| شرفات
* * تحت عنوان "اللغة العربية في وسائل الإعلام" عقد مجمع اللغة العربية على مدى اسبوعين في القاهرة مؤتمره السابع و الستين برئاسة الدكتور شوقي ضيف رئيس اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية وشارك فيه أعضاء المجمع والأعضاء المراسلون من جميع الدول العربية والإسلامية والأجنبية، كا شهد الجلسات لفيف من خبراء المجمع ورؤساء الجامعات وعمداء الكليات والأساتذة وجمع من رجال الصحافة والإذاعة المسموعة والمرئية وعدد من اعضاء السلك الدبلوماسي بالقاهرة، وانتقلت بعض الجلسات الى مدينة الاسكندرية حيث كرمت جامعة الإسكندرية اعضاء المجمع واستقبلهم الدكتور محمد نصر الدين رئيس الجامعة.
وقد كانت الجلسة الافتتاحية في التاسع عشر من شهر مارس الماضي حيث تم افتتاح المؤتمر بكلمة للدكتور مفيد شهاب وزير التعليم العالي والدولة للبحث العلمي في مصر عبر فيها عن سعادته بالمشاركة في افتتاح المؤتمر ورحب باعضاء المجمع الذين يمثلون الصفوة المختارة من ابرز علماء اللغة العربية في مصر والاقطار العربية ومن دارسي وعشاق لغة الضاد في سائر بلاد العالم، وتحدث الوزير في كلمته عن دور المجمع في خدمة اللغة العربية وتراثها وأنه درع العربية الصامد وقلعتها الحصينة ومنارتها العالية حيث ينهض بمسؤوليته الكبرى في الدفاع عن لغة القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ولغة التراث العربي والإسلامي ولغة مايزيد عن مائتي مليون عربي يعيشون بين الخليج والمحيط متطلعين مصممين على التقدم عاقدين العزم على ان يثبتوا مكانتهم من جديد في عالم اليوم.
وأثنى الدكتور مفيد شهاب على اختيار المجمع في دورته السابعة والستين لموضوع عصري حيث يبحث في اوضاع اللغة العربية في وسائل الاعلام وهو موضوع جدير بكل الاهتمام لان الاعلام في العصر الحالي له دوره المؤثر والفعال في حياة المجتمعات واصبح يجوب الارض ويعبر السماوات المفتوحة ناقلاً الاحداث الى كل مكان وفي اي موقع لذلك فان بحث امكانيات اللغة العربية في وسائل الاعلام لايعتبر بحثاً في التمكين لها على المستوى المحلي فحسب وانما على المستوى العالمي كذلك.
وتحدث الوزير المصري عن دور المجمع في معالجة الشكوى من ضعف اللغة على ألسنة ابنائنا الذي يعود لعوامل كثيرة قابلة للحل بقدر مايلقي عليها من اضواء من خلال ابحاث اعضاء المجمع ومناقشتهم الثرية وقراراتهم وتوصياتهم الحكيمة.
لغة وأمة واحدة
وتحدث الدكتور شوقي ضيف رئيس المجمع رئيس اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية عن دور اللغة العربية في وسائل الاعلام وان اللغة العربية لغة الشعوب القومية المشتركة في هوية واحدة تجمعها من الخليج الى المحيط في امة واحدة ذات تاريخ واحد وحضارة واحدة وتراث فكري وروحي واحد وواجب كل شعب من شعوبها ان يحميها من كل مايمسها او يهون منها كما يحمي الارض والعرض.
كما تحدث الدكتور شوقي ضيف عن تطور وسائل الاعلام التي اصبحت الآن وسيلة التثقيف بين افراد الامة بدأت بالصحافة التي نهضت منذ اواسط القرن التاسع عشر بدور مجيد في تثقيف افراد الامة وفي مقاومة الاستعمار وكانت ومازالت تخاطب الشعوب العربية باساليب عربية مبسطة تفهم جميع فئات الامة دون اي عسر او صعوبة، وفي ثلاثينات القرن الماضي ظهرت الإذاعة المسموعة التي كانت تذيع بالعربية الفصيحة وتسللت اليها العامية على استحياء ثم زاحمتها وتدريجياً تمت لها الغلبة في بعض البرامج فيما عدا الاخبار اليومية بعد الاذاعة جاء التلفزيون في النصف الثاني من القرن العشرين واصبح الوسيلة الاكثر جذباً وقد اتسع فيه استخدام العامية في البث باوسع من استخدامها في الاذاعة، ومنه نشأت القنوات الفضائية التي استخدمت العامية بصورة اوسع.
تضييق الفجوة
بعد ذلك تحدث الدكتور ابراهيم الترزي الامين العام لمجمع اللغة العربية عن جهود المجمع في مجال تضييق الفجوة بين الفصحى والعامية، وعن حصاد المجمع فيما بين المؤتمرين السابق والمؤتمر الحالي، ثم اتبعه الدكتور محمد إحسان النص عضو المجمع من سورية الذي القى كلمة باسم اعضاء المجمع من البلاد العربية والاسلامية والمستشرقين واختتمت الجلسة بقصيدة في تحية المجمع للشاعر حسن عبدالله القرشي عضو المجمع المراسل من السعودية بعنوان "تحية المؤتمر" قال فيها:
سطع الفجر جمالاً وابتساما
وسما الفكر جلالا وسلاما
مرحبا مجمعنا الفذ ومن
انت حصن الضاد تغذوها
اهتمامكل حين تزدهي فيك الرؤى
وتناجيك امانيا عظاما |
وقد عقدت ندوة لاتحاد مجامع اللغة العربية في الوطن العربي تمت خلالها مناقشة سبل النهوض باللغة العربية وجعلها لغة مواكبة لما يستحدثه العلم من مبتكرات وذلك بإدخال المصطلحات الجديدة التي تفرضها تلك التطورات، كما اقام المجمع حفل استقبال لستة اعضاء جدد من العاملين العرب وهم احمد الخطيب فلسطين، والدكتور عبدالعزيز المقالح اليمن، والدكتور محمد احسان النص سوريا، والدكتور محمد بن شريفة المغرب، والدكتور محمد يوسف نجم لبنان، والدكتور يوسف عز الدين احمد العراق، واعتذر عن حضور المؤتمر الدكتور احمد حسن حامد رئيس مجمع اللغة العربية الفلسطيني بسبب الاوضاع المتردية في الارض المحتلة والحصار المضروب على الفلسطينيين لكنه ارسل بحثا بعنوان اثر الاعلام الفلسطيني في التنمية اللغوية في فلسطين، وقد شارك في المؤتمر اعضاء المجمع المراسلون من المملكة العربية السعودية وهم الدكتور احمد بن محمد الضبيب الرئيس السابق لجامعة الملك سعود والدكتور محمد عبدالرحمن الربيع، والشاعر حسن عبدالله القرشي، والاستاذ عبدالله بن خميس كما اقام المؤتمر حفل تأبين لعضوه الراحل الشيخ حمد الجاسر.
العامية وخطرها
هذا وقد ناقش المؤتمر خلال جلساته التي امتدت لمدة اسبوعين العديد من الابحاث والدراسات المقدمة من اعضاء المجمع والاعضاء المراسلين التي دارت حول خطورة زحف العامية الى وسائل الاعلام العربية لانها لغات محلية لايفهمها سوى افراد شعبها، وحذرت من تمادي الاذاعات العربية في البث بالعاميات لان ذلك يؤدي الى تفكك الصلات التي تربط بين شعوب الامة ويعمل على عزل كل شعب عربي ليعيش وحده بينما تجمع شعوب اوربا المتعددة اللغات شملها في تكتلات اقتصادية واحدة ، كما نبه المؤتمر الى خطورة التمادي في استخدام العامية في القنوات الفضائية على اللغة الفصحى لان الفضائيات اوسع انتشارا من وسائل الاعلام اذ تصل الى كل شعوب العالم وكل مكان فيه.وأوصى المؤتمر وزارات الاعلام العربية بما انها تسيطر على وسائل الاعلام المختلفة بان تعقد مؤتمرا لوضع خطط مدروسة لتعميم البث بالفصحى في اجهزة الاعلام لما لها من تأثير قوي على الناس وبخاصة الناشئة منهم والشباب وان يلحق بكل وسيلة اعلامية مكتب من ذوي الخبرة اللغوية الدقيقة تكون مهمتهم:
اولاً: اقامة دورات تدريبية للعاملين في وسائل الاعلام تكسبهم المهارة في النطق والاداء.
ثانيا: متابعة كل مايلقى في وسائل الاعلام وعرض مافيه من الاخطاء على العاملين في كل وسيلة حتى يتجنبوه.
ثالثا: يكونون مرجعاً ثابتا للعاملين في كل وسيلة من وسائل الاعلام يرجعون اليهم في صحة الكلم وتصحيح الأداء والصياغة.
محمد سامي
|
|
|
|
|