| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة..
تحية طيبة وبعد..
لقد كانت تدور في خلدي فكرة الكتابة عن موضوع هام هو موضوع حقوقنا معاشر الرجال، فباسم كل الرجال المضطهدين من قبل النساء وباسم كل رجل أحس في يوم من الأيام بالضعف أمام هذا الكائن القويّ "المرأة" أكتب هذه الجمل المفيدة لمن يسمع ويعقل فإن رأى الاخوان في التحرير في هذه العزيزة اجازة هذا المقال فإن له إخوة وتوابع وان رأوا انهم في حرج من نشر هذا المقال ليراعوا نون النسوة وتاء التأنيث واسم هذه الصفحة فإن المجال أمامي أن اكتب لأي مجلة أو صحيفة تهتم بنا كرجال.
فنحن نعيش في مرحلة هامة من مراحل اهدار حقوقنا العملية حيث زاحمتنا ابنة حواء في كل شيء. فكل المؤتمرات العالمية والأيام والاحتفالات تقام لها ومن أجلها، والرجال والقادة في العالم يجتمعون ليناقشوا قضايا المرأة والسكان.. بينما الزعيمات والمؤتمرات لم نسمع انهن اجتمعن لمناقشة حقوقنا كرجال وما يجب عليهن تجاهنا . وحينما تحقق المرأة انجازا على اي مستوى وفي اي مجال تجد التهاني تنهال من الرجال والنساء على نجاحاتها وتفوقها. واذا حصل هذا للرجل فإن المهنئين ان وجدنا رجال فقط.وفي بعض النظم العالمية وضعت قوانين لتسلط الرجال على النساء وعقوبات صارمة . فنرى الرجال يؤيدون ويصفقون بل و"يزغردون" لهذه التشريعات. وحينما نقرأ في الصحف ان امرأة قامت بضرب الرجل على مرأى من الناس، او حتى تكرر الضرب والاعتداء سواء باليد او بأي أداة من أدوات التنظيف في المنزل.. تجد ان الخبر يذكر على سبيل الاستغراب والطرفة كهذا المقال ولا نجد من الرجال؟! فضلا عن الهوانم وربات البيوت من كتبت تستنكر هذا التصرف والتطرف من النساء بل بعضهن لا تتردد ان تقول وبكل جرأة "أحسن يستاهل" ولم نسمع ان هناك نظاما يعاقب على تسلط النساء على الرجال ويحمي معاشر الرجال من هذه الاعتداءات!؟
ونقرأ في الصحف ان نساء استطعن بكيدهن العظيم ان يستخرجن وثائق زواج لأكثر من رجل مغلوب على أمره ومع ذلك يكون خبراً عابراً.
ولا يستطيع بعض الرجال ان يتفوه بنيته للزواج من ثانية والويل كل الويل له اذا علمت المرأة بنيته ان يتزوج ولو بما يسمى زواج المسيار؟!
وكذلك نجد الاساتذة وأصحاب الأقلام السيالة والشعراء كلهم ينافحون ويكافحون عن هذا الكيان القوي وعن الارهاق والتعب والعناء الذي تلاقيه المرأة العاملة في وظيفتها وخاصة اذا كانت معلمة او طبيبة ويكتبون حتى انه ليخيل لك ان مداد تلك الأعمدة دموع الشفقة والرحمة ولم اقرأ في يوم من الأيام في اي زاوية لأي كاتبة عن العناء الذي يواجهه الرجال في المصانع والمتاجر والحرف. فضلا عن ان يكتب رجل عن الأعمال المنزلية التي يكلفون بها كالطبخ او يأتي بالبديل والكي او "اللّي" والسهر حتى تنام وتنويم الأطفال والاستيقاظ باكرا والانتظار للدخول والخروج وعدم التأخر في المواعيد ومتابعة المعاملات الخاصة في الدوائز والسرعة في الانجاز والمدح والثناء على كل الجهود التي يراها وتحمل اللوم والعتاب.
ولعلي اختم هذا الجزء بهذا الخبر الطريف من أحد الزملاء الذين رغبوا قضاء الاجازة الاسبوعية خارج المدينة فاتصل بأحد أقاربه في القرية وقال نحن سننطلق لزيارتكم وتناول العشاء لديكم حوالي الساعة العاشرة مساء فهل الوقت مناسب؟ فتعذر الرجل بحجة ان الوقت متأخر وان نظامهم في القرية يختلف عن أهل المدينة لأنهم ينامون باكراً او من أول الليل.
يقول صاحبي ففطنت لباب ومفتاح هام يجعلنا نستثمر هذه الاجازة فقلت لصاحبي ابن القرية ان هذا العرض من السيدة حرمنا المصون وأنا مكلف بالتبليغ وانت عليك تبليغ الأهل فقال: حاضر الآن وبعد لحظات وجيزة سمعت كل الترحيب وان الوقت متسع وان جميع الضيوف سينتظرون حتى قدومنا.
وبالفعل قدمنا فوجدنا الابتسامات وكرم الضيافة والاستعداد للسهر وتغيير النظام.فحمدت الله على هذه الرحلة المباركة مع السيدة حرمنا .
يقول فتذكرت الأثر: خياركم خياركم لنسائهم.
أرجو أن ينال هذا المقال تعقيبا من القراء لأن له سلسلة هامة.. ودمتم معاشر الرجال بخير وعافية وحفظ الله عليكم قوتكم وقوامتكم لاعطاء شقائقكم حقوقهن والسلام عليكم.
أبو أحمد
عثمان بن احمد الرياض
|
|
|
|
|