أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 11th April,2001 العدد:10422الطبعةالاولـي الاربعاء 17 ,محرم 1422

العالم اليوم

فيما يحظى الأب بمعاملة خاصة بزنزانة بلغراد
أسرة ميلوسيفيتش.. السجن والعار بعد السلطة والجاه
* بلجراد «د ب أ»:
ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع.
هذا المثل ينطبق على اسرة الرئيس اليوغسلافي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش الذي يقبع حاليا في السجن، وتعيش زوجته وحيدة في منزل بارد ويواجه ابناؤه المتاعب مع القانون.
وقد يجد ميلوسيفيتش الذي ظل رئيسا ليوغسلافيا حتى الخامس من تشرين الاول «اكتوبر» الماضي ولا يزال رغيم الحزب الاشتراكي الصربي حتى الآن، انه لن يصبح حرا طليقا مرة اخرى قبل فترة طويلة جداً.
وبدلاً من الفيلا الفخمة المنعزلة التي كانت تحرسها العربات المدرعة، اصبح ميلوسيفيتش يعيش في زنزانة في بلجراد تم طلاؤها حديثاً تتوفر فيها المياه الساخنة وتحتوي على طاولة وكرسي وضوء، ويمكنه ان يتناول فيها طعام معد في المنزل.
وبالطبع فان وسائل الراحة تلك، لا تتوافر في كل سجون صربيا، لكن ميلوسيفيتش يتمتع بها لأنه محتجز رهن التحقيق.
وقد صرح وزير العدل الصربي فلاد ان باتيش خلال عطلة نهاية الاسبوع بان ميرا ماركوفيتش زوجة ميلوسيفيتش التي ترأس حزب اليسار اليوغسلافي، احد احزاب الائتلاف الحكومي السابق، ربما تواجه الاتهام بدورها وان لم يدرج اسمها في اية لائحة اتهام حتى الآن.
ويتبني حزب اليسار اليوغسلافي علانية نهج الشيوعية الجديدة الا ان انشطته اتخذت طابع الفاشيين الجدد. وقد اجتذب الحزب بشكل رئيسي المديرين ورجال البنوك والاغنياء الجدد. ولا يحظى الحزب بتأييد شعبي كبير، بيد انه من المعتقد انه كان يتمتع بثقل سياسي واقتصادي هائل في عهد ميلوسيفيتش.
في صبيحة يوم الاحد الذي اعقب حصار الشرطة الذي استمر 36 ساعة لمنزلهم المملوك للدولة، والذي انتهى بقيام زوجها «بتسليم نفسه طواعية» لقاضي تحقيق، وزار احد الصحفيين زوجة ميلوسيفيتش في الفيلا الرئاسية.وكتب الصحفي في عدد الاثنين من صحيفة فيسرني نوفستي عن ميرا يقول انها كانت تجلس الى المائدة وحدها وقد ارتدت معطفا وامامها طبق من السجق والخبز. ولم يكن هناك تدفئة في الفيلا حيث كانت الشرطة قد قطعت الكهرباء عنها منذ مساء الجمعة.
والتزمت زوجة ميلوسيفيتش الادب مع الشرطة الذين كانوا يفتشون المنزل بحثا عن اسلحة، لكنها وبختهم لأنهم كانوا يتحركون بسرعة مبالغ فيها. وقد نقلت عنها الصحيفة قولها انه كان يتعين عليهم احترام «السيدة الأولى في وحدتها».
ومن المعتقد انها كانت على صلة وثيقة بريد ماركوفيتش قائد الشرطة السرية الصربية السابق الذي يخضع ايضا للتحقيق حالياً، والمشتبه في مسئوليته عن امور كثيرة من بينها مقتل الناشر والصحفي المستقل سلافكو كوروفيا عام 1999م.
وقد ذكر كوروفيا قبل ان يلقى مصرعه على يد مسلحين ملثمين اثناء حملة القصف التي شنها حلف شمال الاطلنطي «الناتو»، ان ماركوفيتش هدده شخصياً وقال له في الخريف الذي سبق القصف أنه من اولئك «الذين يودون ان يقوم الناتو بقصف» يوغسلافيا.
ولقد تعودت ماركوفيتش على انتقاد خصومها السياسيين بقسوة. وماركوفيتش استاذة في علم الاجتماع وقد نشرت لها اوراق علمية ويوميات وتتميز بغزارة الانتاج.
وقد ابلغت الصحفي في الفيلا بانه ليس لديها وقت وانها «في عجلة من امرها وتستعد لتوصيل طعام الغداء» إلى زوجها.وصرح رئيس شرطة بلجراد سرتشن لوكيتش يوم الاثنين الماضي بأنه من المؤكد ان ماريا ميلوسيفيتش ابنة الرئيس اليوغسلافي السابق ستواجه الاتهام بعد ان اطلقت خمس رصاصات عند اقتياد ابيها الى السجن.
وذكرت بعض التقارير انها اطلقت الرصاص على السيارة التي تقل ميلوسيفيتش وأنها راحت تصرخ فيه ألا يسمح لنفسه بأن يقتاد حياً.
ويزعم آخرون أنها كانت تصوب باتجاه المفاوض سيدومير يرفونوفتش زعيم المجموعة البرلمانية للمعارضة الصربية الديمقراطية.
وكانت ماريا قد اشهرت سلاحها في السابق لمرة واحدة على الاقل عندما صوبت مسدسها نحو صحفي ناقد كان يقف وسط حشد من الناس في احدى المناسبات الاجتماعية. وقد نقل عنها قولها «لا اغادرمنزلي ابداً دون ان تكون معي سجائري وهاتفي المحمول ومسدس».
وكانت ماريا وقت سقوط والدها من عرش السلطة، تمتلك وتدير محطة راديو وتليفزيون كوسافا في بلجراد. وقد عادت هذه المحطة للعمل مؤخرا تحت اسم مالك جديد.
كما كانت تمتلك ناديا ليليا اسمه كوسافا اقيم بوسط مدينة بلجراد مكان كنيسة قديمة.
وقد فر شقيقها ماركو من يوغسلافيا في الخريف الماضي، الا ان زوجته وابنه الصغير عادا الى بلجراد مؤخراً.
وعرف عن ماركو بانه عنيف. ويقال انه كان مسلحا دائماً وكانت تتبعه اينما ذهب ثلة من الحرس الخاص دأبوا على اشاعة الخراب والفوضى وبخاصة في بوزاريفتش مسقط رأس ميلوسفيتش وماركو فيتش.
ويتردد ان ماركو يختبئ في روسيا أو اوكرانيا وان لم يتوافر تأكيد لذلك.
ويمتلك ماركو العديد من المشاريع في بوز اريفاتش وبلجراد منها اكبر صالة مفتوحة للرقص في البلقان وشركة لتقديم خدمات الانترنت ومحطة راديو ومنتزه ومصنع للعطور، ومخبر. وقد اصبحت هذه المشاريع الآن هدفاً لقضايا مرفوعة امام القضاء يقول اصحابها انهم الملاك الحقيقيون لتلك المشاريع.
ويواجه الرئيس اليوغسلافي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش الذي اودع السجن يوم الاثنين الماضي ثلاث تهم تلخص سنوات حكمه العشر.
وميلوسيفيتش متهم باساءة استخدام سلطاته كرئيس للبلاد واختلاس اموال الدولة وانتهاك حقوق الانسان بما فيها القتل.
وقال صحفي مخضرم لوكالة الانباء الالمانية «د . ب أ» أنه في مطلع عام 1987 توجه ميلوسيفيتش بسيارته الصغيرة طراز زاستافا الى مقر الحزب الشيوعي الصربي السابق.
في ذلك الوقت كان ميلوسيفيتش ثاني اقوى شخصية في صربيا. وبعد اكثر من عام بقليل فان الانقلاب كان يعني صعوده الى سدة الحكم.
وأضاف الصحفي الذي كان يعرف ميليوسيفيتش معرفة جيدة منذ ان كانا طالبين في الحزب الشيوعي «وصلت في نفس الوقت واقتربت منه وسألته متى سيحصل على سيارة جديدة».
ورد ميلوسيفيتش الذي بدا عليه الارتباك «لست بحاجة الى أي شيء افضل».
وبعد عامين وكخطيب قومي مفوه ارتفع صوته في الجمهوريات اليوغسلافية السابقة. وقال للصرب في حشد ضم مليون شخص في كوسوفو كانوا يشتكون من وحشية الشرطة «لن يضربكم احد».
وحققت له تلك الصورة المتواضعة التي امتزجت بوعود مباشرة سهلة الفهم، شعبية بين الصرب لدرجة ان ميلوسيفيتش كان يستطيع التصرف بهم كيفما شاء.
ولكن بعد 14 عاماً لم يبق سوى القليل من ذلك الايمان الشعبي العارم في الرئيس السابق وفي نزاهته ووعوده.
وميلوسيفيتش معتقل بتهمة تحويل ملايين الدولارات بشكل غير شرعي لأغراض سياسية وشخصية ضمن مؤامرة شارك فيها عدد كبير من اصدقائه.
ومن المرجح ان يركز زعماء اتحاد المعارضة الديمقراطية في صربيا الحاكمة على الممارسات المالية لنظام ميلوسيفيتش. وسيحاولون تحديد مبلغ الاموال التي يعتقد انه اختلسها.
فالحقائب المكدسة بالاموال والتي حملتها طائرات الى قبرص والفواتير غير المسددة والاعمال الفنية والفيلات وصالات الديسكو ومحطات الراديو والمنتزهات الترفيهية ومحاباة الاقارب، تكفي حتما لملاحقة ميلوسيفيتش اكثر من اي خطأ آخر ارتكب في بلجراد وصريبا.
والأدلة التي تربط نظام ميلوسيفيتش المستبد باغتيال مسئولين معارضين وصحفيين واختفاء معلمه الشيوعي ايفان ستامبوليتش ومصرع اعضاء في النظام ستكون اضافة جيدة في سعي السلطات الى تدمير صورة ميلوسيفيتش القوية.
ومازال هناك وعد اخير لم يحققه ميلوسيفيتش كان قد قاله منذ سنوات طويلة وهو انه يفضل الانتحار على السجن.
وقال عضو بارز في تحالف المعارضة «لقد أثبت انه مجرد خرقة على الارض».
واذا نجح النظام الحالي في محاكمة الرئيس السابق وهو ما يبدو امر حتمي، فان ميلوسيفيتش على الارجح سيأخذ المرتبطين به حيثما سيذهب.
والمسئولون الذين عملوا في حكومة ميليوسيفيتش وشركاؤه يخضعون حاليا للتحقيق. والواضح ان هذه العملية تكسب زخماً.
وما لم يتعرض تحالف المعارضة لضغوط فانه سيعلق مؤقتا التهم المتعلقة بحقوق الانسان حتى الانتهاء من التحقيق الاولي.
ويبدو ان الامر سينتهي بتسليم ميلوسيفيتش الى محكمة جرائم الحرب الدولية في لاهاي التي طلبت رسمياً تسليمه للتحقيق معه بشأن الجرائم التي ارتكبها ضد الانسانية في كوسوفو.
وقد يواجه في وقت لاحق ايضا تهما حول دوره في الحروب الدموية في كرواتيا والبوسنة والتي ادعت يوغسلافيا انها لم تلعب فيها اي دور.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved