أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 11th April,2001 العدد:10422الطبعةالاولـي الاربعاء 17 ,محرم 1422

عزيزتـي الجزيرة

مدارس الأطفال منبر للعلوم أم للدعاية؟
في صباح يوم مدرسي جميل في إحدى مدارس الرياض الابتدائية وقفت سيارة إحدى مؤسسات الأغذية الخفيفة لينزل مها شخصان محملين بأكياس البطاطس وتم توزيعها على الأطفال مجانا ليس حرصا على غذاء وصحة الأطفال.. بقدر ما هو اغتيال لبراءتهم واستغلال سذاجتهم.. أتعرفون ما بداخل الأكياس؟
إنها ليست حلوى على كل حال
نقود فئة الخمسة ريالات.. والعشرة والعشرين. وكان صغيري حزينا وهو يخبرني - ان الصف الذي ينتهي إليه لم تنله مثل هذه الهدايا السحرية التي تظهر النقود علاوة على ذلك مجانية.
فالمؤسسة أذكى من أن توزع على الجميع مجانا فليس في حساب المؤسسة الخسارة.. فقط ما يكفي الغرض من التوزيع والانتشار الصاروخي بين الأطفال حتى يشيع ان بداخل تلك الأكياس نقودا وهي أسرع طرق الإعلانات تأثيرا وأذكاها بدون مقابل مادي ولكن بخبث للتحايل على الأطفال.
وبعد فترة وأمام مرأى من جميع التلاميذ وزعت مؤسسة أخرى للأغذية بطاطس على الأطفال وأمام مرأى ومسمع من الإدارة وبعض المدرسين وبها بطاقات على كل بطاقة دائرية نوع الهدية وكانت نصيب أحد التلاميذ بطاقة بها دراجة تستهوي الأولاد وتستهوي النقود التي في الجيوب وان كنت أشك أنها عشوائية.
فطالما المجال مفتوح للتجارب فلا بأس أن تجرب كل مؤسسة حظها في الإعلانات العجيبة السريعة على حساب الأطفال وصحتهم وسلوكياتهم..
فالمؤسسة جنت ما تصبو إليه من احتكار الأطفال لمشترياتها لمدة لا تقل عن الشهرين هذا النوع من البطاطس لعل وعسى ان تظهر لأحدهم دراجة كتلك التي ظهرت لزميلهم في المدرسة ولكن هيهات..
أين رقابة المسؤولين لتمنع مثل هذه المهازل!؟
وأين دور مدير المدرسة في الحفاظ على سلوكيات أبنائه التلاميذ من ان يقعوا فريسه للخداع.. والكذب وهل يرضى ان تكون مدرسته حقل تجارب لنمو الغش؟!
فالبيع والشراء له أساليبه التسويقية لاجتذاب الزبائن ولكن التحايل على الأطفال وابتزاز نقودهم واحتكارها لمدة معينة من الزمن على تصريف بضاعتها على حساب الأطفال فهذا ما يرفضه الدين وذوو الشيم والنظام.
فالمسؤولية وطنية ملقاة على الجميع.. لابد ان توسع أجهزة الرقابة قنوات التعاون بين المواطنين والمسؤولين وفق آلية جديدة تشجع مصداقية السلوك حتى تفهم المؤسسة حدودها وواجباتها ومسؤولياتها تجاه كل تصرف قائم تعرف أنها اذا لم تلتزم به فسوف تتعرض للحساب والمساءلة ويكون نصب عينيها دائما الضوابط القانونية.وأهيب بالأسرة عدم الدفع بسخاء دون ضوابط ولا دراية وعدم دفع النقود بلا مبررات حتى لا تهدر نقودهم فيما لا يكون صحيحا.. فالعين الثاقبة لابد ان تنظر في جميع الاتجاهات للارتقاء بالوعي العام وبشكل واسع حماية للأطفال من الاستغلال المادي.
سارة السلطان

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved