| عزيزتـي الجزيرة
الإسلام دعا إلى الإحسان وندب إليه لأن ممارسته هي أنجح الوسائل لتثبيت الفضائل ولتعميق جذورها في النفس وليرتفع المستوى الإنساني بعرف القوى في ترقية الحياة وإفاضة البر على من هم في حاجة البر والرحمة، فالمحسنون في نظر الإسلام أحباب الله يكلؤهم بعنايته ورحمته لا تفارقهم طرفة عين قال تعالى «وأحسنوا إن الله يحب المحسنين» وقال تعالى «إن رحمة الله قريب من المحسنين».
ومنفعة الإحسان تعود على المحسن نفسه فالله سبحانه وتعالى يبادله بالإحسان إحسانا كما أن المحسن يجد من تقدير الناس له وثقتهم به بما يرفع قدره وعلو شأنه إنها الحسنة الشاملة رحمة بالناس عامة يفجرها التآخي والالتفاف بمن حول المجتمع ليغدو مجتمع المسلمين متراحما يموج بالمحبة الصادقة والتعاطف العميق.. بل إن المسلم هو المحسن بالحق الواعي لتتسع في نفسه دائرة الإحسان بالرحمة ومن يسلم وجهه الى الله تعالى وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى أي إن من أخلص لله وأسلم نفسه إليه وهو على طريق الإحسان فقد تعلق بأسباب النجاة وتمت له الحظوة عند رب العزة والجلال وجزاء الإحسان يعجل الله به في الدنيا للذين أحسنوا في الدنيا حسنة وفي الآخرة يضاعف أضعافا مضاعفة فيأتي المحسن ربه آمنا يوم القيامة من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالحسنة فله خيرمنها.
والإحسان يتناول كل شأن من شؤون الفرد والمسلم وينتظم كل عمل من الأعمال أي إن الإحسان مطلوب في كل شيء حتى في حالة ما إذا أراد الإنسان أن يحسن فإنه لا ينبغي له أن يتخلى عن فضيلة الإحسان والله تعالى ما خلق الإنسان وزوده بالقوى والقدرإلا لينشط ويبرع ويأتي بجلائل الإحسان والأعمال الفاضلة فإذا قصر عن هذه الغاية وبدد قواه في غيرما خلقت له كان جاحدا بهذه النعمة وناسيا فضل الله عليه الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا.
ومن خير ضروب الإحسان انتقاء العبارات الحسنة والكلمات المهذبة في مخاطبة الناس والتحدث إليهم بوجه طليق فهذه من الإحسان ذلك يوثق الصلات ويقوي الروابط ويبعد عن نزغات الشياطين التي تفسد العلاقات وتقطع ما أمر الله به أن يوصل قال تعالى «وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا».
والإحسان إلى المسيء لا يقدر عليه إلا أصحاب النفوس الكبيرة الذين يريدون وجه الله تعالى فيتغلب على نفوسهم الحلم والتعقل على نوازع الجهل والسفه قال تعالى: «ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها الى ذو حظ عظيم».
إذن يا معشر القراء علينا بالتحلي بمكارم الإحسان بأنواعها لفضائلها على المجتمع وأن تكون نبراساً لنا بالإحسان إحسانا.
وللقراء فائق التحية والاحترام
فهد عبدالله العون
باحث قضايا بمقام إمارة منطقة الرياض
|
|
|
|
|