| فنون تشكيلية
يدور النقاش أحياناً بين بعض من زميلات المهنة حول الأعمال الفنية وطريقة المشاركة بها في المعارض والهدف من هذه المشاركات وقد وجدت أن بعضاً من هذه المناقشات يستحق ان نقف عنده قليلاً كتشكيليين.
فهناك فرق بين نوعين من المعارض الجماعية فالنوع الأول هو المعارض التي تقام بهدف إبراز قضية عامة أو موضوع محدد أو مناسبة وبعض من هذه المناسبات إما وطنية أو عالمية.
والنوع الثاني هي المعارض التي تقام لصالح أعمال إنسانية أو جمعيات خيرية يساهم بها الفنان بجزء من ربع أعماله التشكيلية.
وإذا نظرنا للنوع الأول من المعارض فهو غالبا ما يعلن عنه من قبل الجهة المنظمة للمعارض كمسابقة تشكيلية وتتضمن شروط المشاركة به مواصفات ومعايير فنية يلتزم بها الفنان التشكيلي في أعماله وهنا يجتهد الفنان لإبراز الفكرة في أعماله بالتعبير عنها بالقيم التشكيلية المميزة له ومما لاشك فيه أن تقييم هذه الأعمال من قبل الجهات المختصة يأتي من منطلق قدرة الفنان على التخيل الإبداعي بالإضافة إلى مهاراته التشكيلية وهذا النوع من المعارض ربما يكون قليلاً حدوثه حسب معلوماتي عن المجال فمثلاً كان هناك معرض عام 1410ه موضوعه الفضاء من أجل كوكب الأرض الذي نظمته وزارة الدفاع ومعرض الفنانين التشكيليين السعوديين بمناسبة مرور مائة عام على تأسيس المملكة والذي أقامته الرئاسة العامة لرعاية الشباب عام 1419ه ومعرض في ذكرى التأسيس الذي نظمه الفنان التشكيلي سعد العبيد وأقامه المركز التاريخي للملك عبدالعزيز عام 1420ه.
أما النوع الثاني من المعارض وهو لصالح الأعمال الخيرية فهذا يعني أن الفنان غير مقيد بطرح موضوع خاص وإنما المهم هو طرح عمل فني يعبر عن قدرة الفنان ومواهبه ويجذب المتلقى لاقتناء العمل الجيد ويمنح الفنان في الوقت نفسه المساهمة بنسبة من ربع العمل لصالح الأعمال الخيرية.
وللفن التشكيلي دور لايستهان به في المساهمة في المعارض الخيرية والتفاعل مع قضايا إنسانية والدليل على هذا على سبيل المثال لا الحصر معارض «رؤيتي» الذي تقيمها جمعية النهضة الخيرية ومعارض «أصدقاء المرضى» التي تشرف عليها جمعية أصدقاءالمرضى والمعرض الأول «موهبة» الذي أقامته مؤسسة الملك عبدالعزيز لرعاية الموهوبين هذا بالإضافة لمعارض أخرى جماعية تفاعل معها الفنان مثل معرض «الوفاء» للفنان التشكيلي الراحل محمد السليم يرحمه الله والمعرض التشكيلي الأول لمجموعة الفنانات التشكيليات لمنطقة الرياض فقد خصص جزء من ريع هذا المعرض لصالح أسبوع المجاعة العالمي ومعرض آخر لصالح اسر متضرري حريق قرية القديح الذي نظمه مجموعة من التشكيليين بالقطيف هذا بالإضافة إلى معارض شخصية لصالح الأطفال المعاقين ومركز مرضى أطفال الأورام ومتلازمة داون وغيرها.
وقد رغبت ان أوضح ان من الأخطاء التي يقع بها بعض المشاركين من تشكيليين وتشكيليات هي اللبس بين هذين النوعين من المعارض فهناك فارق بين مفهوم النوع الأول من المعارض والذي يقيد الفنان بفكره واحدة للتعبير عنها والنوع الثاني الذي ذكرته.
وأود أن أنوه هنا بأن الهدف من مشاركة الفنان في النوع الثاني من المعارض لصالح الخير هو هدف إنساني بحت يتعاطف معه الفنان ومقدرته في التعبير عن هذا التعاطف تأتي من خلال مساهماته بأعماله الفنية في تلك المعارض فليس من المنطق في هذه الحالة أن يعرض الفنان أعمالاً للعرض فقط أو أعمالاً مبالغاً في أسعارها فهذا لايخدم الهدف الأساسي من إقامة مثل هذه المعارض وللفن التشكيلي رسالة وحبذا لو كانت هذه الرسالة موجهة لعمل الخير وقد أثبت الفنان السعودي مبادراته الطيبة دائماً لإيضاح هذه الرسالة.
|
|
|
|
|