ما فيه خدمة ومستقبل البلدين في المجالات الصناعية والاستثمارية والتجارية.
حكمة قيادتي البلدين
وبعد ذلك دخلنا المرحلة بخطى واثقة ووثابة وبفضل الحكمة التي تتمتع بها القيادتان الحكيمتان لكلا البلدين بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وفخامة الرئيس محمد خاتمي في تمتين وارساء قواعد وأسس العلاقات الثنائية واعطائها دفعة قوية الى الأمام لخدمة البلدين وابناء الشعبين الشقيقين.. وربما قبل ثلاث او اربع سنوات كان هناك انخفاض في اسعار النفط وكل الدول المنتجة للنفط كانت في ازمة شديدة وفي ذلك الوقت كانت السياسة التي تتخذها ايران للنفط لا تتماشى ولم تكن منسجمة مع السياسات التي كانت تتخذها المملكة.. بالنسبة للنفط.
المجال النفطي
وهذه كانت نقطة تباين ، بعد ذلك جلسنا على المائدة واجتمعنا، وبعدها تمكنا ان نتغلب على هذه المشكلة وكما قلنا لكم ان هذا كان يعتبر تحدياً وبفضل الحوارالهادئ والجلوس سوياً للحديث الذي دار بين البلدين تمكنا ان نغيره بصورة أفضل لخدمة ولصالح مستقبل البلدين.. ومن ثم تمكنا ان نبدأ الحوار مع الدول الأخرى سواء التي تنتمي الى منظمة (الاوبك) او غيرها.. المهم وبعد ذلك استطعنا الوصول الى المستوى الذي يمكن ان نقول بإن اسعار النفط او السوق النفطية الحالىة تسير نحو الاستقرار.وحالىاً يمكن القول بانه بالنسبة للعلاقات الثنائية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية ليس هناك موضوع لا يمكن حله في أي مجال أو ميادين..
الوكالة الإيرانية في الرياض
* سعادة السفير.. ذكرتم في سياق حديثكم اعتزام الجمهورية الإسلامية الإيرانية افتتاح مكاتب لوكالة الأنباء الإيرانية في المملكة.. هل سيتم اقتصارها على الرياض فقط أم تشمل مناطق المملكة الأخرى.. وهل سيكون هناك تعاون بن وكالتي الأنباء الإيرانية والأنباء السعودية (واس)..
كما ذكرت آنفاً ان وكالة الأنباء الإيرانية سوف تفتح مكتباً لها قريباً في الرياض..
وحالىاً ممثل أو مندوب هذه الوكالة يتواجد حالىاً في المملكة العربية السعودية للاستعداد والتجهيز ووضع الترتيبات لافتتاح المقر الخاص بالوكالة بينما هناك مكتب لوكالة الأنباء السعودية (واس) تم افتتاحه في طهران وباشر ممثل الوكالة عمله هناك ولا شك ان وجود هذين المكتبين اللذين يتبعان لوكالتي الأنباء لكلا البلدين يمثلان التعاون الوثيق بينهما ولا شك ان هذا التعاون قد جاء ثمرة للزيارة التي قام بها سعادة مدير وكالة الأنباء الإيرانية الى المملكة.. حيث تم التوقيع على مذكرة التعاون خلال زيارته للرياض بين الوكالتين السعودية والإيرانية.. التي تنص على مجالات التعاون المختلفة بين البلدين في هذا الإطار.
جهود المملكة في الحج جليلة
* سعادة السفير.. موسم الحج مناسبة عظيمة ومؤتمر إسلامي سنوي كبير.. كيف تثمنون دور وجهود المملكة العربية السعودية الذي تبذلها لخدمة حجاج بيت الله الحرام عامة والحجاج الإيرانيين خاصة لأداء مناسكهم بكل يسر وسهولة.
ان الحجاج الإيرانيين قد تمكنوا والحمد لله من أداء مناسكهم في موسم حج هذا العام بكل يسر وسهولة وطمأنينة كما ان موسم الحج كان ناجحاً بكل المقاييس من جميع النواحي.. وقد كان الحجاج الإيرانيون وجدوا كل اهتمام وعناية من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز بصفته رئيس اللجنة العليا لأعمال الحج وكذلك من قبل معالى وزير الحج.. الدكتور: اياد مدني ونحن في الجمهورية الإسلامية الإيرانية دائماً نثمن ونقدر جهود المملكة.. بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين لما تقوم به وتبذله من خدمات جليلة في كل عام لخدمة ضيوف الرحمن وتوفير وتقديم أفضل التسهيلات المطلوبة في كافة المجالات للحجاج.. وهذا كله مقدر وشرف عظيم للمملكة.. كما ان نظام العمرة الجديد كان موفقاً وخطوة ايجابية سيعطي فرصة أمام المعتمرين والزوار المسلمين للاطلاع والتعرف على التطور والتقدم الذي تشهده وتعيشه المملكة.. في كافة مناطقها.كما ان هذا القرار سوف يعزز من تيسير الرحلات الإيرانية الى المملكة.. بصورة متزايدة الذي يعتبر من ضمن الخطوات الحثيثة والسديدة قدماً نحو الأمام للتقريب بين البلدين المسلمين والشعبين الشقيقين.
دخول إيران بلا تأشيرة
* سعادة السفير سبق وان اصدر فخامة الرئيس الإيراني محمد خاتمي قراراً يقضي بالسماح أمام أبناء ومواطني دول مجلس التعاون دخول إيران بدون تأشيرة.. كيف تنظرون لانعكاس وأثر هذا القرار على حركة السياحة والسفر الى الجمهورية الإسلامية الإيرانية؟
ان سياسة فخامة الرئيس خاتمي هي تتمحور في الاقتراب الأكثر من الدول في منطقتنا وان هذه السياسة التي تنتهجها حكومة فخامة الرئيس تقوم على أساس بناء الثقة والحوار والتفاهم والتعاون وان هذه السياسة كانت ناجحة.. وكان هناك اقبال كبير على هذه السياحة من قبل دول المنطقة.. وان قرار إلغاء التأشيرة من جانب واحد من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي تكون في هذا الاطار وبالتأكيد هذه السياحة وهذا القرار سوف يؤديان ويساعد كثيراً على تزايد المواطنين في زيارة إيران وبالتالي ينعش وينشط الحركة السياحية في المنطقة بصورة افضل واحسن.
إسرائيل تهدد العالم
* سعادة السفير دعنا ننتقل الى ما تواجهه الأمة الإسلامية من اخطار عدة محدقة ومن أهمها الكيان الإسرائيلي وحلفه وممارسته المتعنتة المستمرة التي تعدت تهديداته الدول العربية الى إيران وباكستان.. كيف يمكن للدول الإسلامية ان تعمل لمواجهة مثل هذه الأخطار والتهديدات؟.
الكيان الإسرائيلي عندما ننظر لبداية تأسيسها فكان يُهدد العالم العربي والإسلامي.. ونحن في إيران قمنا بتعطيل السفارة الإسرائيلية في طهران وحلت مكانها سفارة فلسطين وذلك منذ بداية الثورة الإسلامية في إيران واننا لا نريد ان تكون اسرائيل تهدد العالم العربي والإسلامي.. وان الذي يجري حالىاً على الساحة الفلسطينية أو الأراضي المحتلة يزعج ويؤلم كل مسلم.. ولا شك ان سياسة القمع والصلف والتهديد التي يتخذها ويتبعها الكيان الصهيوني تظهر وتكشف كل مرة الصورة البشعة لهذا الكيان الصهيوني للرأي العام العالمي ونحن نعتقد من اجل التصدي أمام مثل هذه الممارسات التعسفية والأعمال البشعة ويجب ان تكون هناك كلمة الوحدة وتوحيد الصفوف بين المسلمين صفاً واحداً لمواجهة مثل هذه الأعمال والممارسات النكراء التي لا يقرها عقل.
ونحن في إيران سبق لنا ان ترأسنا منظمة المؤتمر الإسلامي وخلال تلك الفترة بذلنا جهوداً جبارة لتوحيد الكلمة والى التضامن الإسلامي وما زلنا نواصل جهودنا في هذا المجال.. ولا تزال القضية الرئيسية التي يواجهها عالمنا الإسلامي هي قضية فلسطين لذلك علينا ان نوظف جميع طاقاتنا في هذا الاتجاه.
مؤتمر في طهران لدعم الانتفاضة
* سعادة السفير قرأنا ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية سوف تنظم مؤتمرا عن انتفاضة الأقصى ودعم القضية الفلسطنية في طهران.. هل تحدثوننا عن ملامح وأهداف هذا المؤتمر.
نعم هذا صحيح.. ولكن تُقام هناك معارض وفعالىات عديدة في إيران وكذلك مؤتمرات وندوات لصالح دعم الشعب الفلسطيني.
وهنا أود أن احيطكم انه بعد اربعة أيام تقريباً سيقام هناك مؤتمر في طهران يتعلق بالقضية الفلسطينية ودعم الانتفاضة. وهذا المؤتمر يعتبر مؤتمراً دولياً وقد وجهت الدعوة لعديد من المجالس النيابية في البلدان العربية والإسلامية للمشاركة في فعالىات هذا المؤتمر الإسلامي كما وجهت الدعوة الى الشخصيات البارزة العالمية لحضور هذا المؤتمر ولا شك انه ستكون هناك مشاركة من قبل المملكة العربية السعودية.. كغيرها من الدول الإسلامية..
كما يؤخذ من عنوان المؤتمر الذي سيقام باسم (مؤتمر الانتفاضة) فهو من أجل دعم انتفاضة الأقصى الفلسطينية.. ومن خلال فعالياته وجلساته التي ستعقد سوف يتحدث ويتطرق عدد من المشاركين من العلماء المسلمين إلى الانتفاضة الفلسطينية والأوضاع في المنطقة كما سوف يفكرون خلال محاور حديثهم ومداولاتهم في السبل الكفيلة لدعم الشعب الفلسطيني في هذه القضية الإسلامية كما سوف يوضحون خلال كلماتهم التي سيلقونها افكار الرأي العام العالمي حول ما يجري على الساحة الفلسطينية أكثر مما كانت علىه من أوضاع مأساوية يمارسها الإسرائيليون بكل تعنت وجبروت ودون هوادة ضد الشعب الفلسطيني، وهذا المؤتمر سيقام تحت رعاية فخامة الرئيس الإيراني محمد خاتمي..
الخليج الفارسي
* سعادة السفير شكراً لكم وتفضلكم بالحوار مع جريدة (الجزيرة).. وهل هناك ما تودون اضافته وقوله في ختام هذا اللقاء..؟
ما أود ان اقوله وأضيفه هو التوضيح أكثر لما ورد في السؤال الثالث حول اقليم الخليج.. وهو ان الخليج الفارسي وكما يعلم سعادتكم.. ان المنطقة تحظى بأهمية بالغة اقليمياً ودولياً وهذه الاهمية هي اهمية استراتيجية.. وحتى ان عالمنا يولي اهتماماً بالغاً لهذه المنطقة الحيوية.. لانها تلعب دوراً هاما في الهدوء والاستقرار في المنطقة.. ولكن 65% من احتياطي النفط تكمن في هذه المنطقة الهامة وان نسبة 35% من احتياطي الغازات في هذه المنطقة ولذلك في النظر الى هذه الذخائر الكبيرة فلقد كانت المنطقة محل اهتمام العالم ولذلك ان الاستقرار والهدوء واستتباب الأمن في المنطقة يعتبر من المحاور الرئيسية في عالمنا.. ولذلك هناك مخرج مشترك بين الدول التي تكون مطلة على هذه المنطقة والتي خارجها.
استقرار الخليج الفارسي
ü لذلك كما قلت لكم.. هناك ضرورة الهدوء والاستقرار التي تتطلب من هذه المنطقة.. لكن كيف يمكن الحصول على الهدوء والاستقرار في هذه المنطقة؟
انني اعتقد ان الهدوء والاستقرار واستتباب الأمن يتم توفيره في محيط هذه المنطقة.. اذا شعر جميع الشعوب في المنطقة بهذا الاطمئنان وبهذا الهدوء واسأل مرة ثانية كيف يمكن ان تتحقق ازالة الحروب والنزاعات وتبديلها الى الهدوء والاستقرار في المنطقة واعتقد ان هناك عنصرين هامين يعتبران من العناصر الرئيسية.. والعنصر الأول يجب ان يشمل هذا الاطار الأمني جميع الدول في المنطقة..
ولان جميع وكافة الدول في المنطقة يمكنها الحصول على استقرارها من خلال هذا الاطار الأمني الذي ذكرته سابقاً. اذاً نحن بصفتنا شعوب هذه المنطقة الهامة اذا تمكنا من الحصول على هذا الاطار المحدد في ذلك الوقت يمكن ان نعتبر ان الإطار الأمني يعتبر أمناً مُستديماً لكل المنطقة وفي ذات الوقت نتمكن من ان نوظف جميع امكاناتنا وطاقاتنا في ثقافتنا والعلاقات الثقافية والعالمية للبعض.. ومن جانب آخر فاننا يمكن ان نعطي هذا الشعور الى العالم بان هذه المنطقة تعيش في هدوء واستقرار الى الأبد بإذن الله تعالى.
لقطات على هامش اللقاء
* كان سعادة السفير حريصاً على الاجابة عن كافة الأسئلة الصحفية المكتوبة أو المباشرة.. بكل اهتمام ورحابة صدر.. واستمر الحوار زهاء الساعة والنصف.
* تم اجراء هذا اللقاء بمكتب سعادة السفير الإيراني بمقر الحي الدبلوماسي بالرياض.. وكان قبل سفره الى طهران بأربع وعشرين ساعة.
* سعادة السفير يتحدث اضافة للغة العربية اللغتين الانجليزية والفارسية. وقد تولى عملية الترجمة السيد حسني احد منسوبي السفارة وقد حضر اللقاء السيد حميد أميري سكرتير أول في السفارة.
* السيد علي رضا عنايتي المستشار الأول في السفارة كان له دور كبير في اجراء هذا الحوار مع سعادة السفير.. من خلال التنسيق والترتيب للقاء وتحديد الموعد المناسب له.
* أثنى سعادة السفير على جهود ومتابعة جريدة (الجزيرة) واهتمامها بأخبار السفارة الإيرانية ومناسباتها.. وتمنى ان يستمر هذا التعاون.
* هذا اللقاء يعتبر أول حوار صحفي يجريه سعادة السفير الإيراني مع صحيفة سعودية عقب تعيينه واعتماده سفيراً لبلاده لدى المملكة.
* اكد سعادة السفير على أهمية الصحافة ودور وسائل الإعلام ووصف الدور بأنه أمانة ثقيلة ومسؤولية عظيمة.
|
|
|
|
|