| مقـالات
تسعى الأمم إلى تقديم تاريخها في صور شتى من هذه الصور استخدام الاطالس التي تعمل على تبسيط حقائق التاريخ واختصارها مع الاعتماد على الخرائط والاشكال لتكون وسيلة التعبير الأقوى.
والاطالس التاريخية لا تقتصر على تقديم المعلومات عن الدول وحدها بل ان منها ما يتخصص في تقديم التاريخ الحضاري لأمة من الأمم أو منطقة من المناطق التي اثرت في مسار التاريخ الانساني.
وفي هذا الاطار نجد الاطلس التاريخي للمملكة العربية السعودية الذي اعدته دارة الملك عبدالعزيز ونشرته بمناسبة مرور مائة عام على تأسيس المملكة (1419ه 1999م) يقدم لنا معلومات موجزة عن تاريخ المملكة ابتداء من الدولة السعودية الأولى والى الفترة الراهنة.
وقد قدم لهذا الاطلس صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس دارة الملك عبدالعزيز. ومما قاله في ذلك التقديم: "يعد الاطلس التاريخي للمملكة العربية السعودية واحداً من الإصدارات العديدة التي تقوم الأمانة العامة للاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية على اعدادها وطبعها مما يعطي دلالة واضحة على ان هذه المناسبة هي مناسبة العلم والمعرفة والعرفان. وتم تكليف دارة الملك عبدالعزيز بتنفيذ هذا العمل، حيث انها المؤسسة العلمية التي تعنى بهذه الدراسات والأعمال العلمية المتخصصة، وسبق ان نفذت أطلساً تاريخياً في عام 1398ه، وقد بذلت الدارة جهدا في إخراج هذا العمل الجديد والاستفادة من التقنية الحديثة في نظم المعلومات الجغرافية في تحقيق ذلك".
وقد حفل هذا الاطلس بخرائط توضيحية دقيقة وصور للمدن والشخصيات وانماط العمارة وبعض الوثائق والمخطوطات تقدم في ممجوعها لمحة عن مسارالتاريخ في المملكة العربية السعودية منذ عهد الإمام محمد بن سعود ودور دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب.
ان هذا الاطلس الذي يعد مرجعاً جيداً للباحثين وللقراء عموماً في حاجة الى ان يكون في كل مكتبة بل وان يسوق على نطاق واسع ليتمكن من الوصول إليه كل راغب في التعرف على تاريخ المملكة.
ان الجهد الذي بذل في إعداد هذا الاطلس هو جهد كبير وواضح، فالخرائط توضح كل التحركات وامتدادات الدولة، والمسارات التي قطعتها الجيوش، والصور التوضيحية معبرة ومختارة بعناية ودقة.
اما المعلومات فهي على قصرها توفر للقارىء ما يود معرفته من حقائق اختصرت من مراجع عربية واجنبية كثيرة.
ان مثل هذا الاطلس يحتاج الى مراجعة علمية دقيقة من فترة الى اخرى للاضافة عليه أو لحذف معلومات تبين وجود ما هو أصح أو أفضل منها، ولاشك ان دارة الملك عبدالعزيز تضع في حسبانها مثل هذا الأمر.
|
|
|
|
|