|
| عزيزتـي الجزيرة
غالبا ما نركز وينصب اهتمامنا - في كثير من المشاكل والانحرافات والأمراض الاجتماعية والأخلاقية لدى الشباب - على مسألة العلاج دون الاهتمام بالأسباب التي أدت الى هذه الأمراض والانحرافات مع أن معرفة الأسباب هي أولى الخطوات المؤدية للعلاج، فمثلا في ظاهرة "المخدرات" والتي تعتبر - كما يعرف الكثيرون - داء العصر الذي فتك. بالكثير من الشباب في العالم بأسره.
تقوم لجان مكافحة المخدرات ومستشفيات الأمل والمصحات النفسية بجهود عظيمة وتنفق أموالا طائلة في علاج وتأهيل المدمنين ليعودوا من جديد أعضاء صالحين في مجتمعاتهم، هذا خلاف ما أنفق عليهم من قبل دولهم قبل أن يقعوا ضحية لهذا الداء العضال، وكل ذلك بسبب عدم الاهتمام والتركيز على الأسباب التي أدت الى انتشار مثل هذه السموم وكذلك العوامل التي جعلت الكثير من الضحايا يقعون فريسة لهذا الوباء المدمر وذلك للنظر والتمعن فيها ومعالجتها قبل التفكير بمسألة علاج الداء أوالمرض نفسه على الرغم من أهمية ذلك في عودة المريض الى عالم الواقع، فقبل أن نكون عارفين لطرق العلاج يجب ان نكون محيطين بالأسباب معالجين لها قبل التفكير - كما أسلفت - بكيفية علاج ا لمرض نفسه (فإذا عرف السبب بطل العجب) ونحن لو تأملنا في أسباب الوقوع في المخدرات بالنسبة للشباب لوجدنا أنها عديدة نذكر منها:
1- أسباب أسرية من وجود خلافات أو مشاكل أو أساليب تنشئة وتربية غير سليمة أو اهمال وضعف متابعة من الوالدين أو وجود الشاب في أسرة غير متعلمة وغير واعية يؤدي الى الوقوع في شراك هذه السموم، أو حتى أحيانا وجود الشاب في أسرة مدمنة سواء بعض أفرادها أو جميعهم مما يجعله يكتسب هذا السلوك والمرض المشين والعياذ بالله.
2- أسباب اجتماعية من رفاق سوء أو مجتمع غير متمسك أو وجود مثل هذه الظاهرة لدى شريحة كبيرة من أفراد مجتمع مما يسهل من عملية انتشارها بينهم.
3- ضعف الوازع الديني لدى البعض من الشباب يدفهم للوقوع في تعاطي المخدرات دون النظر والوعي والإدراك بأضرارها أو حتى حكمها الشرعي في الإسلام.
4- أسباب نفسية من وجود اضطرابات أو قلق أو توتر لدى الشاب يؤدي به للوقوع في هذا الداء كمحاولة منه للهروب والتخلص من تلك الاضطرابات والتوترات النفسية.
5- تعاطي مثل هذه السموم تقليدا للبعض أو من قبيل التجربة لها ويا لها من تجربة وخيمة النتائج، فمجرد هذه التجربة هي الانزلاق والانجراف في تيار هذا المرض الخطير والذي قد يصعب التخلص والعلاج منه مقارنة بعملية تناوله السهلة.
6- الفراغ لدى الكثيرين والذي يدفع بهم لمحاولة ملئة بالانشغال بتناول مثل هذه السموم.
7- شعور البعض من الشباب بضعف الإمكانات والقدرات والتميز لديهم وعدم قدرتهم على مجاراة الآخرين من أفراد مجتمعهم مما يؤدي بهم الى الهروب من مثل ذلك الشعور.
8- الجهل والاعتقاد من البعض بأن مثل هذه السموم تعمل على تنشيط الجسم والترويح عن النفس وإزالة الكثير من الهموم والأحزان والكآبة والاحباطات.
9- الثراء قد يكون سببا قويا للوقوع في المخدرات وعدم إحسان التصرف في المال في حالة توفره نتيجة قلة النضج والوعي لدى البعض.
10- الإحساس بالنقص من البعض ومحاولة تعويضه بتناول هذه السموم والاعتقاد بأن ذلك من سمات الرجولة أو الشجاعة أو من الأمور التي يكملون بها نقصهم. وغير ذلك من أسباب.
عمر بن سليمان الشلاش
المرشد الطلابي بمجمع الأمير سلطان التعليمي ببريدة - القسم المتوسط
|
|
|
|
|
