| عزيزتـي الجزيرة
مع التحية لسعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة (عزيزتي الجزيرة)
في تمام الساعة الخامسة عصرا يوم الاربعاء الماضي، كنت اتناول فنجاناً من القهوة في مقهى بمركز العقارية بالعليا، واذا بوافد يدخل المقهى ويطلب هو ايضا فنجاناً من القهوة ويجلس على مسافة ليست بالبعيدة عني، كان المكان هادئا وقد لاحظت من نظراته اندهاشه واستغرابه لما يدور حوله، بادرته بالتحية بعدها انتقل الى جانبي وبدأنا نتحدث وأثناء الحديث قال:
كم هي متميزة بلادكم، قلت له من أي البلاد انت قال من ألمانيا، سألته ما هي مدة اقامتك في المملكة قال أربعة ايام فقط، وهل سبق لك ان زرت بلادنا، قال هذه هي المرة الاولى. عندها عرفت سر اندهاشه واستغرابه، فقد اوضح بأن الحياة هنا مختلفة، قلت له وما هو سر الاختلاف، قال: كم هو جميل مظهر نسائكم بهذا اللباس "ويعني العباءة" انه يشعرك ان المرأة في هذا البلد مصونة، قلت نعم وقلت له ماذا اعجبك ايضا، قال هذه البيئة الهادئة والأمن والاستقرار الذي ليس له مثيل وعدم وجود مظاهر للفساد بشكل عام. قلت له: وماذا عن الحياة عندكم؟، قال: إنها حرية تجاوزت كل الحدود وأردف قائلا: صحيح ان الحرية والديمقراطية مطلب ولكن ليس الى هذا الحد، إن الانسان عندنا له الحرية أن يدمر نفسه وغيره بأنواع المسكرات وأبشع الجرائم في ظل عدم وجود رادع قانوني فاعل إن الانسان عندنا يعيش في دوامة المادة التي طغت على كل شيء، بدأ الجيل الجديد عندنا يتمرد على كل شيء انه جيل مستهتر ومشاغب ولا أدري كيف يمكن السيطرة عليه.. إنكم سعداء إذا استطعتم المحافظة على بلادكم بهذا المستوى من الأمن والانضباط.. ودعني وهو يبتسم.
قلت في نفسي: سنحافظ بإذن الله على منجزاتنا ومكتسباتنا.. فقد قامت هذه البلاد منذ تأسيسها على يدي الملك عبدالعزيز رحمه الله على العقيدة الإسلامية الصحيحة وهذا هو سر استقرارنا وأمننا.
أ. د. خضران بن حمدان الزهراني
مدير مركز البحوث بكلية الزراعة
جامعة الملك سعود
|
|
|
|
|