| فنون تشكيلية
الأستاذ الفاضل محمد المنيف/حفظه الله/
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد استوقفتنا مقالتكم (تلميحة) المنشورة في جريدة الجزيرة بتاريخ 11 محرم 1422ه وسعدنا خاصة بسؤالكم عن مكانة فناني الرياض ضمن تظاهرة الفن للجميع؟ هذا السؤال الصادر عن حرص.
وعليه نفيدكم أن مؤسسة المنصورية للثقافة والإبداع مؤسسة دولية غير ربحية تقوم برصد للحركة الفنية التشكيلية السعودية منذ عام 1994، لم تتمكن خلال فترة الدراسة هذه من رصد حركة فناني الرياض رغم محاولاتنا الكثيرة عن طريق رعاية الشباب أو بعض الإخوة المهتمين وذلك لعدم قيامهم بأي مجهود للخروج بحركتهم من نطاقها المحدود وإنه لمن المستحيل على مؤسسة مثل مؤسستنا تعتمد البحث في النتاج الجاد المتميز ان تنهض بتقييم فنانين يبعثرون جهودهم في المعارض الجماعية، حيث يشاركون في كل معرض بعمل أو عملين، وإن القراءة الجادة للفنان وعمله تحتاج إلى رصد نتاجه خلال تنظيمه لمعرض فردي أو ثنائي يحوي مالا يقل عن (15) لوحة، وذلك بشكل دوري كل عامين أو ثلاثة، مما يسمح للدارس بمتابعة مرحلية عمله وتطوره، والفكر وراء ذلك النتاج والأسلوب الذي يميز طرحه. يحتاج الدارس إلى مادة فنية حقيقية منتجة من قبل الفنان ليستطيع الحكم على احتراف ذلك الفنان وتمييزه عن الهاوي.
وهذا ما لم نستطعه مع فناني الرياض لعدم توفر المادة الفنية العائد أولاً: لعدم توفر الفرصة لاطلاعنا على معارض فردية لهؤلاء الفنانين إما لعدم وجودها وإما لعشوائية تنظيمها وعدم توفر الإعلام الملائم الذي يدلنا على وجود تلك المعارض لنتمكن من ايفاد من يقوم بالتقييم والدراسة لتلك الطروحات.
ثانياً: لأن القليل من فناني الرياض الذين نعرف أعمالهم، وكلما وجهنا لهم دعوة اعتذروا لانشغالهم بمشاريع فنية خاصة.
إننا نرفض اعتبارنا مؤسسة محدودة بإقليم أو بمدينة، إذ إن المنصورية قامت لإعلاء الثقافة والإبداع في المملكة عامة بكل مايعنيه الإبداع الحقيقي من تجاوز للمحدودية والإقليمية، وإن الناظر في قائمة الفنانين المشاركين في تظاهرة الفن للجميع ليدرك أنها تضم فنانين من مناطق مختلفة، لكنهم فنانون استطاعوا الوصول إلينا بفنهم، والمؤسسة لاتتحمل مسؤولية فنان منغلق ومقصر في الاختراق بأعماله للمعنيين بالإبداع. كما أنه ليس بوسع المؤسسة أن تضم فنانين لمجرد أن لمعت أسماؤهم، دون اعتبار لجودة نتاجهم وفعاليته، إذ يهمنا قبل كل شيء النتاج الفني ونوعيته وتوفره لباحثينا المتخصصين، لأن ذلك يمس مصداقية المؤسسة مع المتلقي أولاً وأخيراً.
وإننا لنشكر لكم نداءكم فما لم تتضافر جهود الجميع، وما لم تتساند فلن يقيض للحركة الفنية الخاصة والإبداعية عامة أن تقف نداً لإبداع الشعوب التي تعلي مبدعيها ونتاجهم.
وإننا لننتهز الفرصة لنبعث لكم بنسخة من كتاب الفن للجميع الذي أصدرته المؤسسة للتوثيق للتجربة، وأننا بسبيل تكرار تجربة المهرجان بناء على ماتمليه علينا دراستنا لنتائج التجربة الحالية، وسبل تطويرها وإثرائها لتكون مجال استقطاب لأطراف الفن الجاد من متلقين وفنانين ودور عرض فنية.
وختاماً، فإنه من المهم تواجد مراصد للحركات الحضرية الجادة، والأهم حرصكم على استقراء بياناتها.
جعلها المولى أمطار خير وبركة وعم بنفعها الجميع.
هيفاء بنت منصور بن بندر بن عبدالعزيز
عضو مجلس الأمناء
|
|
|
|
|