في عام 1391ه أي قبل ثلاثين عاماً تقريباً كتبت في مجلة المنهل الغراء في عهد صاحبها ورئيس تحريرها الراحل الشيخ عبد القدوس الأنصاري.. مقالاً في صفحتين تحت عنوان: عثمان الصالح المدير المثالي والمربي الناجح، ضمنته ذكر بعض فضائل هذا المربي الجليل على العلم والتعليم في بلادنا ودوره المميز والفاعل في تخريج أفواج من الطبقات المثقفة العاملة وخاصة في عقود التأسيس والبناء حيث اساتذة الجيل البارزين على مستوى المملكة في تلك الحقبة يعدون على أصابع اليد الواحدة.. وقد طالبت بتكريمه بما يليق به وبعطائه خاصة وقد صادف نشر الموضوع في ذلك الوقت خبر تقاعد الشيخ عثمان عن عمله في معهد العاصمة النموذجي «معهد الأنجال سابقاً».. بناء على طلبه للتفرغ لواجباته الانسانية والعلمية والاجتماعية الأخرى رغم النداءات الشخصية والكتابية وعلى أعلى المستويات التي كانت تطالبه بالاستمرار في هذا المجال الحيوي المهم خاصة وقد جمع بين الكفاءة والخبرة وذروة البذل والاخلاص والقدوة الحسنة.. أكثر الله من أمثاله وأمد في حياته ووهبه موفور الصحة والعافية والرفاهية.. وفي ثنايا موضوعي المشار اليه ناشدت عميد المربين وعمدتهم ان يتكرم مشكوراً وبما عرف عنه من تجاوب وشهامة وتضحية بكتابة مذكراته في مجال التربية والتعليم ونشرها لتستفيد منها الأجيال في الحاضر والمستقبل كما يضمنها توجيهاته السديدة الموفقة التي كان لها أكبر الأثر في تخريج أجيال طموحة تتسنم الآن أعلى وأهم المناصب التعليمية والادارية.. ولقد بادر حفظه الله بعد قراءته للمقال فقام بالرد عليه فكشف لي هذا الرد الأبوي الحافل معدن اصالته ووفائه وتواضعه وفي نفس الوقت رفع قدري بثناء لا أستحقه. خاصة وأنني كنت في أول السلم الوظيفي وفي منتصف العشرينات من عمري.. وقد زودني بصورة خطية من الرد على عنواني وكنت أثناءها أعمل في أحد المكاتب الثقافية خارج المملكة.. ولم أكتف بمناشدتي السابقة التي تعبر عن رغبة الكثيرين فقد ألحقتها بعد عودتي بمقال في جريدة عكاظ وبعده بمقال آخر في جريدة الجزيرة.. وبمناسبة ما نقرأه هذه الأيام وبافاضة عن المطالبة بتكريمه وفاء وعرفاناً لخدماته الجليلة. فانني آمل أن يكون الاحتفاء والاحتفال بهذه المناسبة الغالية متاحاً للجميع المشاركة فيه كل بقدر استطاعته نظراً للمحبة والمكانة التي يحتلها شيخنا الجليل المربي الفاضل في قلوب ومشاعر الجميع وان لا يقتصر ذلك على أمسية عابرة أو احتفال محدود، وان يسبقه اعداد جيد ومدة كافية ليتسنى لجميع تلاميذه ومحبيه وما أكثرهم المساهمة والمشاركة بفعالياته. وبعد ذلك يأتي الدور المنتظر والمطلوب من الوزارة الأم، وزارة المعارف.
وزارة الوفاء والعرفان بهمة وزيرها الديناميكي الهمام وذلك بتقدير خدماته الجليلة البارزة ومشواره الحافل الطويل في مجال التربية والتعليم والادارة. كأحد رموز ورواد التعليم الأوائل.
وأن تقوم الوزارة بتحقيق رغبة الجميع بتسمية أحد مجمعاتها التعليمية الكبرى باسم هذا المربي الفاضل وان لا يقتصر ذلك على مسمى مدرسة صغيرة في أحد الأحياء النائية أو المنزوية.. كما نتطلع الى أن يكون الفارس المكرم في مهرجان الجنادرية القادم ان شاء الله.
ولنا في ولاة الأمر خير مثال في تقدير العاملين المخلصين حيث سبق وان تم منح شيخنا الجليل وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى عرفاناً بمكانته وتقديراً لتاريخه الحافل في خدمة التربية والتعليم ومساهماته المتواصلة في خدمة وطنه ومجتمعه وحتى الآن.. أمد الله في حياته ومتعه بالسعادة والعافية وأدامه ذخراً انه تعالى سميع مجيب.
إضاءة