| مدارات شعبية
* كلنا نعشق الطفولة..
كلنا نهيم بعالم الأطفال..
نستمد منهم إشراقة التفاؤل.. وعطر الفرح.. وفي كل لقاء لنا بهم تتجدد في أجسادنا وأرواحنا معاني الطهر والصفاء حيث نطرب لضحكاتهم ونأنس لشقاوتهم ونستسلم لنظراتهم فتتفتح في أعماقنا زهور المشاعر والأحاسيس الندية!
* وحينما نلمح دمعة حائرة في مآقيهم توشك أن تبلل خدودهم الناعمة يعتصرنا الألم وتتطاير من صدورنا فراشات البهجة وتهجرنا شلالات الأمل والجمال! لأنهم زينة الحياة الدينا وقناديلها المضيئة.
وهل هناك أروع من لوحة فاتنة خطوطها وأبعادها وألوانها وظلالها ذات جو طفولي مدهش!!
* هذه اللوحة الجميلة يمكن أن نتأملها حينما نرى مشهد احتضان طفل نقي البراءة "يشحنه" دفئاً ويكسوه أماناً ويمنحه طاقة عاطفية مفعمة بالحب والحركة والسعادة!
* اعذروني إن تماديت في حديثي عن الطفولة فعصافير الجنة في ظل مشاغلنا واهتماماتنا الصغيرة والكبيرة يكادون يعيشون على هامش حياتنا إلى درجة أن بعضهم يربي نفسه ويواجه أعاصير الحياة بأنامله الطرية!
* هذا العالم الجميل رغم ثراء شواطئه وبحاره وأنهاره بالمعاني والصور والموضوعات الشعرية لا يزال خارج اهتمامات فرسان الكلمة الذين في معظمهم منحازون للخدود والقدود ناسين أو متناسين أن للطفولة عليهم حقاً بدءاً بمن يعيشون معهم تحت سقف واحد ومروراً بمن حولهم وانتهاء بمن يقرؤون عنهم أو يشاهدونهم عبر الشاشات أو يسمعونهم عبر الإذاعات!
* فالقصائد التي تعنى بالطفل شحيحة والشعراء الذين تهزهم آلامه وآماله لا يُرون بالعين المجردة على امتداد ساحتنا الشعبية بالذات.!
* ألا يكفي الطفل أنه فقد معين الجدات وأغاني ترقيص الأطفال من قبل الأمهات والأخوات؟!
بل فقد حتى الجو الذي يمكن أن يغذيه بالموروث شعراً ونثراً فراح ضحية لمد القنوات والأغاني العاطفية والرقصات الشرقية والغربية!
* إن أفلام الكرتون والقصص الوافدة والبرامج الفجة تكاد تلغي شخصية الطفل وتقطع حبال الوصل التي تربطه بجذوره ومجتمعه حيث يقبع متسمراً أمام الشاشة لا أنيس ولا ونيس يسمع ويشاهد وقلما يتكلم!
* بالله عليكم هل سمعتم أو قرأتم عن أمسية شعرية خاصة بالأطفال؟!
أتمنى أن أكون مخطئاً فالطفل بحاجة إلينا شعراء وكتاب ومنظمين للأمسيات!
* فللطفولة باسم كل محب لها اعتذر لأن الجميع مشغولون بالرمش الطويل والقد النحيل وبقية المفاتن الأخرى!!
kmk2002@maktoob.com
|
|
|
|
|