| العالم اليوم
«إن ما يعتقده هؤلاء انه قانون ينطبق ليس على يهود اسرائيل فقط بل على كل يهود العالم، سيصطدم يوما ما بالرفض. وهذا الرفض سيحطّم جدران القفص الذي يعيش فيه اليهود داخل اسرائيل، كالحيوانات الحبيسة».
هذا ما كتبه الباحث اليهودي المعروف «آلفريد ليلنتال» في العام 1960، تعقيبا على ما جاء في المؤتمر اليهودي العالمي في ختام جلساته في مدينة نيويورك، بزعامة «ناحوم غولدمان» رئيس المؤتمر.
وكما تذكر المراجع المتعلقة بالمؤتمر ذاته، فان «ناحوم غولدمان» كان صريحا وحادا وهو يخاطب المؤتمرين، والى درجة كادت الصحف الموالية لاسرائيل ان «تخوّله». في تلك المراجع قال غولدمان: «ان اسرائيل مفككة ومعزولة ويجب العمل على ايجاد دعم دولي يمكنها من الحفاظ على كيانها. ان فلسطين ليست ارضاً بلا شعب، وهذه حقيقة يجب ان نعترف بها».
ومهما يكن من امر، فان كلاما كهذا لابدّ ان يحمل في طيّاته نوعا من التحذير مناهضاً رؤية مؤسس الحركة الصهيونية المعروف «تيودورهرتزل»، الذي ادعى مع لفيف من اتباعه ان فلسطين هي ارض بلا شعب، ويجب ان تعطى لشعب بلا ارض. بيد ان التحذير بحدّ ذاته، كان حاضنا لحافز العمل من اجل الدعم الدولي، وليس من اجل ازالة الوجود الغريب عن الارض المحتلة في العام 1948م.
ونحن نعلم، ان «ناحوم غولدمان» رئيس المؤتمر العالمي اليهودي ، يعدّ واحداً من عرّابي الحركة الصهيونيّة لا يقل خطرا على القضايا العربيّة عن سواه، بدءا من تيودورهرتزل مروراً الى بن غوريون وغولدا مائير وميناحيم بيغن وكل من أتى من بعدهم وصولاً إلى المجرم أرئيل شارون، الذي رأى مؤخرا ان اطلاق بعض صواريخ الكاتيوشا على مستوطنة اسرائيليّة «اعلان حرب» من قبل الفلسطينيين، ولم ير كلّ هذا الدمار الذي احدثته الصواريخ والمدافع والطائرات في الممتلكات الفلسطينيّة، بشهادة وسائل الاعلام العالميّة المنتشرة على سطح الكرة الأرضية.
ومهما يكن من أمر المؤتمرات الصهيونية المتتابعة، خاصة بعد قيام الدولة العبرية في فلسطين، فان احدا لا يرى غير ما رآه الكاتب اليهودي الامريكي «ليلنتال» في مطلع الستينات من القرن الفائت، حول معادلة «الرفض»، هذه المعادلة التي كثيرا ما ترجمت الى واقع ملموس على الأرض، مقاومةً ضاربة لا تعرف المهادنة ولا التراجع عند اللزوم، وعلى نحو ما يجري الآن بين اطفال المقاومة الوطنية في الاراضي العربية المحتلة وجنود الاحتلال الاسرائيلي.
وما نراه اليوم، وان لم يكن على صورة «الحيوانات الحبيسة داخل اقفاصها»، ولكنه اشبه ما يكون بها حين يشاهد الطفل الفلسطيني طليقاً مهاجماً، بينما الجندي المعتدي دائم التمترس وراء واقية ينتظر لحظة غدر.
Samerlouka@net.sy
|
|
|
|
|