| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
قرأت باستمتاع وإعجاب ماسطره سعادة الدكتور/ عائض الردادي في زاوية "دقات الثواني" في 15/1/1422ه تحت عنوان (طلابنا بين العظم واللحم) وأكبرت له مقولته الرائعة في ثنايا حديثه حين قال: إن الأمر قد تحول لدينا بمقدار 180 درجة من مقولة الأجداد إذا ذهبوا بابنهم لمدرس الكتاتيب (لك اللحم ولنا العظم) يريدون القسوة مع الطالب بضربه بما يؤدي إلى تمزيق اللحم مع الحفاظ على العظم دون تكسير إلى تدليل الطالب تدليلاً ذهب بكل هيبة للمدير والمدرس بالسكوت عن كل تصرفاته خوفا من تعقيده حتى انقلبت الأمور فأصبح المدير والمدرس ينصاعان لما يريده الطالب... أ.ه.
وأنا في هذا اتفق تماماً مع رؤية ورأي سعادة الدكتور إذ لمست عن كثب مدى الانحدار في أخلاقيات بعض الطلاب وتطاولهم على معلميهم الذي يعد مؤشراً خطيراً في العملية التربوية فما المدرسة إلا نموذج مصغر للمجتمع فإذا ما انعدم الاحترام وانقلبت الموازين وذابت الفوارق جاء جيل هش عاطفي يأخذ ولايعطي ويسعى للذي يريد كما يريد.
لقد بالغنا بشدة في مراعاة شعور الطلاب ووفرنا لهم جواً مفعماً بالحرية والدلال وإن كنا قد وفرنا لهم شيئا فقدناه بالأمس إلا أننا أهملنا شيئاً مهماً كان يقوم عليه تعليمنا بالأمس وهو الحزم والجدية والانضباط.
إن الطائر لايطير إلا بجناحين ونحن بذاك نرغم الطائر علي الطيران وجناح الحزم والجدية والطموح يكاد يكون مكسوراً.
لقد انسقنا مبهورين وراء المدرسة التقدمية التي تنادي بزوال الفوارق بين المعلم وتلميذه والتي تدعو إلى العناية التامة بشخصية الطالب وميوله حتى نسينا أو تناسينا مبادئ الحزم والصرامة والجدية التي لابد من وجودها في المناخ التربوي ولاشك أن التوسط مطلب وعدم الاسراف في جانب على حساب جانب آخر هدف وغاية، والواقع إذاً يحتاج إلى تقييم وتقويم فالمعادلة باتت صعبة جداً لأن تربية الأمس رغم حزمها فالفاقد منها قليل ومخرجاتها جادة ومنتجة وتربية اليوم قد ظهر عليها ما ظهر فعسى توصيات اللقاء التاسع لمديري التعليم الذي سيعقد إن شاء الله في المدينة تساهم في تعديل المسار.
محمد بن شديّد البشري
مشرف تربوي/شرق الرياض
|
|
|
|
|