| تحقيقات
* تحقيق - منصور البراك:
رغبة في معالجة جوانب القصور في التحصيل الدراسي لدى الطلاب وأملا في القضاء على الدروس الخصوصية التي تنتشر بصورة مذهلة وبخاصة مع قرب نهاية العام الدراسي حيث يلحظ الجميع تهافت أولياء الأمور للبحث عن من يقوم بتقديم دروس يومية لأبنائهم. قامت وزارة المعارف بإنشاء مراكز للخدمات التربوية في عدد من المدارس في كل إدارة تعليمية بحيث تغطي تلك المدارس جميع الأحياء حتى يسهل على أولياء الأمور والطلاب الوصول إليها والاستفادة من خدماتها المتنوعة التي توفر خدمة تربوية مميزة وتناسب جميع الطلاب تحت إشراف إدارة التعليم.
في التحقيق التالي نتعرف على آراء عدد من الطلاب وأولياء الأمور والمسؤولين بتلك المراكز عن أبرز الخدمات التي تقدمها ومدى قدرتها على الحد من عناء ولي الأمر في نهاية كل فصل دراسي من تعب البحث عن المدرس الخصوصي الكفء:
مشروع رائع
في البداية يقول الطالب ياسر الهوادي إن انضمامي لمركز الخدمات التربوية مكنني من فهم المادة بكل سهولة وبالتالي تحقيق درجات عالية في الاختبار النهائي مشيرا الى أنه كان يعاني من ضعف القدرة لديه على الإلمام بالدرس من خلال الفصل فقط وذلك في مادة الرياضيات ودعا جميع الطلاب الذين يواجهون صعوبة أو ضعفا في إحدى المواد الاستفادةمن مراكز الخدمات التربوية المنتشرة في جميع الأحياء. ومن جانبه يشير الطالب يامن الخطيب من مجمع الأمير سلطان الى انه سجل في مركز الخدمات التربوية بسبب ضعف التحصيل في بعض المواد وأيضا محاولة لرفع معدله في نهاية العام الدراسي واستيعاب المواد بشكل صحيح مضيفا أنه حقق فائدة كبيرة حيث استطاع التفوق في المادة والحصول على درجات لم يكن يتوقع الحصول عليها قبل تسجيله في المركز وذلك بسبب فهمه للمادة بشكل صحيح وعد مركز الخدمات التربوية مشروعا رائعا وفرصة لكل طالب لإزالة الصعوبة من كل مادة لم يفهمها ولم يستوعبها، أما الطالب مهند الرميح فيؤكد ان مستواه ارتفع كثيرا واستفاد من المركز وزاد مستوى الفهم لديه في المواد التي درسها مشيرا الى ان الدراسة في المركز أفضل بكثير من الدروس الخصوصية.
دعوة لتطويرها وتعميمها
الأستاذ صالح بن محمد العبيدي أحد منسوبي شركة الرياض للتعمير ولي أمر طالب يقول:
لمسنا كأولياء أمورخدمات مميزة يقوم بها القائمون على هذه المراكز لما يخدم الطالب المميز والطالب الذي يحتاج لتقوية وبالفعل سهلت على ولي الأمر والطالب كثيرا من العناء الذي كان يواجهه. ويضيف ان الهدف من إعطاء الدروس الخصوصية هو المردرد المادي كما نعلمه ونتمني ان تعود الفائدة المنشودة من ولي الأمر والطالب، وبلا شك ان مراكز الخدمات التربوية قدمت خدمات جيدة وساهمت في الاستغناء عن المدرسين الخصوصيين في هذا المجال.
نهتم كأولياء أمور الى رسوم الدروس الخصوصية كمؤشر واضح مقارنة لما يطلبه المدرسون الخصوصيون كما ان الدروس الجماعية هي الأنسب إذا أعطي في مدرسة معروفة وقد وضع لها نظام معين وتحت إشراف وزارة المعارف.
ويؤكد العبيدي ان تعامل المعلم التابع للمركز مميز وهو أكثر معرفة بالأمور التربوية ويعرف الطالب عن قرب ويعرف عاداته وتعامله على هذا الأساس بهدف نفع الطالب علميا، ويرى ان مواعيد المراكز مناسبة للطالب لأنها أخذت بالحسبان راحة الطالب وكذلك مناسبة الموعد للمدرس لذلك فقد سهلت كثيرا من العناء الذي كان يواجه أولياء الأمور.
ودعا الى تطوير فكرة مراكز الخدمات التربوية وتقييم نتائجها دوريا ومتابعة الطلبة الذين استفادوا من هذه المراكز ومدى التحسن الذي تحقق كما نتمنى ان تراعى الحالات المحتاجة الى مساعدة بشكل خاص.
مرحلة جديدة
ومن جانبه يقول الأستاذ عبدالرحمن بن عبدالله العبد الجبار مشرف الرياضيات بمركز الإشراف على مراكز الخدمات التربوية:
بات دور مراكز الخدمات التربوية مكملا لدور المدرسة النظامية في تعليم الطلاب وتربيتهم باستغلال قدراتهم ومهاراتهم وتوظيفها التوظيف الأمثل للرفع من مستوى تحصيلهم الدراسي، فمن خلال الميدان نجد أن هناك عددا من الطلاب يعاني من تأخر في مدى التحصيل الدراسي وعدم تمكنه التعلم داخل الصف لأسباب عديدة منها:
زيادة الفروق الفردية بين طلاب الصف الواحد فضلا عن ارتفاع عدد الطلاب والضعف التراكمي لدى هؤلاء الطلاب وعدم اكتسابهم للمهارات الأساسية للتعليم وقصور في أداء بعض المعلمين أثناء تدريس المادة.
وكذلك تكرر غياب بعض الطلاب أو ظهور بعض الظروف الطارئة خلال العام الدراسي.
لذا كان دور مركز الخدمات التربوية جليا في ذلك ويؤدي دورا تربويا تعليميا ساهم وبشكل كبير على القضاء على ما كان يعرف بالدروس الخصوصية التي كانت تجعل الطالب متواكلا غير معتمد على نفسه دائم الحاجة لمساعدة الآخرين فاقد الثقة في نفسه بالإضافة الى اعتبار هذه الدروس الخصوصية مسكنا للطالب تسعفه لأداء اختبار بعينه دون النظر في إكساب الطالب المهارة اللازمة أو علاج الداء ونواحي النقص لديه.
وعد ميلاد مراكز الخدمات التربوية التي تشرف عليها وزارة المعارف عبر إدارات التعليم انطلاقا لمرحلة جديدة من خلال إعداد برامج وتدريبات خاصة لهؤلاء الطلاب ومن خلال توفير معلمين متميزين بالاضافة إلى إتاحة الفرصة للطالب في اختيار الظروف المناسبة والملائمة له في عملية التعليم والتعلم، ومن خلال سن العديد من الأنشطة المرافقة لاستثمار وقت الطالب داخل مراكز الخدمات التربوية ويتزامن مع ذلك كله إجراء العديد من الدراسات من قبل المشرفين على هذه المراكز وذلك للارتقاء بمستوى هذه الخدمات، التي استفاد منها عدد كبير من الطلاب مما يشكل مؤشرا على مدى اقتناع الطلاب بجدوى هذه المراكز وإقبالهم عليها لا سيما وأن من بينهم العديد من الطلاب المتفوقين الذين يبحثون عن مزيد من التفوق والتميز.
الإقبال عليها جيد
الأستاذ عبدالوهاب بن علي السويلم مدير مركز الخدمات التربوية بمتوسطة حنين يقول إن المركز يقوم بتلبية حاجات أساسية لولي أمر الطالب ليساعده على تحسين المستوى التحصيلي لابنه ورفع مستوى مهاراته الأساسية من خلال اختيار دقيق لعدد الحصص المطلوبة ونوعية المعلم المناسب لابنه وعن الجلسات الإرشادية التي يقدمها المرشد الطلابي للطلاب في المركز وحول مستوى الإقبال على نظام المجموعات أو الدروس الخاصة أيهما أكثر في المركز أشارالى ان ما يحدد مستوى الاقبال هو الفائدة التي يجنيها الطالب فالمتفوق يحرص على نظام المجموعات أما نظام الدروس الخاصة فيحرص عليها الطلاب الأقل مستوى أما الإقبال على خدمات المركز فهو منقطع النظير للسمعة الطيبة التي يتميز بها معلمو المركز المتعاونون الذين تم اختيارهم وفق معايير ثابتة ومدروسة مما انعكس على مستوى الطلاب الذين تحسن مستوى الضعيف منهم وزاد المتفوق تفوقا بسبب انضمامهم للمركز.
إقبال المتميزين أيضاً
الأستاذ عبدالله بن عيسى المزيني رئيس شعبة العلوم ومشرف مركزخدمات تربوية أوضح ان أبرز دور تقدمه مراكز الخدمات التربوية هو مساعدة الطلاب لتجاوز نقاط الضعف وتقليل نسب الرسوب، ورفع التحصيل العلمي بطريقة تربوية يسهم فيها الجميع، فالمدرسة تختار المعلمين المتميزين والمناسبين.
والمرشد الطلابي في المركز يصنف الطلاب في مجموعات ويتابع تحسن المستوى ويلاحظ سلوكياتهم ويشرف على دخول الطلاب وانصرافهم.
وأشار الى ان إدارة التعليم تشرف على مراكز الخدمات وتتم زيارة المراكز من قبل مشرف مركز الإشراف على مراكز الخدمات التربوية، للاطمئنان على وضع المركز وانتظام الدراسة فيه بشكل جيد ومناسب لفئة الطلاب في هذه المجموعات الصغيرة.
ويدلي المشرف ببعض الاقتراحات والتوجيهات ويحاول تجاوز الملحوظات مع مدير المركز للاستفادة القصوى من المراكز وتفعيل دورها لسد احتياج الطلاب.
ولكي لا يستغل الطالب من قبل البعض عن طريق الدروس الخصوصية في الخفاء كما تقدم مراكز الخدمات التربوية بعض الاستشارات للطلاب حول طرق الاستذكار الجيدة أو حل الواجبات المنزلية أو استغلال أوقات الفراغ أو الاسهام في تخفيف المشكلات النفسية والاجتماعية.
وذلك من خلال إعلان أرقام هاتف مراكز الخدمات ليتسنى لمن يريد الاستفادة وبشكل سريع ويسهل الاتصال. ويضيف المزيني ان مراكز الخدمات التربوية لا تقتصر خدماتها على الطلاب الضعاف فقط حيث وجد بعض الطلاب ممتازين في مستواهم ويطمحون للتميز والتفوق ويكون لمركز الخدمات دور في تحقيق ما يطمحون إليه ويشير إلى ان من أدوار مركز الخدمات التربوية الإشراف على الساعات المنزلية وتحديد المناسب من المعلمين لدخول البيوت وإعطاء الدروس المنزلية.
تعريف أولياء الأمور بها
وأردف الأستاذ عبدالله قائلا إن أكبر دليل على نجاح فكرة مراكز الخدمات، مطالبة أولياء الأمور والطلاب بتكرار فترة الدراسة خلال الفصل الدراسي الواحد.
بل إن بعض أولياء أمور الطلاب يلحون على إدارة المدرسة التي لاتقيم مركز خدمات بفتح مركز، مؤكدا ان ما يقدم في المراكز من دراسة تحت إشراف ومتابعة من مدير المركز والمرشد الطلابي وزيارات مشرفي إدارة التعليم أفضل من الدروس الخصوصية التي غالبا لا يتحقق أولياء الأمور من تخصص هذا المعلم إن كان معلما!! وتكون في الخفاء ودوافعها الاستغلال المادي وتكون نتيجة انسياق الطلاب خلف إعلانات غير مصرح لها وفيها من مخالفة الأنظمة وتحمل مسؤوليات هو في غنى عنها ولكن السؤال هل يعرف أولياء أمور الطلاب دور مراكز الخدمات التربوية وأهدافها؟
لا نهتم بالمردود المادي
من جانبه أكد المشرف على مراكز الخدمات التربوية بالمنطقة الأستاذ عبدالرحمن بن محمد الصالح ان المراكز تقدم دروسا خاصة بأسلوب تربوي لا يفقد الطالب الثقة في نفسه بل ينميها ولا يؤثر على متابعة الطالب للمعلم أثناء الدراسة مشيرا الى ان المراكز تقوم بتوفير معلمين متخصصين ومتميزين في توصيل المعلومات الى أبنائنا الطلاب وفق الأهداف التربوية المحددة للمناهج الدراسية مضيفا ان الدراسات التي قام بها مركز الإشراف على مراكز الخدمات دلت على ان الطلاب الذين التحقوا بالمراكز قد استفادوا منها وتغلبوا على المشكلات الدراسية التي كانت تواجههم وتابع الصالح ان فئات الطلاب المستفيدين من مراكز الخدمات التربوية هم الطلاب المتأخرون دراسيا ومتكررو الرسوب والطلاب المتطلعون الى مزيد من المعلومات للرفع من مستواهم العلمي والطلاب الذين يعانون من مشكلات نفسية مرتبطة بالتحصيل الدراسي مضيفا ان العمل في المراكز يتم إما بنظام المجموعات بحيث لا تقل المجموعة عن ستة طلاب ولا تزيد على اثني عشر طالبا أو نظام الطالب الواحد في المركز أو نظام الطالب الواحد في المنزل وعن رسوم الدراسة في المراكز يقول الصالح إنه ليس المهم في المركز الجانب المادي وإنما الارتقاء بالمستوى التحصيلي لأبنائنا الطلاب وما يتم تحصيله من مبالغ هو مقابل الجهد الإضافي الذي يبذله المعلم والمدير والمرشد الطلابي وهناك دراسة جارية لتخفيض الرسوم حيث ان الدروس الخاصة للطالب في المدرسة أو المنزل التي تقدمها المراكز تخفى على كثير من أولياء الأمور الذين يبحثون عن معلمين خصوصيين غير نظاميين ولذا فمازلنا بحاجة الى مزيد من الجهود لتوعية أولياء الأمور وإبراز الدور التربوي لمراكز الخدمات التربوية وفق خطة مدروسة ونأمل ان تثمر الجهود المبذولة من قبل كافة الجهات المختصة للقضاء على الدروس الخصوصية التي تمارس في الخفاء.
لماذا أقرت؟!
مدير عام التعليم بمنطقة الريا ض الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز المعيلي بين ان مراكز الخدمات التربوية أقرت لتحقيق أهداف عدة منها أهداف تربوية ونفسية من خلال دراسة وضع الطالب من قبل المرشد الطلابي الذي يعمل بالمركز ومعرفة الظروف النفسية والاجتماعية التي قد تكون سببا من أسباب ضعفه وتوجيهه الى التعامل معها بطريقة دون أن تؤثر على مستواه العلمي حتى يشق طريقه في الحياة.. وأهداف إرشادية وذلك بتبصير الطالب بطرق الاستذكار السليم التي تساعده على استيعاب دروسه وتحقيق النتائج المناسبة لمستواه وأهداف تعليمية تساعد الطالب وولي أمره في الحصول على خدمات معلمين متميزين وبالأسلوب الذي يناسبهم ويتمشى مع ظروفهم إما بنظام المجموعات أو بنظام الطالب الواحد أي ما يسمى بالمدرس الخاص مما يساعد على تقليل نسبة رسوب الطلاب والارتفاع بمستوى تحصيلهم ومن أهداف المراكز أيضا إيجاد البديل للدروس الخصوصية الي يمارسها غير المختصين في الخفاء وبصورة غير نظامية ويغلب عليها الاستغلال المادي وذلك بتوفير خدمات معلمين ومشرفين متميزين لخدمة أبنائنا الطلاب واستغلال أوقات فراغهم وتحقيق ما يطمحون إليه من تفوق وإبداع بتوفيق الله وأكد المعيلي ان مراكز الخدمات التربوية توجد في مختلف أحياء مدينة الرياض في الشمال والجنوب والشرق والغرب وكذلك الوسط والقرى المجاورة وذلك حرصا على راحة أولياء الأمور والطلاب حتى يتمكنوا من الاستفادة من خدماتها بأحسن وأفضل مستوى.
|
|
|
|
|