| المجتمـع
حرصا من المركز المشترك لبحوث الأطراف الاصطناعية والاجهزة التعويضية وبرامج التأهيل على تأصيل البيانات والقياسات الطبية التي تمكن المختصين من توفير الخدمات المميزة فلقد شرع فريق البحث برئاسة الدكتور محمد بن حمود الطريقي بالمركز المشترك في تنفيذ البرنامج الوطني لأبحاث وتوثيق خصائص المشية لدى السعوديين برعاية من سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود يحفظه الله وذلك لبناء قاعدة بيانات تضم خصائص المشية السوية وغير السوية لدى شريحة واسعة من المواطنين السعوديين. وستضم هذه الشريحة ذكوراً وإناثاً من المواطنين السعوديين بأعمار مختلفة والتي سنحصل عليها وذلك بالتعاون مع كل من وزارة المعارف والرئاسة العامة لتعليم البنات وكذلك الجامعات السعودية.
الجدير بالذكر ان المشي يمثل احد النشاطات الاساسية التي يقوم بها الفرد يوميا. وهو يعتمد بشكل رئيسي على الاطراف السفلية حيث بالاضافة الي انها تعتبر ارتكازا لكافة أجزاء الجسم فإنها تقدم المظهر اللائق والجهد والتحكم بالمشي. وعدم القدرة على المشي بسهولة مقبولة، وعلي الوقوف بأمان كاف، هما ناحيتا العجز الرئيسيتان اللتان يشعر بهما من يعانون من ضروب القصور في الأطراف السفلية. واستعادة تلك القدرات المفتقدة على أكمل وجه ممكن هي الهدف الأول لاعادة تأهيل من لديهم قصور في وظائف الأطراف السفلية.
ويضيف الباحث الرئيسي الدكتور محمد الطريقي: لسنا بمبالغين في تقدير أهمية الفهم للعناصر التي تتكون منها عملية اعادة التأهيل، ومن ضمنها هندسة تقويم الاعضاء وتصميم الأطراف الاصطناعية، والأجهزة التعويضية، وكذلك الاجراءات الجراحية المتبعة وممارسة الوصف العلاجي لتقويم الاعضاء والتدريب على استعمال الاجهزة المساعدة والمساندة.
وإذا كنا بصدد استعمال الأطراف الاصطناعية أو الاجهزة التعويضية، لتعويض القصور في وظيفة الطرف، فانه يتضح انه لا غنى لنا عن الفهم الكامل للعناصر التي تتكون منها المشية السوية، وعلاقة هذه العناصر بحالات القصور، حتى تتحقق عملية اعادة التأهيل المثلى.
وقد قام المركز المشترك بتحليل مشية خمسة وعشرين طفلا سعوديا مصابين بالشلل الدماغي وذلك باستخدام مختبر الميكانيكا الحيوي وتحليل المشي. وكان الهدف الرئيسي من الدراسة هو معرفة الخصائص الحركية "الكينماتيكية" لمفاصل الطرف السفلي وتأثير هذه الخصائص على الحالة المرضية وعلاجها بالطريقة المثلى. وقد أظهرت النتائج وجود خمسة نماذج من حركة مفاصل الاطراف السفلية في المستوى الجانبي. من خلال هذه النماذج الخمسة تمكنا من اقتراح نوعية العضلات المصابة بتوتر زائد أو ارتخاء وبالتالي اقتراح العلاج اللازم سواء عن طريق العمل الجراحي أو باستخدام الاجهزة التعويضية.
تمثل هذه الدراسة الحجر الاساس للبدء بتحليل مشية الاطفال المصابين بالشلل الدماغي وللتمكن من تحديد العضلات المصابة لذا، فإنه لابد من دراسة القوى والعزوم المطبقة على المفاصل وكذلك دراسة الطاقة المبذولة وتحديد نشاط العضلات خلال دورة المشي. ولكن للتمكن من فهم وتحديد نوع العمل الجراحي فإنه لابد من فهم مشية الانسان السوي.
لذلك أوضحت النتائج ضرورة الرجوع الى بيانات مرجعية للمؤشرات الدالة على نوعية المشية لدى الاسوياء والانحرافات في المشية في الحالات المرضية.
وحتى وقتنا الحاضر لا توجد أية دراسة توثيقية عن خصائص المشية السوية أو غير السوية للانسان السعودي على وجه الخصوص وفي الوطن العربي عموما، حيث يعتمد المختصون في اعادة التأهيل على البيانات والوثائق الغربية والتي ترتكز على خصائص مشية الانسان الغربي.
ولدراسة خصائص المشية فإنه سيتم استخدام مختبر الميكانيكا الحيوية وتحليل المشي بالمركز المشترك الذي يضم خمس كاميرات تصوير، للحصول على بيانات حركة الانسان في الفراغ، وصفيحتي قوى، للحصول على قوى ردود الفعل بين الارض والقدم. ومن كاميرات التصوير وصفائح القوى سنتمكن من الحصول على بارا مترات المسافة والزمن والعزوم حول المفاصل وكذلك الطاقة المبذولة خلال المشي ومن هذه البيانات سنتمكن من الفهم الجيد لخصائص مشية الفرد السعودي والتي ستساعد بشكل كبير على اعادة تأهيل المعوقين في المملكة العربية السعودية.
يشارك في البرنامج اخصائيو هندسة طبية وهندسة تأهيل وأطباء في مجال الاعاقة والتأهيل من المركز ومتعاونون من جهات مختلفة وجارٍ حاليا اختيار العينات المختبرة من طلاب اسوياء وغير أسوياء لتحليل مشية كل منهم وتحليلها باستخدام الحاسب الآلي والخروج بالنتائج المرجوة.
|
|
|
|
|