| مدارات شعبية
كتب عبدالرحمن حمد العتيبي
الشعر بوح الوجدان..
وأرق الفنون والالوان..
يرسم به الشاعر معاناته..
ويخاطب ذاته..
هو روضة العشاق..
وعزاء المشتاق..
ووصف الطبيعة والآفاق
هو للشاعر هاجس
والشاعر له صايغ وفارس..
الشعر قد يختلف اسلوب تناوله من شاعر الى آخر فكل شاعر يمارس كتابته بملكة شاعريته وقدرته التي تخول له الوقوف على بابه ومن ثم خوض عبابه...
واذا كانت القصيدة العمودية تقف كأصل ثابت للشعر، فإن هذا لم يمنع قصيدة التفعيلة من آن تخرج بأسلوب لا يقل ابداعاً وتشويقاً.. جعل الكثير من الشعراء يطرقون هذا النوع من الشعر.. ويصيغون قصيدتهم بقالبه..
بل أفرز نجوما شعرية ذاع صيتها وتميزت في طرق هذا النوع ولعل من أبرزها فائق عبدالجليل ومسفر الدوسري والحميدي الثقفي واسماء اخرى لا يسع المجال لذكرها.. بالاضافة للاسماء التي ابدعت في كتابة شعر التفعيلة بجانب الشعر العمودي وعلى نحو ابداعي متواز كالأمير بدر بن عبدالمحسن والأمير عبدالرحمن بن مساعد واسماء مميزة اخرى. كما ان هناك شعراء لا يكتبون شعر التفعيلة ويلتزمون بكتابة القصيدة وفق معايير القصيدة العمودية ولكنهم لم ينكروا نسب التفعيلة الى الشعر ويثبتون استمتاعهم بهذا الشعر.. من خلال منابر عدة.
ولان الشعر مجال رحب وواسع.. ويظل الحكم الاهم فيه هو المتلقي وذائقته.. فإنه هو المعني الأول بقبول التفعيلة كشعر او رفض إدخاله في منظومة الشعر.
وان كانت "التفعيلة" أكثر تحرراً وانفلاتاً من قيود الوزن والقافية مقارنة مع العمودية فإنه لايجردها من المعاني الجميلة والصور المركبة تركيباً ممتعاً يجعل كثيراً من قرائها يحرصون على حفظها بل يستشهدون بها على نحو استشهادهم بأبيات العمودية.
ولعلنا نتساءل هل ستعيق ضوابط الوزن والقافية التي تفقدها قصيدة التفعيلة عن العبور الى ذهن المتلقي والاستقرار فيه كشعر؟! ام ان اللمحات الابداعية ورقيق المعاني سيشفع لها في العبور بكل ثقة الى ذلك الهدف الذي تسعى اليه.. وهو القبول بها كشعر..
وبالنسبة للشعراء فإن كتابة التفعيلة يتطلب منهم جرأة خصوصاً اذا كان هؤلاء الشعراء عرفوا من خلال القصيدة العمودية وخطوا بها خطوات واسعة.. وخصوصاً انهم غير مجبرين على كتابة هذا النوع او انهم يرون انهم يملكون مساحات ارحب في العمودي من الشعر رغم التزامهم التام بالوزن والقافية.
alkoon16@hotmail.com
|
|
|
|
|