| مقـالات
** أتمنى أن يثمر اليوم لقاء مسئولي الرئاسة العامة لتعليم البنات مع ممثلي وزارة المواصلات والمرور والخدمة المدنية..عن قرارات وأطروحات وتوصيات تخدم توظيف المرأة وتحل مشكلة الذهاب والإياب الطويلين اللذين تضطر كثير من المعلمات إلى قطعهما يومياً في الطريق من وإلى القرى البعيدة..
وكنت يوم أمس الأول حدثتكم عن إشكالية عمل المرأة وصعوبة توفير البديل عن مهنة التدريس وما يتعلَّق بها من وظائف تعليمية وإشرافية وإدارية.
ويصر المجتمع على خيار التعليم ويترك الخيارات الأخرى لاعتبارات اجتماعية..
وسعودة وظائف التعليم في القرى النائية خطوة تحسب لوزارة الخدمة المدنية وللجهة المنفذة وهي الرئاسة التي أهلت المعلمات عبر كلياتها لخدمة وطنهن على كافة مواقع الخريطة..
ولقد سمعت عبر هاتف عملي الكثير من العبارات التي تدور في فلك "نريد وظيفة في أي موقع في الخريطة إن شاء الله في خرخير"..وهي عبارة تقولها شابات خريجات في شمال الوطن ووسطه وجنوبه وكلهن يرغبن حقيقة بالعمل والإنتاج والاستفادة من المردود المادي..
وفي ظل هذه العبارة أصبحت الجهات المعنية ملزمة بتوفير الوظائف وعرضها لكثرة الطلب عليها والإعلان عنها في الصحف وتتقدم المواطنات لشغل الوظائف البعيدة مدفوعات بالرغبة في الفرار من حافة الاحتياج التي تهدد كثيراً من الأسر في ظل التغيُّرات في الواقع المادي وكلفة المعيشة وحدود المتاح وسقف القناعة الذي ارتفع كثيراً وأصبحت الرقاب تتدلى إلى الخلف وهي تنظر إليه.. وهي متغيِّرات اقتصادية واجتماعية يدركها العالمون ببواطن الأمور.
** إننا أحوج ما نكون إلى التعاضد العقلاني في حلِّ مشكلاتنا وعدم جنوحنا إلى رمي كل منا الكرات في مرمى الآخر..
فالهدف الذي يهزمنا واحد..
والخسارة واحدة..
فالكاتب عبر قلمه والموظف عبر دائرته والمجتمع عبر توجهاته والقطاع الخاص عبر مشاركته..
ورجل المرور وورش السيارات والفحص الدوري وأمن الطرق والنقل الجماعي والعقاريون الذين يملكون القدرة على بناء وحدات سكنية مريحة للموظفات في أي مكان وإمارات المناطق وأمانات المدن وبلديات المحافظات كل في مجاله قادر على المساهمة بحلِّ المشكلة..
فستظل لنا خريجات وسيظل لنا مدارس في قرى الخريطة وهجرها تستحق من بنات الوطن جهدهن وإخلاصهن ومشاركتهن الجادة في التعليم ومتطلباته.
ولكن الذاهبات بعيداً والنائيات عن أطفالهن.. أولئك اللاتي قللن من حجم عدد المقيمين بيننا.. أولئك اللاتي ساهمن بموافقتهن بتطوير مشروع السعودة وإبقاء المال في الداخل وعدم تهجيره عن طريق المتعاقدات.. أولئك اللاتي أدين كل ذلك للوطن يستحققن ولا شك توصيات جادة ولا ثمة خيار متاح أمام وزارة الخدمة المدنية والرئاسة عدا ذلك الذي قلته أول أمس وهو توفير الحافز المادي حسب المسافة وبعدها ونأيها وهو أمر تتبعه كبار الدول وصغارها..
فالموظف الذي يقطع مئات الكيلوات ليس كمثل الذي "ما يمديه يتواسى في كرسي السيارة إلا وقد وصل لمكان عمله"!!
إنني أتمنى بحق أن تسعد كل معلمة قطعت المسافات من أجل عمل شريف تعين به أسرتها.. أتمنى أن تلقى الحافز المادي الذي يغسل عنها وعثاء الطريق وغبار السفر.
البريد الإكتروني: FatmaaIotaibi@ ayna.com
ص.ب (86659) الرياض (11496)
|
|
|
|
|