رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 12th April,2001 العدد:10423الطبعةالاولـي الخميس 18 ,محرم 1422

مقـالات

ترانيم صحفية
مواقف نعيشها بلا تأمل
نجلاء أحمد السويل
لقد اختلف الزمن واختلفت متغيراته واختلفت كل معطياته ومتطلباته، بل لا أبالغ حين أقول إن الناس أنفسهم قد تبدلت معادنهم إلى ما يثير الفزع والرعب والقلق حيث ضاعت الكثير من المعاني والأفعال بين الأفراد خاصة تلك الأفعال الإيجابية التي تنشر الثقة بين النفوس وتشيع الاطمئنان بين القلوب بشكل عام.
ولكن الآن أين كل هذا؟ لن أقول بأن النظرة تشاؤمية 100% ولكن لابد ان يسود الحذر حياتنا وكما يقال الوقاية خير من العلاج. إن ما يدفع حقيقة لمثل هذا الموضوع هو واقع تفرد السائق بالطفل أو الطفلة خاصة عند الذهاب للمدرسة وكثيرات هن اللواتي يفضلن النوم من الأمهات على القيام بمرافقة الطفل في السيارة بل إن الأكثر فكاهة هو ان تجعل الخادمة ترافق السائق لتكون الثقة أكبر من حيث حاجة الطفل لأي شيء.
يكبر الطفل وتكبر معه هذه العادة وهي استمرارية ثقة الأهل بالسائق فهو يعمل لديهم منذ طفولة ذلك الابن، ربما ما يزيد عن خمسة عشر عاما أوأكثر هم يعتبرونه أحد أفراد المنزل. حتى لو كان كذلك فلا بد ان نستيقظ ونفرق بين مراعاة هذا السائق وبين الثقة به على الطفل أو الطفلة أو حتى الأبناء المراهقين..
أعتقد ان الأمر أصعب مما نبسطه نحن ونعتقد بسلاسته. إن صعوبة الحياة وكثرة تعقدها تكنولوجياً تزامن مع صعوبة التربية وتعقدها واقعيا وكثير في الحقيقة من الأسر تستسلم تحت ضغوط أبنائها أو بناتها بمعنى ان الابن أو الابنة إما ان يذهب الواحد منهما مع السائق لقضاء أغراضه وحده دون مرافق كبير أو راشد أو أن يعتبر ان هذا الأمر جزء من عدم الثقة في شخصية ذلك الابن أو الابنة وهذه النقطة بالذات لابد أن يحسها الأهل بل إن كبر الابن أو صغره لا يقف عائقا أمام مرافقة الأم أو الأب أو الأخ لهذا الابن أو المراهق أثناء الذهاب مع السائق حرصا عليه وعلى سلامته بل وعلى سلوكه من الانحراف أو الخطأ.. فكثير من السائقين قد أدخلوا الأبناء في دوامة المخدرات أو دوامة التدخين على الأقل!!
ü تلح الابنة في عمر المراهقة على ان تذهب لزميلتها أو صديقتها لعلاقة الصداقة أو الزمالة التي بينهما ولكن الأسرتين لا تعرفان بعضهما ومع ذلك توافق تلك الأسر على تبادل الزيارات بين أولئك البنات ويعتبرون ان هذا من باب الثقة في الفتاة أو الحرية الشخصية المدعمة بحسن النية فيمن هم حولنا.
ü المرأة التي تخرج من المنزل وتترك أبناءها المراهقين ومعهم الخادمة في المنزل وهم في عمر لا يستطيعون فيه تمام السيطرة على سلوكياتهم وتدفعهم عقولهم الطائشة المتخبطة دائما.
ü الأسر التي دائما تعتقد بأن تجاوز البنت أو الولد لعمر خمسة عشر عاما يعني النضوج والشخصية والقوة..
كل هذه أوهام لابد ان يدركها الجميع وان الأبناء مهما كبروا فهم لا محالة يحتاجون إلى التوجيه والرقابة غير المحسوسة والدعم المعنوي الإيجابي الممتزج بالتربية الحازمة وليست الصارمة.
ü الزوجة التي تفضي بكل مشاكلها لزميلة في العمل فقط لأنها تضيق ذرعا بأسرار منزلها ثم تفاجأ بآثار سلبية مباشرة لعملية الإفضاء تلك.
هي مواقف واقعية نعيشها ولكن العصر الحالي جعلنا فعلا نتوقف ونتعامل معه بنوع من الوقاية فهي خير من العلاج.
هذا لو كان العلاج ممكنا أصلا!!

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved