| محليــات
** في الأيام الماضية.. أزعجتنا وسائل الإعلام العراقية بترديد خطاب السيد الرئيس القادم.. واستقصاء ردود فعل الشارع العربي بمختلف مشاربه.. الذي أعلن أن خطاب السيد الرئيس.. هو أحسن خطاب قيل في التاريخ كله.. من بدء خلق آدم وحتى اليوم "؟!!".
** خطاب السيد الرئيس الموجه للقمة العربية.. كله ألغام وشتائم ليس لإسرائيل المعتدية.. بل للأشقاء العرب.. حتى الدولة المضيفة لم تسلم من الغمز واللمز والكذب والتطاول.. ولم يشفع لها أنها فتحت صدورها وحدودها وأراضيها للعراق طوال العشر السنوات الماضية.. ولولا هذه الدولة المضيفة.. لاختلف الأمر بالنسبة للعراق.. ولكن مع ذلك.. لم تسلم هذه الدولة.. بل نالها جزء من هذه الشتائم العربية الأصيلة..
** يسير "عملاء النظام" عفواً.. الإعلاميون العراقيون في الشوارع ويقابلون هذا وذاك.. ويركِّزون على "الغلابا الفلسطينيين" ليقول أحدهم.. إن خطاب السيد الرئيس.. هو القمة فقط.. وما عداه.. هو كلام فاضي.
** هكذا قال "فضَّ الله فاه" وهكذا أذيعت.. بمعنى.. أن كلام "22" رئيس دولة.. كلام فاضي.. ومقررات القمة كلها.. كلام فاضي.. وجهود الأيام والأشهر كلها سدى.. و"هرطقة" السيد الرئيس هي القمة..!!.
** لقد شبع الفلسطينيون والعرب أجمع.. من كلام السيد الرئيس ومن أكاذيبه.. وشبعوا من عنترياته..
** والفلسطينيون.. الذين تحدثوا عن أمجاد السيد الرئيس.. لم ينلهم منه سوى شيئين "الكلام والصور".
** وقبل أيام.. شاهدنا.. كيف كرَّم السيد الرئيس المجاهد صدام حسين اثنين من الفلسطينيين لأنهما حملا صور السيد الرئيس في إحدى المظاهرات.. وكيف قدم لهما نياشين ومكافآت!
** وقبل أيام.. شاهدنا أرتال المقطورات العراقية تتجه لفلسطين محملة بصور السيد الرئيس.. ومحملة بالأوهام والدجل بدعوى تقاسم لقمة العيش والخبز مع الفلسطينيين..
** لقد شبعنا.. وشبع العرب.. وشبع الفلسطينيون من الكلام ومن الخطب الصدامية.. وأدرك الجميع.. أن أكبر مزايد وأكبر مستثمر لأوجاع الفلسطينيين وجراحهم ومآسيهم.. هو نظام صدام.
** لقد صرف القضية.. قضية العرب والمسلمين.. تلك القضية الدامية المزعجة المؤلمة.. إلى قضية العراق.. وحاول جاهداً وعبر أكثر من عميل ومرتزق.. أن يربط بين القضيتين ليذوِّب قضية فلسطين.. وليربطها بقضية ظالمة وقف ضدها العالم كله.. وهي قضية اعتداء العراق على الكويت..
** النظام العراقي.. لا تهمه فلسطين ولا شعب فلسطين.. وآخر شيء يفكر فيه.. هو الانتفاضة..
** كل ما يهمه.. هو استثمار هذه الانتفاضة.. من أجل الدعاية للنظام العراقي.. وإلا.. كيف يدور عملاء صدام "الإعلاميون العراقيون" في شوارع عمَّان ليقابلوا بعض العرب.. وليشيدوا بخطاب السيد الرئيس في القمة.. وكأن المسألة مسألة خطاب أو كلام يقال.. وكأننا سننحر إسرائيل أو سنقتل اليهود بالكلام؟!
** مشكلة نظام صدام.. أنهم لا يدرون أن الشارع العربي.. صار أكثر نضجاً.. وأنه يدرك أن الزمن قد فات وترك تجَّار الكلام.. وأن العنتريات قد قُبرت عام "1967م" وبعدها.. صار الشارع العربي يفكر جيداً.. ويدرك أن المسألة ليست مسألة عنتريات ومزايدات وزيف وخداع.. بل المسألة.. مسألة عمل..
** وإلا.. فإن الفلسطينيين.. يدركون جيداً.. من الذي ناصرهم.. ومن الذي وقف معهم.. ومن الذي ساندهم.. ومن الذي وجدوه في كل محنة.
** كما يدركون أيضاً.. من الذي أشبعهم بالكلام.. وملأ أرض فلسطين بصوره من مختلف المقاسات والأحجام والأشكال.. فهذه بالبدلة العسكرية.. وهذه بالشماغ.. وهذه بالبدلة الأفرنجية.. وهذه على صهوة فرس.. وهذه على ظهر حمار.. وهذه بيده سيف.. وهكذا.
** مساكين.. هم أولئك الذين انخدعوا بدجال وجَّه سهامه ورماحه وكل ما في ترسانته لأقرب الناس إليه.. إلى أن خذله الله وفضحه.
** ليت دجالي صدام يدركون أن الشارع العربي أكثر وعياً وأكثر عمقاً وأكثر إدراكاً..
** ليت دجالي صدام يدركون أن المتلقي العربي يشاهد إعلامهم ويضحك ويسخر ويجد فيه مادة للتسلية فقط.
** ليت صدام وزبانيته ونظامه يتركون الفلسطينيين وشأنهم.. وكفى متاجرة ومزايدة بأوجاع هؤلاء المساكين.. فقد شبعوا وشبعوا وشبعوا من الكذب والدجل والعنتريات.
|
|
|
|
|