| الثقافية
من آداب السلوك
اصبت بنوع من الترهل والعزوف عن الكتابة سواء كانت مطولة او مختصرة، وهذا العزوف ليس جديدا علي ولا أستبعد انه يصاب به غيري من الكتاب في بعض الظروف.
وقد عتب علي الصديق العزيز الاستاذ محمد القشعمي .. وقال لي: لماذا هذا التوقف فأفضي اليه ببعض الاسباب.. ولكنها لا تقنعه ولا يعتبرها مبررة لهذا الانقطاع.. ثم يعقب على ذلك بقوله ان لك محبين ولك قراء لكتبك ولمقالاتك الصحفية.. ولذلك فهم يريدون ان يسمعوا صوتك ما بين وقت وآخر.. ولو بشكل محدود.. وكلمات مختصرة.. وحاولت ان اتهرب ولكنه سد في وجهي جميع الابواب ولم اجد امامي الا ان اختار بعض الابيات الشعرية التي تحتويها الذاكرة من محفوظاتي القديمة التي اتخذ ما فيها من حكم وتجارب منهجا احاول ان اتحلى به بين اخواني وجلسائي الذين يعزون علي.. واجزم انهم يبادلونني هذا الشعور..
من هذه الابيات قول احد الشعراء:
من لي بانسان اذا اغضبته
وجهلت كان الحلم رد جوابه
وتراه يصغي للحديث بسمعه
وبقلبه ولعله ادرى به |
هذان البيتان يشتملان على قاعدتين ذهبيتين من آداب المجالس والمؤانسة وتجاذب اطراف الحديث.. فالقاعدة الاولى غض النظر عن هفوات الاصدقاء.. ومقابلتها بالصبر والتحمل.. ولاشك ان الصديق سوف يندم ويحاسبه ضميره على هفوته.. هذه هي الطريقة المثلى.. وقد جاء في المثال قولهم: من خلى صديقه بأول هفوة خلاه الزمان بلا صديق.
اما القاعدة الثانية فهي حسن الاستماع وعدم معارضة المتحدث اثناء حديثه او اختطاف الحديث منه ومواصلته من اختطفه.
وهذا العيب قد يرتكبه البعض ظنا منه انه يعرف الحادثة اكثر من المتحدث.. وهذه خصلة ذميمة لا تليق بمن لديه احساس مرهف وذوق سليم.. واذا كان احد الجالسين لديه اطلاعاً أكثر فلا بأس ان يقول للمتحدث والجالسين.. ان هناك رواية لهذا الحدث.. قد تكون اوفى مما سمعنا.. فهل ترغبون ان اعيدها عليكم..
والقصص والاحداث اذا شاهدها عدد من الافراد تجد لكل واحد منهم اذا تحدث عنها قد يزيد وقد ينقص فيها.. وقد يبرز ما فيها من اخطاء او اصابات بشكل يلفت النظر.. ويغري السامع الى المتابعة والتفكر بما خلف السطور. والحديث في مثل هذه المواضيع له اطراف وشعب متنوعة.. سوف اواصل الحديث عن اطرافها.. فإلى لقاء آخر مما تعج به المجالس من انواع الاحاديث..
|
|
|
|
|