| مقـالات
كلما قرأت التاريخ العربي الاسلامي بعصره الراشد والاموي والعباسي الاول والثاني.. ورأيت شموخ عمر، وعبدالملك بن مروان، والوليد ومعاوية، وعبدالرحمن الناصر وغيرهم من رموز النصر العربي الاسلامي وقارنت مافعلوه بأمتهم وبما نرى ونسمع من مؤتمرات دورية، وطارئة، وجامعات عربية واجتماعات، واتفاقات، ومعاهدات كلما رأيت وقارنت.. تشبثت بي قناعات اكيدة شخصية تتمثل في "ان العزة لله ولرسوله وللمؤمنين" وان لانصر للعرب الا بالاسلام.. ولم يكونوا لينتصروا ويحققوا من المجد التقدم الحضاري لولا الدين الاسلامي الذي نصرهم.
- اما لماذا هذه القناعات.. فلأن الدين الاسلامي يخلق المجتمع المدني في أزهى صوره وأروع تقدمه، وكذلك المجتمع العسكري المحارب.. ولعلنا نتذكر ديموقراطية الاسلام آنذاك التي أنشأت مجتمعاً مدنياً مؤسساً نادي بكرامة الانسان.
- الخطاب الاسلامي بديموقراطيته "الخاصة" جعل رجلا يقف امام عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو يخطب في المسلمين، ليقول له: لاسمع ولا طاعة، ويسائل عمر عن ثوبه الطويل الكاسي ليجيبه عمر بان هذا الثوب الذي كسى عمر يمثل ثوبه وثوب ابنه عبدالله جمعهما عمر ليكتسي بهما وهو فارغ الطول..
- لم يغضب عمر من هذه المساءلة الديموقراطية ليضرب اروع الامثلة في ديموقراطية الخطاب الاسلامي منذ 14 قرناً.. وهذا نموذج وإلا فأمثلة المشاركة الشعبية الاسلامية كثيرة، سقيفة بني ساعدة، النزول على بئر بدر، اذهبوا فانتم الطلقا،ء صلح الحديبية، بيعة الرضوان، اووه ماذا اقول وماذا ادع.
هذا فيما يتعلق بالخطاب المدني الاسلامي ضمن شروط ومواصفات حددتها صيغ جاء بها القرآن الكريم ونادت بها السنة المحمدية.
- ايها الناس اين صدام حسين مما فعله عمر بن الخطاب؟؟
- ان الاسلام والتمسك بأهدابه يهديان الى الصراط المستقيم ففي الجانب العسكري تفوق المسلمون بقوتهم القتالية الجسدية وتقديم روح الفداء، والنفس مما جعل لهم رهبة ورعباً يدب في قلوب اعدائهم لمدة شهر قبل مسيرهم اليهم..
- وكان الابداع في المعارك الاسلامية ماثلاً في خطط خالد بن الوليد، وخندق سلمان الفارسي وبرقعة الخيول، والسباحة بها في الانهار، وبناء الاساطيل الاسلامية والتفنن في خلق آليات وتقنيات النصر المعاصرة آنذاك مما جعلهم يغزون من يخالفهم، ويسودوا.. ألم يقل هارون الرشيد لنقفور الروم عندما امتنع عن دفعة الجزية. من هارون الرشيد الى نقفور كلب الروم.. الجواب ماتراه لا ماتسمعه..
إذن الاسلام جامع لقوة المدنية وعسكرتها، والدفاع والابداع. ولن ينهض بالعرب غير الاسلام بصورته الحضارية التي تتماشى مع كل زمان ومكان.. وسوف يقدم الاسلام صوراً، ومخترعات وافكارا جديدة.. معاصرة اذا ماوجد الفكر الاسلامي طريقة للتنفيذ. مدعوماً بالاقتصاديات الرابضة من الخليج الى المحيط، من انهار، ومعادن، ونفط وزراعة وسهول ووديان وبحار وثروات بشرية موجودة ومهجرة.. وعقيدة تزيل مفاهيم الخلايا السياسية المشرِّقة والمغرِّبة والانتماءات الحزبية الخالية من مضامينها الحقيقية. منذ عام 1948م ومازلنا في اجتماعات ومؤتمرات ومعاهدات ولم نجد غير النكسات والهزائم وذبول الروح المعنوية للشعب العربي الذي يعتبر شاهداً مغيباً عن عصره..
لست اقلل من جهود القادة ووزراء خارجية الدول العربية، والنشاطات المبذولة هنا، في العلن وهناك في السر.. ولكنني أتألم كأي عربي مسلم يرى الامور تسير من سيء الى اسوأ..
فاذا كنا نحن العرب لم نتفق، ولن يتم ذلك بغير الفكر الاسلامي فلن نحقق شيئاً يذكر.. وهذه رغبة العدو يقول المهلب بن ابي صفرة:
تأبى الرماح اذا اجتمعن تكسراً
وإذا افترقن تكسرت آحادا
وبدون الفكر، وآلياته، والاجتماع حوله سوف نبقى ندور في اطار صغير لاتلتفت اليه اسرائيل او الدول العظمى المعاصرة.. وها نحن نرى مَنْ يلوم بعض العرب على ارتمائهم في احضان امريكا، وهم ينامون في سبات عميق في عمق الفكر الامريكي.. وصوت هنا.. وهناك.. لم يعلموا ان التغيير يتطلب فكراً، وبرامج عمل وآليات تنفيذ.. ورأي.. اجزم ان الاسلام كفيل بتحقيقه متى ما كنا صادقين مع انفسنا في تطبيقه.
ALRESHOUD@HOTMIL.COM
|
|
|
|
|