لا .. لا تقولوا انه لمعاقُ
كلا.. ولا هو والقنوط رفاقُ
ان كان قد اخنى عليه زمانه
وقست على ايامه الاطواق
فهو الارادة .. كم تُزلزل ريحُها
صخرَ.. الطريق.. أوَارُها دفاق
تتكسر الاهوال تحت صموده
ولرعد عزمته الولود مذاق
ويدكُّ وجه المستحيل مصادماً
متوثبا.. نحو السها تواق
يرنو الى هام الذرا.. في روحة
سكب الجسارة بيرق خفاق
يستصرخ الحلم البعيد تطلعا
ابدا بمقلته الضحى براق
ويصوغ من مأساته اهزوجة
تهوى العلا.. هي بارق خلاق
ونظن أن إعاقة حاقت به
ستميته وعداً.. ولات لحاق
يا بئسنا الراؤون محنة عمره
هي هكذا.. يضني يديه وثاق
هو شامخ لا يرتضي من مشفق
عطفا.. لَكَم يؤذيه ذا الاشفاق
هو طاقة الاصرار لاشطّ لها
هو جذوة فاضت بها الأحداق
ما فتت الطلق القوي بجفنه
دهر.. ولا شل الفؤاد خناق
يستبدل اليأس المرير تفاؤلاً
سمحا.. وملء اكفه الاشراق
لا ينتهي النبض الطموح بقلبه
ابداً يسافر نهره الغيداق
كم نابغ حفل الرواة بذكره
وهو المعاق.. فإذ به العملاق
حفر اسمه حفرا .. فضاء برسمه
تاريخ دنيا.. هامت الافاق
كم من معاق كان واحد عصره
زان الشموس بهاؤه الرقراق
منهم اتى العلماء.. منهم قادة
منهم ثقات بحرهم صفاق
تاه الوجود بهم.. وسطّر نورهم
زهوا.. فهم ريحانه العباق
أنّى التفتنا فالشواهد ثرة
لفيالق انجازها سباق
وشموا جبين البدر فجرا صادحا
غرسوا السنا.. فإذا الدنا ايراق
شُعل سمت كالذاريات نصاعة
عَشِب الطريق وازهرت اوراق
هو هذه الامجاد.. هل من عاهة
قد كبلته خُطى .. فقيل معاق
الحق .. ان يرعاه اغلى حبنا
أنى مشى .. حفت به الآماق