أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 11th April,2001 العدد:10422الطبعةالاولـي الاربعاء 17 ,محرم 1422

المجتمـع

في مأزق الأطفال المكفوفين
تجربة ناجحة لطالب أعمى في مدرسة المبصرين
تحقيق - منصور السعيدان:
ننعم ولله الحمد في هذا البلد المعطاء بقيادة حكيمة وسياسة للتعليم تعمل بمبدأ الاسلام الذي جعل التعليم حقا مشروعا لجميع ابناء الامة، من مبدأ تكافؤ الفرص في نطاق التعليم للجميع. وبذلك طال التعليم جميع شرائح المجتمع من مواطن ومقيم.
ومن ذلك الاهتمام بفئة المكفوفين من ذوي الاحتياجات الخاصة الذي كان لوزارة المعارف دور رائد في ذلك ممثلة في الامانة العامة للتربية الخاصة وخير دليل على ذلك ما سوف نتناوله في هذه الاسطر القادمة..
وذلك من خلال هذا التحقيق حول طالب من المكفوفين بمحافظة الخرج يدرس في مدرسة للمبصرين.
في البداية توجهنا الى المدرسة التي يدرس فيها الطالب الذي عندما علم بقدومنا من اجل القاء الضوء على ما يتلقاه من تعليم واهتمام قابلنا وعلامة السعادة والرضا على محياه كردة فعل للظروف التي يمر بها ونتيجة للاهتمام الذي بدأ يحس بها من خلال هذا اللقاء.
فعرف بنفسه قائلا الاسم: صادق المهدي قاسم العمر 9 سنوات الجنسية سوداني وحول سؤاله عن تعليمه السابق في السودان؟
- فاجاب بانه لم يدرس في السودان وانما بدأ دراسته في الصف الاول والثاني الابتدائي في معهد النور في الرياض ويقول بانه قد نجح ولله الحمد والمنة بتقدير ممتاز وهذه السنة بدأ الدراسة في هذه المدرسة (الزبير بن العوام بمحافظة الخرج).
وعند سؤاله عن مدى الراحة التي يجدها هنا في المدرسة؟
- اجاب بانه يحمد الله سبحانه وتعالى ان وفقه الى ان ينال تعليمه في هذه المدرسة حيث وجد الراحة النفسية والتشجيع والتكافل من جميع الطلاب والمعلمين داخل هذه المدرسة.
وفي جوابه عن سؤالنا له عن مدى تخوفه لتركه لمعهد النور الذي يدرس فيه في السابق والانتقال الى هذه المدرسة؟
- قال في البداية كنت متخوفا كثيرا حيث انه في معهد النور جميع زملائي الذين ادرس معهم من المكفوفين وهنا جميع زملائي من المبصرين فسوف الاقي صعوبة في التأقلم معهم وتقبلهم لحالتي ولكن ولله الحمد والمنة حصل ما لم يكن في تخيلي فوجدت كل تشجيع ومحبة حيث ان جميع الطلاب يحرص على مساعدتي في التنقل والدخول والخروج من المدرسة بل انهم يتسابقون على حمل حقيبتي فجزاهم الله خيرا على ما يعملونه من اجلي.
ولم يخف اسفه ورغبته في ان تعود المكافأة التي كان يتقاضاها ابان دراسته في معهد النور حيث انقطعت بعد تلقيه التعليم في هذه المدرسة (الزبير بن العوام بالخرج).
وعن الهوايات التي يزاولها ويحبها؟
- ذكر انه يزاول قيادة الدراجة والقراءة.
وعن امنيته؟
قال ان اصبح معلماً.
وفي حوار آخر مع معلمه الاستاذ: عرفات محمود محمد مصري الجنسية حول مستوى الطالب صادق اجاب الاستاذ عرفات: صادق طالب ممتاز جدا وذكي ولله الحمد وله تجاوب كبير مع معلميه وزملائه الطلاب.
وفي معرض سؤالنا عن طريقة تدريس الطالب صادق؟
- اجاب الاستاذ عرفات: ان الطالب يمارس دوره الطبيعي داخل فصول المدرسة مع زملائه وحول مستوى الطالب صادق اوضح الاستاذ عرفات بان صادق طالب ممتاز جدا وذكي ولله الحمد وان له تجاوبا كبيرا مع معلميه.
وفي معرض سؤالنا عن طريقة تدريس الطالب صادق؟
اوضح الاستاذ عرفات: ان الطالب يمارس دوره الطبيعي داخل فصول المدرسة مع زملائه ماعدا مادتي اللغة العربية والرياضيات والتي يتلقى تعليمه فيهن في غرفة (مصادر التعلم) والتي تبلغ 16 حصة في الاسبوع.
اما باقي الحصص فيتلقى تعليمه فيهن مع زملائه الطلاب داخل الفصول العادية.
وحول انطباعاته حول تخصيص وفتح فصل خاص للطالب صادق (المقيم) وتخصيص معلم متفرغ له؟
- حقيقة في البداية نشكر حكومة خادم الحرمين الشريفين على اهتمامها بجميع شرائح المجتمع المجودة على ارض المملكة العربية السعودية وعدم التفريق بين مواطن ومقيم، وما فتح هذا الفصل الخاص بالطالب صادق الا دليل واقع على ذلك.
وتعتبر هذه خطوة رائدة وسباقة يندر ان توجد وتطبق في سياسات التعليم في الدول الأخرى وهذا راجع الى التخطيط السليم والمدروس من قبل المسؤولين عن التعليم.
وفي لقاء مع المرشد الطلابي المدرسة الاستاذ: فهد التميم حول الطالب صادق ذكر الاستاذ فهد: ان هناك تعاوناً ملحوظاً للطلاب مع الطالب صادق المهدي حيث تجد قمة التكافل والتعاون بينهم حتى في حمل حقيبته والحرص على امساك يده وارشاده في فناء المدرسة وعند الدخول والخروج من المدرسة مما احدث راحة نفسية للطالب وتقبل منه لهذه التجربة الفريدة.
وعند اللقاء بمدير المدرسة الاستاذ: هزاع بن محمد الهزاع. وسؤاله عن هذه التجربة (الدمج)؟
- اجاب انها تجربة رائدة ولم نلاق في المدرسة منها اي مشاكل او مصاعب ويقول انه ومن خلال هذه التجربة القصيرة لهذه الفكرة الا انها لاقت نجاحا منقطع النظير ويقول اجدها فرصة هنا لاتقدم بالشكر الجزيل للمسؤولين في الوزارة والقائمين على الامانة العامة للتربية الخاصة على تطبيق هذه الفكرة الرائدة.
والشكر موصول كذلك للقائمين على جريدة الجزيرة لالقاء الضوء على هذه التجربة.
وفي حوار آخر مع الاستاذ: محمد خميس الودعاني معلم كفيف داخل المدرسة خدم التعليم اكثر من 28 سنة.
عن رأيه في فتح فصل خاص بالطالب صادق ودمجه مع المبصرين؟ اجاب الاستاذ محمد: التجربة حقيقة ناجحة جدا من خلال تجربتي، ولها جوانب ايجابية كثيرة ولكن أرى ان يقوم عليها رجل كفيف خاض هذه التجربة لكي يؤدي هذا الدور على اكمل وجه حيث انه يشعر بالمعاناة والنواحي النفسية اكثر من غيره.
وحول سؤالنا له عن مدى ملل الطالب لجلوسه لوحده على مدى 45 دقيقة داخل الفصل.
ذكر الاستاذ محمد ان ذلك يرجع الى المعلم وقدرته على ادارة الحصة والتعامل الجيد مع وقت الدرس وتوزيعه عليها، وتنوعه في طرحه للدرس.
وفي موقع آخر توجهنا الى والد الطالب صادق قاسم احمد محمد العمر 45 سنة قضى منها 24 سنة في السعودية.
وفي معرض حديثه لنا بين لنا ان له من الابناء ثلاثة: صادق 9 سنوات (كفيف) اروى 12 سنة (كفيفة) هنادي 16 سنة (كفيفة) والبنات يدرسن في معهد النور في الرياض.
وحول سؤالنا له عن نقل ابنه من معهد النور في الرياض الى الخرج.
اجاب ان هذا تعاون كبير من المسؤولين فعندما علموا بوجودي واستقراري في الخرج وجهوني الى هذه المدرسة (الزبير بن العوام) ليكمل ابني تعليمه فيها بعد ان تمت الموافقة مني على ذلك فلهم مني جزيل الشكر ومن الله الاجر والمثوبة.
وعن سؤالنا عن علاجهم؟
- ذكر انه قد عرضهم على عدة مستشفيات داخل المملكة وقد اثبتت التجارب أن هناك أملاً في علاجهم وخاصة البنت (اروى) واني لاجدها فرصة سانحة عبر منبر جريدة الجزيرة الغراء في ايصال هذه الرسالة لذوي القلوب الرحيمة لمساعدتي في علاج ابنائي حيث انني لا استطيع دفع المبالغ الخاصة بعلاجهم.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved